اقواس
لاشك في أن الحديث عن الفلاسفة في أي عصر من العصور هو حديث عن أناس أعطوا الإنسانية والعالم الكثير والكثير من سياق حركة التطور الحضاري وفي جانب معضلي هام هو الفكر الإنساني الذي أسهم بشكل أساسي ومحوري في عملية بناء المجتمعات الإنسانية واماط اللثام عن كثير من الإسرار والخفايا المتعلقة بالعالم وحقيقة وكيفية نشأته وتطوره وتطور وتنامي العقل الإنساني الذي أثرى الوجود.كما تعرضت الفلسفة من خلال أدواتها العقلية الحقيقية إلى وجود الله سبحانه وتعالى الخالق العظيم من خلال الجدل والتناظر بين مختلف الفلاسفة وبمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم الفكرية والعقائدية والسياسية حيث خلق هذا الجدل والتناظر الكثير من الرؤى الفلسفية منها على سبيل المثال الاسلامية والفلسفة الماركسية اللينينية التي جاء بها الشيوعيون ليسقطوا بعد ذلك كفكر فلسفي بعد انهيار بيتهم او معسكرهم الذي كان يحتضنهم .والفيلسوف ليس مجرد شخص ذي نظرة ثاقبة ومخزون فكري ومعرفي هائل ومحدث لبق يقول كلاماً جميلاً وبل هو قبل ذلك قيمة إنسانية وأدبية وأخلاقية تحترم مبدأها وعقول الناس وتربط الأقوال بالأفعال وليس العكس.في أيامنا السوداء هذه هناك فلاسفة ومثقفون كلامهم مثل العسل يقولون ويقولون وينظرون ويتفلسفون ربما أحسن من أفلاطون وطاليس هؤلاء عندما تتعمق في الحديث معهم أوهم ينشطون في الكتابة تجدهم على حقيقتهم .. مجرد انتهازيين (هبارين) يعبدون المال ويعلون مصالحهم الشخصية الرخيصة فوق مصالح الوطن والناس.يحاولون أن يكونوا ابطالاً على حساب أي شيء ومستعدين ليتحالفوا مع إبليس أو الجني الأزرق المهم إن يزيد رصيدهم في البنوك بوسيلة الهم والمم المعروفة والمقززة.يتظاهرون إنهم مدافعون عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهم غارقون في مستنقع الديكتاتورية والشللية والمناطقية المقيتة سوداء قلوبهم ملوثة بجنون العظمة والنرجسية والعقد النفسية وهم بالفعل بحاجة إلى أطباء نفسانيين بعد أن استفحل المرض بل الأمراض المذكورة بهم واستبد الشيطان بعقولهم ليفرغهم من كل شيء جميل ووطني بناء وهادف يرسم فرحة أو ابتسامة هنا أو هناك.يجلدون الوطن ومنجزاته ووحدته السرمدية بأقلامهم التي تفوح منها رائحة الانتهازية وسياسة لي الذراع واللعب بالأوراق التي يعتقدون إنها رابحة وهي وان ربحت فإنها ساقطة لان قيمها ومفاهيمها للأسف الشديد مبنية على استغلال الوطن والناس والمتاجرة بعقولهم ومشاعرهم وأحاسيسهم ومنجزاتهم ووحدتهم واستقلالهم ومبادئ ثورتهم الظافرة ودماء الشهداء الزكية وإن هؤلاء الهبارين الغارقين في ظلمات التخبط والأنانية والمهووسين بطموحاتهم السلطوية على مبدأ (أنا ومن ورائي الطوفان) لن يحققوا مآربهم وأطماعهم التي تغذيها انتهازيتهم وأنانيتهم وحقدهم المدفون في أعماق أرواحهم الشيطانية لأنهم سيصطدمون بأمة عظيمة تعتصم بحبل الله ولا تتفرق بإذنه تعالى.أن عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود إلى الخلف فالوطن ماض نحو الآفاق والتطلعات المرسومة بعزيمة أبنائه المخلصين الغيورين على تاريخهم ومنجزاتهم الثورية الوحدوية التي ولدت من رحم الديكتاتورية والطغيان وجنون الشمولية والمناطقية والشللية التي نبذها شعبنا إلى غير رجعة مع إشراقه فجر الـ22 من مايو 1990م الماجد في قلوبنا والشامخ شموخ نقم وعيبان وشمسان.قولوا .. تفلسفوا.. نظروا.. هيجوا كثيران اسبانيا وبراكين فيزوف سنظل معتصمين بحبل الله تعالى وستسقطون انتم في وحل الظلمات والأوهام.