قصص من الغموض والخيال
في الثلاثين من نوفمبر لا استطيع نسيان ذلك اليوم ابداً استيقظت من النوم في منتصف الليل كان المصباح بجانب ( جوان ) لا يزال مضيئاً وكانت هي جالسة على السرير سألتها مستغرباً " ما الامر ؟ لماذا لم تنامي ؟ فأجابتني إش إش إش اسمع فأصغيت فسمعت صوت الرياح ولا شيء اخر فسألتها ثانياً ما المسألة ؟ مم انت خائفة ؟ قالت " كان هناك صوت لا استطيع سماعه الان ولكنه ايقظني من نومي لا بد انه شخص ما كان يقرع زجاج النافذة " قلت لها " عزيزتي لا تكوني غبية لقد كنت تحلمين عودي الى النوم لا داعي للخوف فلا شيء يستوجب ذلك فردت علي باصرار " لست غبية هنري لقد سمعت ذلك الصوت بوضوح احد ما او شيء ما كان يطرق زجاج النافذة وكان بصوت اعلى من صوت هبوب الرياح " نهضت من سريري قائلاً " سأحضر لك كوب من الحليب الدافئ انك متوترة ياعزيزتي فكوب الحليب سيساعدك على الشعور بتحسن " ولكن قبل ان اغادر الغرفة متوجها للمطبخ صرخت " جوان " في وجهي بفزع قائلة لا تتركني لوحدي هنا يا هنري سآتي معك .. ولم تكمل جملتها بعد لقد امتقع وجهها واشارت الى نافذة في هذه المرة سمعت انا ايضاً ذلك الصوت كانت الطرقات بطيئة ثقيلة وكانت كافية لكي نسمعها بالرغم من صوت هبوب الرياح تحركت باتجاه النافذة بعدها توقفت كانت الطرقات تتكرر وبصورة اكثر قوة من ذي قبل بدأت اشعر بالخوف خصوصاً عند سحب ستارة النافذة للنظر من خلفها كما كنت خائفاً من النظر لتلك النافذة كنت خائفاً من ان ارى شيئاً رهيباً وبينما كنت واقفاً هناك تحدثت " جوان " قائلة " لا بأس يا هنري لقد عرفت سبب ذلك الصوت انها افرع شجرة الدردار ترتطم بالنافذة خصوصاً في هذه الرياح العاتيه ولكن زوجتي قد نسيت بأنني كنت قد قطعت افرع الشجرة بحيث لم تعد تحتك بزجاج النافذة ولقد كنت متأكداً من ان افرع شجرة الدردار لم تكن السبب في تلك الطرقات الرهيبة وقبل ان اذكرها بتلك الحقيقة قامت جوان بنزع الستارة بعدها صرخت وبدا بأن قلبي كان قد توقف من هول ما شاهدت لقد كان هناك وجه يطل من نافذة حجرة نومنا كان وجها لرجل عجوز وكان شعره الابيض الطويل يرفرف مع هبوب الرياح وكان رأسه قريباً جداً من زجاج النافذة وكانت يداه مرفوعتين وبدأ يطرق زجاج النافذة مرة اخرى فقلت لجوان بتوتر شديد ما هذا بحق الله اغلقي ستارة النافذة فلم تستطع ذلك وكان وجهها مدفوناً بين يديها ووضعت ذراعي حولها قائلاً تعالي يا عزيزتي سننزل الى المطبخ لا نستطيع الجلوس في هذه الغرفة فوضعت ذراعيها حول ذراعي وقدتها نحو الباب فقالت لي بعدها " عيناه ؟ ؟!! هل رأيت عينيه يا هنري ؟ لقد كانتا حزينتين جداً لقد كان ما رأيناه شبحاً حزيناً " طلع النهار وكانت الرياح قد هدأت وكان الصباح بارداً ومشرقاً في الساعة التاسعة صباحاً اتصلت بالسيد بارنس كاهن القرية واتى مباشرة واحتسى معنا القهوة وبدأ يصغي لقصتنا وبعد ان انتهينا بدأ بسؤالنا بعض الاسئلة وبعدها قال مستفسراً تقولون انكم رأيتم وجهاً لرجل عجوز ؟ فأجبنا بالضبط فأكمل وكان شعره ابيضاً وطويلاً فأجبناه نعم فسأل السيد بارنس هل كان غاضباً ؟ هل قصد اخافتكم ؟ فأجابت زوجتي جوان قائلة اوه لا يا سيد بارنس انني متأكده من انه لم يكن غاضباً نعم لقد اخافنا ولكنه لم يكن يقصد ذلك وكان الحزن الشديد بادياً بوضوح على وجهه بدا وكأنه يطلب منا المساعدة انني اشعر بالاسف لاننا لم نساعده و لكننا كنا خائفين فأجاب الكاهن بلطف لا تلومي نفسك بالطبع كنت خائفة ان أي شخص في مكانك كان لابد ان يشعر بالخوف ولكني اظن انه لا زال بامكانكم مساعدته فسألته متلهفا كيف ؟ يبدو انك تعرف شيئاً عن الرجل اخبرنا ان كنت تعرف شيئاً عنه واذا استمر هذا الشيء الرهيب بالحدوث هنا فلن نبقى في هذا المنزل فأجاب السيد بارنس اعتقد بأنني استطيع حل اللغز لقد اخبرتك من قبل بان السيد الجا سيم ويز عاش هنا في الماضي مع خادم عجوز يرعى شؤونه ولم اخبرك بقية القصة لكن يجب علي اخباركم الان في احدى الليالي قام بعض اللصوص بقتل السيد الجا سيم ويز وسرقوا كل ممتلكاته ولم يتم القبض على هؤلاء اللصوص القتلة لكن السيد روبرت فورستر ذلك الخادم العجوز للسيد الجا سيم ويز قد اتهم بمساعدتهم ولقد قال بأنه برئ وانه كان نائماً طول الليل في تلك الليلة المشؤومة التي قتل فيها السيد سيم ويز ولم يسمع شيئاً ولكنه اتهم بالسماح للصوص بدخول المنزل وكان رجلاً عجوزاً طيباً لا عائلة له ولا اصدقاء ولم يصدق احد بأنه برئ لقد كان شيئاً فظيعاً ذلك الذي حدث لقد اعدم روبرت فروستر في حديقة منزل سيم ويز وقد قالها مرارا و تكرارا وهو يصيح باعلى صوته حتى اخر لحظة من عمره بانه برئ ولكنهم اعدموه شنقاً من فرع شجرة الدردار تلك لقد هرب اللصوص القتلة وتم اعدام انسان برئ فسألته هل تعتقد بأنه برئ فعلاً؟ فأجاب الكاهن بثبات بل اؤمن بأنه برئ وبأنه اعدم ظلما كما اؤمن بانه ظهر لكم البارحة ليحاول ان يخبركم بانه برئ ويطلب مساعدتكم فسألته ولماذا ظهر شبحه امس ؟ فاجاب السيد بارنس لان البارحة كانت الثلاثين من شهر نوفمبر وهو نفس اليوم الذي اعدم فيه روبرت فورستر قبل ثلاثمائة عام فسألت زوجتي السيد بارنس قائلة وكيف يمكننا مساعدة رجل مات قبل ثلاثمائة عام؟ اجابها السيد بارنس قائلاً نساعده بان نريه باننا نصدقه بأننا نخبره بأننا نصدق انه برئ فعادت زوجتي لسؤاله ثانية ولكن كيف ؟ قال السيد بارنس موجها كلامه لكلينا هذه المرة اتبعاني قادنا السيد بارنس الى الحديقة حيث تقع شجرة الدردار الكبيرة وقال لقد دفن روبرت فورستر هنا وهذا هو قبره فقلت مندهشا هنا !!! ولكن هذه ليست ساحة كنيسة " لا انها ليست مكانا مقدسا ولانهم لم يؤمنوا ببراءته لم يدفنوه في ساحة الكنيسة انما بالقرب من هذه الشجرة لقد دفنوه في المكان الذي اعدموه فيه وحتى لم يصلوا عليه ولكن يجب علينا مساعدته في ان نجعل من قبره مكانا مقدسا مثله في هذا مثل باقي الموتى الاخرين وان نصلي عليه حتى تهدأ وتستقر روحه .جثا الكاهن على ركبتيه في الارض الرطبة والباردة وقمت وزوجتي بفعل نفس الشيء في الصلاة على روحه لقد صلينا على روحه البريئه كما صلى وطلب الرحمة والعفو لمن اعدموه ظلما عندها خلع الصليب الذي كان حول رقبته ووضعه بثبات على القبر لقد اصبح القبر الان مقدسا مثله مثل باقي القبور الاخرى واخيراً قال السيد بارنس بهدوء " ستستقر روحه الان " وبعدها عدنا الى بيتنا الهادئ .تمت بحمد الله