الوطن في أزمة وهذا لا يختلف عليه اثنان حيث أصبح الوضع لا يحتمل المزيد من المناكفات والمكايدات التي تزيد من تعقيدات المشهد السياسي والذي أصبح لا يطاق بفعل المماحكات غير المبررة الرامية إلى تعطيل العملية السياسية من خلال ابتعاد كل طرف عن الآخر ما يوسع فجوة الخلاف ،وذلك يحتاج إلى قرار سياسي شجاع ومسؤول من كافة الأطراف للالتقاء والتقارب حول نقاط الاتفاق على أقل تقدير كخطوة أولى نحو المزيد من تقارب وجهات النظر في القضايا الخلافية الأخرى، وهي قضايا تندرج في إطار الإصلاحات الشاملة المطلوبة للعملية السياسية التي لا تقف عند حد معين بل تظل في حالة استدامة تجديد وتطوير في إطار المنظومة الأساسية لثوابتها الوطنية وتظل في حالة تشكل دائم من خلال البحث المستمر عن الوسائل والأساليب الأفضل التي تخدم تحسين الأداء السياسي للوصول إلى الغايات والأهداف الإستراتيجية التي لا يختلف عليها الجميع في إطار جملة من التحولات الديمقراطية والبناء التنموي الشامل وتحسين المستوى المعيشي للشعب وتسيير عملية التطوير وبناء التنمية البشرية كمقومات أساسية للتطوير والبناء بصورة عامة وتحقيق الرفاة والحياة الآمنة للشعب.ولهذا فإن المسؤولية تقع على جميع القوى المشاركة في العملية السياسية سلطة ومعارضة وأي اختلاف أو فشل هو مسؤولية الجميع، والفشل يعني فشل الجميع دون استثناء وحتى لا يعتقد البعض أنه شريك فاعل فقط فيما هو إيجابي في منظومة العملية السياسية وأنه بمنأى عن الفشل، فهي منظومة متكاملة والكل شركاء في الربح والخسارة وما يحدث من تطبيل وتزمير من قبل البعض وما يظهر من علامات البهجة والفرح عند الحديث عن أن اليمن دولة فاشلة فهؤلاء مع الأسف يكونون كالبلهاء ويرقصون ويغنون وكأن الأمر لا يهمهم ولا يعنيهم في الوقت الذي هم أصلاً شركاء في العملية السياسية في هذا الوطن ومن حيث لا يعلمون فهم مقصودون بهذا الفشل الذي يروجون له ويتمنون لو أنه يتحقق وهذا بعيد عنهم بعد السماء عن الأرض فاليمن فيه الكثير من أبناء الشعب المخلصين الذين يناضلون بحب ووفاء من أجل بناء هذا الوطن الغالي والحفاظ عليه وهم الأقدر على إخراجه إلى بر الأمان بسلام أما أولئك المرجفون الغوغائيون فهم نائمون في سبات عميق إلى يوم الدين. ويظل حالهم كالأطرش في الزفة ولا يعلم موعد صحوتهم إلا رب العالمين وبالتأكيد لن تكون إلا بعد أن يفوتهم القطار وسيظلون نادمين على تأخرهم وعلى قارعة الطريق يجلسون في ندم وحيرة في وقت لا ينفع فيه الندم ورغم ذلك نتمنى لهم الهداية والصحوة المبكرة والاستفادة مما هو متاح من فرص تضمنتها دعوة فخامة الأخ / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية حفظه الله إلى طي صفحة الماضي المؤلم صفحة الحرب بمعانيها المختلفة والتحلي بالحب الجامع والأمل المتطلع نحو بداية لحياة جديدة مليئة بالخير والسعادة للوطن بمختلف تكويناته .. نحو المزيد من التطور والبناء.
اليمن مسؤولية الجميع
أخبار متعلقة