يعد تنظيم الاسرة أحد العناصر الرئيسية الهامة في السياسات والبرامج السكانية ويعتبر مكوناً مركزياً في الصحة الانجابية فعلاوة على مساعدة الزوجين على اختيار عدد الاطفال الذين يرغبون في انجابهم فإن تنظيم الاسرة يساعد كثيراً في تقليل معدلات الخصوبة وإبطاء معدلات النمو السكاني من خلال مساعدة النساء المتزوجات على المباعدة بين أحمالهن كما أن تنظيم الاسرة يساهم في وجود أمهات وأطفال أصحاء وذلك عندما تنتظر النساء الى ما بعد مرحلة المراهقة للبدء في إنجاب الاطفال وعندما تقوم بالمباعدة بين أحمالهن لفترة سنتين الى ثلاث سنوات على الاقل كما يمكن لتنظيم الاسرة أن يساعد في حماية النساء الاكبر عمراً والنساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية معينة أو اللواتي قد يتعرضن لمخاطر صحية جراء حصول حمل جديد .وعلى الرغم من أن عدد الذين يستخدمون تنظيم الاسرة هي أكبر من ذي قبل إلاّ أن هناك أعداداً كبيرة أيضاً يمكن أن تحتاج أو ترغب في استخدام وسائل تنظيم الاسرة حيث لوحظ أن عدد الاشخاص الذين هم بحاجة للحصول على خدمات تنظيم الاسرة يتزايد بمعدل أسرع من تزايد عدد السكان الذين في العمر الانجابي وذلك لأن نسبة متزايدة من تلك الفئة العمرية ترغب في التقليل من حجم أسرها .وفي البلدان الاقل نمواً نجد أن أكثر من نصف الازواج يستخدمون تنظيم وسائل الاسرة حالياً مقارنة مع عشرة بالمائة فقط في عقد الستينات وقد أدت تلك الزيادة الكبيرة في معدل استخدام وسائل تنظيم الاسرة الى خفض الخصوبة بصورة اسرع في تلك الدول من الدول الاكثر نمواً ولقد حدث التحول من اسر كبيرة الحجم الى أسر أصغر في الولايات المتحدة الامريكية .وأوروبا خلال 150-100 سنة ومع ذلك فإن متوسط حجم الاسرة قد انخفض في البلدان الاقل نمواً بنفس المقدار في غضون عقود قليلة .إن التوجه نحو اسرة أصغر حجماً يعكس تغيراً في المواقف من الانجاب فكلما تقدمت الدول واصبحت اكثر تحضراً حصلت النساء على مستويات أعلى من التعليم وبدأن بالزواج في سن متأخرة كلما رغب الازواج في انجاب أطفال أقل.ففي بلادنا .. اليمن ..على سبيل المثال باعتبارها من الدول الاقل نمواً أفادت نتائج المسوحات والدراسات الديموغرافية الصحية أن معدل الخصوبة الكلي لكل امرأة يمنية كان 8.3 أطفال خلال فترة حياتها الانجابية في عام 1995م وانخفض هذا المعدل عام 2003م الى (6.1) أطفال بينما معدل الخصوبة الكلية المرغوبة (4.5) وفي كينيا افادت التقارير أن النساء يرغبن بانجاب سبعة أطفال أو أكثر في التوسط خلال فترة السبعينات أما في التسعينات فقد أفادت النساء هناك أنهن يرغبن في إنجاب أقل من أربعة أطفال في المعدل أما في كولومبيا واندنوسيا اليوم فترغب النساء في إنجاب أقل من ثلاثة أطفال مقارنة بأكثر قليل من أربعة أطفال في السبعينات .وأخيراً يمكن القول أنه خلال العقود الثلاثة الماضية مكنت الزيادة في عائلات أصغر إن رغبوا بذلك كما تلعب البرامج المنظمة لتنظيم الاسرة والتوعية السكانية بأهمية تنظيم الاسرة دوراً هاماً في هذا المجال ويعزو بعض الديموغرافيين حوالي 40 50 5-%من انخفاض الخصوبة في البلدان الاقل نمواً منذ عقد الستينات الى برامج تنظيم الاسرة .أمين عبدالله إبراهيم
زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة
أخبار متعلقة