محمد حسن شعب حصل خلاف بين المواطن حميد علي منصور الجند (48 عاماً) واثنين من نشطاء السلفيين المنتشرين في صعدة وضواحيها إثر احتكاكات وملاسنات كلامية معهما، وتطور هذا الخلاف إلى نزاع وتحدٍ من قبل نشطاء السلفيين ضد حميد الجند وبادلهم حميد بوصفهم متطرفين وخطراً على المجتمع وعلى السلام الاجتماعي.. وكما هي عادة السلفيين في ابتزاز خصومهم أو من يخالفهم فقد عمم ناشطوهم على فصائلهم وخلاياهم ان “الجند” قد شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان الجند درس في الاتحاد السوفيتي، وأنه من الشيوعيين، وأنه داعية ومبشر مسيحي وله عدد من العمارات في صنعاء وفي صعدة. وتحول الرجل - حميد - إلى مادة خطابية في جوامع ومساجد صعدة باعتباره من المنضوين في الجماعات التبشيرية العاملة في مستشفى السلام بصعدة.. وواصلوا الحملة الخطابية المكثفة ضد حميد الجند بإصدار منشورين متتابعين، أحدهما بعنوان “يا أهل صعدة هبوا لنصرة نبيكم” جاء فيه “ان حميد علي منصور الجند مبشر مسيحي دنماركي”.. والعاقل هنا سيرى التناقض في كلامهم عن “روسيا” و”الدنمارك” من حيث اختلافهما المذهبي الارثذوكسي والكاثوليكي، وحتى اختلافهما السياسي، إذ هما عالمان متناقضان تماماً.الحملات السلفية العشوائية ضد الجند بدأت بالخطابات في الجوامع والمساجد ونوادي السلفيين، ثم تبعتها حملات إشاعات وملصقات ومنشورات، وبالفعل تمكنوا من ارعاب الناس وخلقوا البلبلة والشك في أوساطهم ، واعقبوا حملتهم المكثفة باستدعاء الجند إلى الأمن بالتهم الملفقة من قبلهم، وتم حبسه، وبرر المعنيون ايقافه بأنه حفاظ على سلامة روحه من تهورهم الدموي أو قيامهم بتصفيته اقتصاصاً لشتمه الرسول صلى الله عليه وسلم كما يدعون، والرجل صاحب دخل محدود ولم يخرج من اليمن، وهو يعيش على اعانة أخيه الأكبر المغترب في السعودية وكل ما يملكه هو منزل بناه له أخوه المغترب.وعلى إثر توقيف حميد الجند في البحث الجنائي كإجراء وقائي بحسب المعنيين في الأمن رفع السلفيون دعوى قضائية ضد الجند بتهمة التبشير والإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، وطالبوا بالحكم عليه كمرتد عن الإسلام ، واحضروا جيشاً من أعضائهم ليشهدوا على جرم حميد الجند “الملفق من قبلهم”، بينما يفتقد الرجل إلى الحد الأدنى من المساندة ابتداءً بمحامي الدفاع وانتهاء بتغطية متطلبات أسرته ونفقاتهم، ناهيك عن مصاريفه الشخصية ومصاريف من يتابع محاكمته أو يدافع عنه على سبيل الافتراض.وإزاء ما سبق نناشد كافة المنظمات الحقوقية العاملة على التراب اليمني بأطيافها المختلفة الالتفات إلى الظلم الذي لحق بالمواطن حميد علي منصور الجند، ومساعدته، وإنقاذ رقبته من مقصلة التصفية الأصولية المعلنة من قبل السلفيين في خطاباتهم ومنشوراتهم ضده.كما نناشد وزارة حقوق الإنسان وبقية المنظمات الدولية والإنسانية إنقاذ حميد الجند إحقاقاً للعدل والحق الإنساني ورحمة بأبنائه وبناته وبقية أفراد أسرته.