أمريكا وقعت بيانا يتبنى المبادرة العربية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين
شرم الشيخ (مصر)/14 أكتوبر/من: محمد عبد اللاه وسو بليمنج: كثفت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس جهودهما في الشرق الأوسط أمس الثلاثاء لإقناع حلفاء واشنطن العرب ببذل مزيد من الجهد لإعادة الاستقرار إلى العراق والتصدي لإيران. ووصلت رايس وجيتس وهما من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارة مشتركة نادرة إلى منتجع شرم الشيخ بمصر أمس الثلاثاء مع تعهدات بتقديم معونة عسكرية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قالا إنها ستساعد في التصدي لتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني وإيران. وفي خطوة أخرى قد تسعد الأصدقاء العرب وقعت الولايات المتحدة بيانا يتبنى مبادرة عربية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد للصحفيين في حين كان مبارك يجري محادثات مع رايس وجيتس “زيارة (الوزيرة والوزير) تعكس إدراك الإدارة الأمريكية لسيولة الوضع وخطورته في الشرق الأوسط.” ، وأضاف “الشرق الأوسط أحوج ما يكون للاستقرار والسلام.” وناشدت رايس وجيتس اللذان من المقرر أن يزورا المملكة العربية السعودية أيضا حلفاء الولايات المتحدة من العرب بذل المزيد لمساعدة واشنطن في العراق وتشجيع المصالحة الوطنية بين الفصائل المتناحرة هناك لكنهما رفضا تلميحات إلى ان المعونات هي في مقابل بذل مزيد من الجهد لمساعدة واشنطن. وقالت رايس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط “كل الأطراف بحاجة الآن إلى ان تلقي بثقلها خلف جهود المصالحة الوطنية هذه. ، “هذا يعني تكثيف جهود من لهم نفوذ في العراق.” لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية قال إن حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين ربما يكون شرطا لنجاح جهود تحقيق الاستقرار في العراق. وطلبت الولايات المتحدة مرارا مساعدة العرب في العراق لكن حلفاءها العرب ليس لهم نفوذ يذكر هناك ان كان لهم نفوذ من الأساس في العراق الآن. وقبل سفرها إلى الشرق الأوسط أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية تقديم معونة عسكرية لمصر قيمتها 13 مليار دولار على مدى عشر سنوات وهي نفس معدلات المعونة خلال السنوات الست الماضية على الأقل. لكن واشنطن عرضت على إسرائيل زيادة نسبتها نحو 25 بالمائة لتصل إلى 30 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وصرح مسؤولو دفاع بان السعودية ودولا خليجية أخرى ستحصل على ما قيمته 20 مليار دولار على الأقل في صورة مبيعات أسلحة ومساعدات أخرى على مدى عشر سنوات لكن الأرقام النهائية لم تتحدد بعد. ونفت رايس بشدة أن تكون عروض الأسلحة الأمريكية وسيلة للحصول على المزيد من المساعدة في العراق حيث تقاتل الولايات المتحدة ميليشيات شيعية ومسلحين سنة. وقالت رايس “هذه ليست مسألة إعطاء شيء مقابل الحصول على شيء. أننا نعمل مع هذه الدول لمكافحة التطرف.” وانتقدت إيران المعونات العسكرية متهمة الولايات المتحدة بمحاولة إثارة الخوف وعدم الثقة في الشرق الأوسط والسعي إلي زعزعة استقرار المنطقة. وقالت رايس “إذا كانت هناك زعزعة استقرار في المنطقة فيمكن أن يلقى بذلك على عاتق النظام الإيراني.” وخلال المحادثات في شرم الشيخ وقعت الولايات المتحدة أيضا بيانا مشتركا مع مصر والأردن وست حكومات خليجية يتبنى مبادرة السلام العربية التي طرحت للمرة الأولى عام 2002 كأحد الأسس لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وتعرض المبادرة على إسرائيل إقامة علاقات طبيعية مع كل البلدان العربية في مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي التي استولت عليها عام 1967. ورفضت إسرائيل الخطة في بادئ الأمر لكنها قالت مؤخرا إنها قد تكون أساسا للمفاوضات. ودعا البيان إسرائيل بصورة غير مباشرة للانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي قائلا إن هذا أمر مهم لجعل المعاهدة شاملة لكل الدول. وقال مسؤول أمريكي كبير إن البيان يتسق مع سياسة الولايات المتحدة كما عبرت عنها في مناسبات أخرى. وخلال اجتماعاتها ناقشت رايس خططا أمريكية لعقد مؤتمر هذا العام لإحياء آمال السلام بين العرب وإسرائيل. وقالت رايس “نريد الإعداد للاجتماع بصورة جيدة حتى يتسنى له تحقيق تقدم باتجاه حل على أساس دولتين .. ينبغي ألا ينظر إلى هذا المؤتمر على أنه.. صنع في أمريكا.” وجاء في البيان المشترك أن الوزراء “يرحبون بالتعهد المعلن من جانب الرئيس الأمريكي جورج بوش” في خطابه الذي ألقاه في 14 يوليو واقترح فيه عقد المؤتمر لكن البيان لم يخض في تفاصيل ترتيبات المؤتمر ولا الجهات المقرر مشاركتها فيه. وخلال اجتماع في جامعة الدول العربية في القاهرة أمس الاثنين أبدى وزراء الخارجية العرب ترحيبا مشروطا بفكرة المؤتمر. إلا أن سوريا اعترضت قائلة إن أي مؤتمر يعقد في ظل الظروف الراهنة سيمثل خيانة للقضية الفلسطينية.