“14 أكتوبر ترصد ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس في عدن” تحت هذا العنوان المرعب والمخيف قرأت في هذه الصحيفة في عدد الإثنين الماضي الموافق 31 مارس المنصرم، استطلاعاً حول ظاهرة تسرب طلاب المدارس في المرحلتين الموحدة والثانوية من المدارس، وخص الاستطلاع مدارس عدن.صدمت وأنا أقرأ الاستطلاع الذي لو قرأناه بعقول مفتوحة وعيون تنظر للمستقبل، لوجدنا أن الأمر أكثر من خطر ومرعب ومخيف.. إنه كارثة تهدد مستقبل الوطن الذي يتطلع إلى مستقبل مزدهر.. أبناؤه متسلحون بالعلم والمعرفة ولأجل تحقيق ذلك تنفق الدولة المليارات من الريالات سنوياً إلى جانب الملايين من الدولارات المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة لدعم حقل التعليم في اليمن..إن ظاهرة تسرب الطلاب، كما عرفت، ليس مقتصراً على عدن بل هي ظاهرة في كافة المحافظات وتزداد في المدارس الواقعة في المناطق الريفية والنائية، حيث لا رقابة ولا تقييم من قبل إدارة هذه المدارس ولا السلطة المحلية ولا حتى وزارة التربية والتعليم، لحضور وغياب الطلاب وهو الأهم من التحصيل العلمي..في اعتقادي، بل يقيني أن هذه الظاهرة تدق ناقوس خطر أمام مستقبلنا، مستقبل اليمن.. والسكوت عليها جريمة ونتائجها كارثية لا يمكن تقدير فداحتها وحجم خسائرها لأنها مرتبطة بمستقبل وطن يعتمد على العلم لدى أبنائه في بنائه وتقدمه وازدهاره.. ولا أعرف كيف يتم هذا التغاضي أو التجاهل لدى الجهات المسؤولة في التربية والتعليم، بل الحكومة بنفسها والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وأولياء الأمور؟! فنحن وقبل الاستطلاع الذي فجرت فيه صحيفة “14 أكتوبر” هذا البركان، لم نسمع عن تحرك لمواجهة هذه الظاهرة “تسرب الطلاب من المدارس”.إن الأسباب التي وضعها عدد من الباحثين الاجتماعيين والتربويين عن وجود هذه الظاهرة، كما قرأناها في الاستطلاع، تكشف عجزنا حتى نحن الإعلاميين، قبل المجتمع في معالجة مثل هذه الظاهرة بطرق وأساليب تعلمناها من آبائنا وأجدادنا إلى جانب مدرسينا الذين يجعلونا نعشق قاعات الدراسة وننتظرهم بفارغ الصبر لنسمع منهم شرحاً للدروس الموجودة في المنهج الذي كان في السابق أعقد من مناهج اليوم.حقيقة القول إن الخطأ فينا وليس في الطلاب.. فالمدارس لا يتوافر فيها ما يجعل الطلاب لا ينظرون إلى خارجها.. والمدرسون بعضهم وليس الجميع، لا يبذلون جهوداً في ترغيب الطلاب للمنهج وأولياء الأمور منشغلون في البحث عن قيمة القات حتى أن بعضهم ضم إلى مجلسه ابنه الطالب، وكثيرة هي الأسباب التي لا أدعي أنني عالم بها.. بل يتوجب من الجميع المشاركة فيها لمواجهة هذه الظاهرة الخطرة.. ويكفي وطننا أن الأمية ما زالت تحتل رقماً مخيفاً نعاني منها كثيراً في تنفيذ خطط وبرامج التنمية ومواجهة متطلبات العصر الذي فيه العلم هو الأساس، وبدونه ستكون خارج التاريخ..إننا نحذر من هذه الظاهرة، بل أؤكد أنها كارثة فلنسرع قبل فوات الأوان..
ظاهرة مرعبة ومخيفة!!
أخبار متعلقة