القاهرة / وكالات:عرضت قناة "روتانا سينما" فيلم "ناجي العلي" ضمن سلسلة عرض الافلام الممنوعة التي تقوم بعرضها كل يوم اثنين من كل اسبوع، والفيلم من بطولة الفنان المثقف نور الشريف، محمود الجندي، ليلى جبر، والفنان اللبناني أحمد الزين، تأليف بشير الديك، واخراج الراحل عاطف الطيب، وانتاج مشترك بين مصر (ان بي فيلم - نور الشريف) ولبنان (مجلة فن-وليد الحسيني)، موسيقى مودي الامام، تم انتاجه عام 1992 ولم يعرض في دور العرض سوى اسبوعين فقط بسبب الهجوم العنيف الذي شن من قبل احدى الصحف المصرية على الفيلم والعاملين به.قصة الفيلم:"نور الشريف" يقوم بدور رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" ويبدأ الفيلم باغتيال ناجي العلي في لندن ورقوده في غرفة الانعاش ويعود الزمن لبضعة أشهر قبل عام 48 وأشار الفيلم الى ذلك بمجموعة من الاشارات الزمنية، وتفجير المساكن، وتشريد اهالي القرى الفلسطينية، ونزوح ناجي واسرته الى بيروت (مخيم عين الحلوة) ثم انتهاء الانتداب البريطاني، واعلان قيام الدولة الصهيونية في 5 مايو 48، واجتياح الاسرائيليون لبنان واجبار الفلسطينيين الى مغادرتها، فيغادر ناجي الى الكويت ومن ثم يستقر في لندن، والعمل في مكتب جريدة القبس الدولية، ونشر رسوماته التي تعبر عن الواقع العربي من خلال شخصية "حنظلة"، الى ان يأتي ختام الفيلم بتوقف قلب "ناجي العلي" داخل المستشفى في لندن بعد اغتياله، استعرض المخرج عبر شخصية ناجي نكسات الوطن العربي من خلال بناء درامي محكم، والجدير بالذكر انه بالرغم من عدم عرض الفيلم على شاشات السينما والتلفزيون في ذلك الوقت الا أنه عرض في مهرجانات دولية عديدة ونال العديد من الجوائز.الهجوم على الفيلم:نال الفيلم هجوماً عنيفاً من بعض الصحف المصرية التي اعتبرت رسومات ناجي العلي مسيئة للعرب وتحديداً لمصر، ونال نور الشريف هجوماً عنيفاً ايضاً لادائه دور ناجي العلي وتعرض للتعتيم الاعلامي والتجاهل الفني لفترة طويلة، فصوروا أبطال الفيلم والعاملين به كما لو كانوا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد مصر، حتى انهم كتبوا وقالوا ان نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل الذي شتم مصر في رسوماته، وجاء رد نور الشريف على هذه الاتهامات.."الحقيقة ان هذا الاتهام باطل فناجي العلي كان يعشق مصر لابعد الحدود وهذا ما توضحه رسوماته، ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس وهاجم اتفاقية كامب ديفيد، ناجي العلي لم يشتم مصر ولكنه عبر عن رأيه في رفضه لكامب ديفيد وهذا كان موقف كل العرب آنذاك، ومعظم المثقفين المصريين، وسار الهجوم على الفيلم وفق سيناريو محبوك وربما أفلح في التأثير على بعض الذين لا يعرفون ناجي العلي ولم يدم هذا طويلا، ويكفيني الاستقبال الحار الذي استقبلت به في بعض الجامعات المصرية، والجهات الاخرى حيث تم عرض الفيلم، وعقد ندوات مفتوحة شارك فيها الالاف ممن لم يتأثروا بهذا الهجوم"، ويعتبر نور الشريف أن فيلم هذا الفيلم من اهم أفلامه، ونقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية ويعتبره فيلم جاد في مسيرته سار به الى مرحلة النضوج في وقت كان الانتاج الفني يعاني من التردي، وقد قام نور الشريف لمدة عامين بمتابعة وجمع المعلومات عن الفنان ناجي العلي، بالاضافة الى مقابلة أصدقاء ناجي في الكويت ولندن والدول العربية حتى تكون الشخصية قريبة منه، ومن أجمل التعبيرات التي وردت على لسان نور الشريف عن ناجي العلي " أنه نموذج لغياب الحرية، فهو لا يمسك مدفعاً ولم يؤلف حزباً، بل يمسك قلماً وريشة ويستخدم حبر وورق". ناجي وحنظلة:يعتبر ناجي العلي من أهم الفنانين الفلسطينين، سافر الى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، القبس الدولية، وتميز بالنقد اللاذع في رسومه، سكن مخيم عين الحلوة بلبنان وهو في العاشرة من عمره، واعتقل من قبل القوات الاسرائيلية وهو طفل، قضى اغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، وحنظلة هي شخصية ابتدعها ناجي العلي لتمثل صبي في العاشرة من عمره، أدار ظهره في سنوات ما بعد 73 وعقد يداه خلف ظهره واصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته، وظهر رسم حنظلة في الكويت عام 69 في جريدة السياسة الكويتية، اغتيل ناجي العلي في احدى شوارع لندن بتاريخ 22 يوليو 87 وهو في طريقه لعمله، اخترقت الرصاصة صدغه الايمن وسقط ناجي وفي يده مفاتيح سيارته وتحت ابطه رسوماته، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس من نفس العام و دفن في "مقابربروك وود" الاسلامية بلندن، بعد ان رفضت السلطات البريطانية نقل جثمانه الى مخيم عين الحلوة ليدفن هناك كما وصى، استشهد ناجي العلي تاركاً وراءه زوجته "وداد" وأولاده خالد، أسامة، ليال، وجودي، ورغم وفاة "ناجي العلي" الا أن العديد من مواقع الانترنت والصحف والمجلات بالاضافة الى اصدارات الكتب ما زالت تكتب عنه، وتتذكره وتؤيد فكره ومواقفه.
|
ثقافة
(ناجي العلي) من الأفلام الممنوعة
أخبار متعلقة