واشنطن تقلل من انسحاب جبهة التوافق من حكومة المالكي
بغداد / وكالات :قللت واشنطن من أهمية انسحاب وزراء جبهة التوافق العراقية من الحكومة, واصفة تلك الخطوة بالمناورة السياسية الداخلية.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو "إننا نتابع الوضع, لكن يجب أن نتذكر أن هذا ليس انسحابا كاملا من العملية السياسية", مقرا بأن ذلك يظهر بعضا من الصعوبات على مستوى العمل في المجال السياسي بالعراق.بدوره دعا الرئيس الأميركي جورج بوش رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عبر دائرة تليفزيونية مغلقة على العمل بجدية لإبقاء حكومته موحدة, ووضع حد للاقتتال الطائفي بالبلاد.وقال سنو إن الرئيس بوش قال للمالكي "إننا بحاجة إلى أفعال لا أقوال", فرد رئيس الوزراء العراقي بقوله "لقد فهمت جيدا ونحن نعمل على ذلك".وجاء الموقف الأميركي بعد أن بررت الجبهة إعلان انسحابها بتراجع رئيس الوزراء العراقي عن تنفيذ وعوده والاستجابة لمطالبها.وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية رافع العيساوي في مؤتمر صحفي لقادة الجبهة ضم عدنان الدليمي ونائب الرئيس طارق الهاشمي، إن سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء وخمسة وزراء منتمين للجبهة سيقدمون استقالاتهم اليوم.وأكد الهاشمي -المسؤول في جبهة التوافق- أن الجبهة ستبقى ناشطة في العملية السياسية على أمل إصلاحها وتعديل مسارها بالتخلص من مظاهر وأسباب الانقسام الطائفي والعرقي.وأوضح أن مطالب الجبهة ستبقى قائمة لتكون أجندة للإصلاح والبناء، مشيرا إلى أن جبهة التوافق ستعيد حساباتها في جدوى مشاركتها في العملية برمتها إذا وجدت غير ذلك وتبين افتقار الأطراف السياسية الأخرى إلى الجدية.
وكانت جبهة التوافق -ولها 44 نائبا في البرلمان- هددت قبل أسبوعين بالانسحاب من الحكومة والبرلمان وجمدت عضويتها الأسبوع الماضي في الحكومة وأمهلت رئيس الوزراء أسبوعا لتحقيق أحد عشر مطلبا، وقالت إنه في حال عدم تحقيقها فإنها ستنسحب من الحكومة وتدرس بدائل أخرى لمصلحة الشعب العراقي.وأبرز هذه المطالب إصدار عفو عام عن المعتقلين وتفعيل مشاركتها في اتخاذ القرارات السياسية والأمنية.في المقابل اعتبر المالكي في بيان الاثنين تهديد الجبهة بالانسحاب من الحكومة بأنه "غير موفق". كما اعتبر أن "سياسة التهديد والضغوط والابتزاز" التي اتهم الجبهة باتباعها غير مجدية.وكانت أطراف شيعية وأخرى كردية تحاول التحاور مع جبهة التوافق لإقناعها بتأجيل فكرة انسحابها من الحكومة والبرلمان والسماح بمفاوضات اللحظة الأخيرة لنزع فتيل الأزمة السياسية.جدر الإشارة إلى أنه سبق أن انسحب من الحكومة ستة وزراء من التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في يونيو احتجاجا على رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق ولم يحل أحد محل أولئك الوزراء.ميدانياً لقي جنديان أميركيان مصرعهما وأصيب عشرة آخرون في هجمات بقذائف الهاون, بعد يوم من مقتل أربعة من زملائهم, وهجومين انتحاريين قتلا أكثر من 70 عراقيا ببغداد.وقال الجيش الأميركي في بيان إن الجنديين كانا في مهمة جنوبي بغداد, لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل أو يحدد موقع الهجوم.وبالأمس الأول اعترف الجيش في بيان آخر بمقتل أربعة من جنوده بينهم ثلاثة سقطوا في انفجار عبوة "خارقة للدروع" استهدفت عربتهم شرق العاصمة العراقية.كما قال البيان إن الانفجار أسفر أيضا عن إصابة ستة جنود آخرين, ليرتفع بذلك إلى 3655 عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم هناك منذ غزو بغداد في مارس 2003 استنادا إلى أرقام البنتاغون.من جهة ثانية توفي جندي بريطاني متأثرا بجروح أصيب بها في انفجار قنبلة في مدينة البصرة جنوب العراق.وبهذا يرتفع إلى 164 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا بالعراق منذ مشاركة لندن في غزوه. يشار في هذا الصدد إلى أن نحو 5500 جندي بريطاني ينتشرون هناك معظمهم بمدينة البصرة وما حولها. وسيتم تخفيض عددهم بنحو 500 جندي نهاية العام.وشهد العراق أمس الأول موجة عنيفة من العنف كان أبرزها وقوع هجومين انتحاريين في بغداد أسفرا عن مقتل نحو 70 شخصا. وأوضح مصدر بالشرطة أن 50 شخصا قتلوا بهجوم نفذه انتحاري يقود شاحنة وقود ملغومة ببغداد.وفي هجوم منفصل قضى 20 شخصا عندما فجّر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة قرب منفذ تجاري بحي الكرادة بالعاصمة، وقتل انتحاري ثالث ثلاثة أشخاص بحي الدورة جنوب بغداد.