قصة قصيرة
أمل حزام المذحجيأقول لك توقف عن محاولة معرفتي والدخول دون تصريح إلى ساحة حياتي، فأنا امرأة معقدة التركيبة، لن تتمكن من الوصول إلى مفتاح بدايتي. لا تحاول خداع نفسك في تقمص شخصية رومانسية، للإيقاع بي، لأفتح لك باب قلبي، فمساحة الحب أيها العاشق لم تعد تملك مكاناً لي.منذ ولادتي كنت أنا شغف الحياة وروعة اليوم وأمل المستقبل وذكريات الماضي المنصرم في قالب عمري.أما اليوم فانا مجردة من المشاعر والإحساس الزائف، فعالمي المادي يتطلب أكثر من ذلك..أتطلب مني الجلوس على طاولتك؟ تريد أن ترسمني على صفحات كتابك، تقول لي إنك كتبت سطوراً من شعر الغزل باستطاعتها إذابة جليد قلبي المتجمد، والوصول إلى أعماق فؤادي. توقف عن إرباكي، أنت إنسان حالم ما زلت تعيش أوهام الحب وتؤمن بقدرات لا جدوى منها. أعجبني غزلك الواضح ولكني ما زلت ارفض الإنصات إليك، إذ بدأ الملل يدخل قلبي.ماذا تقول؟ لم اعد أسمعك.صوتك أصبح خافتاً لم اعد استطيع سماع نبراته، وملامح وجهك تغيرت وقلمك قد بدأ يجف وقلبك توقف عن النبض، وحضنك أصبح وهماً لم اعد بحاجة إليه. فأنت اليوم تسكن في الجهة المظلمة من هذا العالم حيث تعاني قسوة الحياة وظلم الزمان، أصبت بالملل وأنا أحاول مسايرتك وإرضاءك، وشمعة الحب الصاخبة قد انطفأ نورها على طاولتك.اعذرني..لم اعد أراك.. بدأت تتلاشى يبدو لي أنه لا وجود لك بعد اليوم، لا تصرخ في وجهي، لا تتوسل، كن رجلاً، تحمل الخسارة، هيا اترك يدي لقد هجرها الدفء، دعني أجدد مجرى دمي واستمتع بوجودي، هناك من يناديني. طاولة أخرى بدأت تشعل شمعتها الأولى ونورها يناديني، ورائحة الورود الزكية تسحرني وخاتم الألماس في أصبعه يطالبني بالإسراع. لا مجال للقلب الآن دعني افتح باب أنوثتي ليرشدني إلى طريقه، لأدخله إلى ساحتي، وأسقيه من بئر حب أستعيره للإيقاع به في مصيدتي.لا تبك، توقف عن ملاحقتي فهذا يفطر قلبي القاسي، ولكني أعدك بأنك ستبقى ذكرى في إحدى زاويات قلبي الكبير..وداعاً.