استطلاع / سمير الصلوي من أهم ما يميز الحضارة اليمنية القديمة في العصور القديمة والوسطى تلك القلاع والحصون الباقية آثارها حتى اليوم ومن هذه القلاع قلعة سُمارة الواقعة في مديرية السدة في اعلى سلسلة جبلية.وفي قمة جبل صيد تقع قلعة (سُمارة) ،والتي تبعد عن مدينة اب بمسافة تقدر ب 39كم وهي احدى القلاع والحصون التي شيدت في قمم الجبال وتحكي تاريخ حضارات ودويلات يمنية قديمة مثل حصن حب الذي كان مقراً للقيل الحميري ( يريم بن ذو رعين ) وحصن المنار في بعدان وحصن كحلان وحصن ظفار وحصن يفوز وغيرها من الحصون والمعالم الآثرية في محافظة اب ، اما بالنسبة لتاريخ بناء قلعة سُمارة ومن شيدها فلا يوجد تاريخ واضح نستدل به على العصر الذي بنيت فيه ومن قام ببنائها " وقد أورد المؤرخ ياقوت الحميري المتوفي سنة626هـ في معجم البلدان هذا النص ( صيد جبل عظيم عال جدا في ارض من مخلاف جعفر في راسه قلعة يقال لها سُمارة). و يرجح الكثير انها بنيت في القرن الرابع الحميري الهجري . ومن خلال النظر الى القلعة والحصن والمسجد الموجود داخل القلعة نجد ان بناءها يعود الى التاريخ الاسلامي القديم ، ومن حيث البناء والتخطيط فالبناء يمتاز بمميزات رائعة من الفن المعماري اليمني القديم ، فالا عمده الحجرية المترابطة والسقف الحجري للمسجد احد الدلائل الهامة على روعة الفن والدهاء المعماري اليمني القديم .[c1]التخطيط المعماري للقلعة :[/c]ويتناول الاستاذ / خالد العنسي في كتابه ( قلعة سُمارة) الصادر ضمن سلسلة التراث موضوع التخطيط المعماري الذي قامت عليه القلعة ومن خلال المشاهدة يوحي بانه تخطيط هندسي عسكري في غاية الروعة .فالقلعة يصعب الوصول اليها ، وتشرف على عدد من المناطق والطرق الرابطة بين المدن ويقول (للقلعة سور حصين مربع الشكل له في كل ركن برج دائري ومدخل وحيد ولا يمكن الوصول اليها الا عبر طريق ضيقة مدرجة تقع في الطرف الغربي لضلع الجنوبي من سور القلعة مبنية بالكتل الحجرية وتتصل في نهايتها بفتحة المدخل كما زودت القلعة بخزانات المياه والمدافن وهي حفر عميقة في الأرض استخدمها القدماء لحفظ الحبوب ، فهذا التخطيط المعماري يدل بان القلعة كانت لاحد الملوك فالحصن دليل حماية من أي غزو قد تتعرض له القلعة ، والاحتياطات الموجودة داخل القلعة من مدافن للحبوب وخزانات للماء يدل على صمود من في القلعة لفترة طويلة .[c1]السور ومداخل القلعة :[/c]يحيط بالقلعة سور بني على اطراف الجبل بالصخور الجيرية الملونة ، فيمتاز التخطيط المعماري لبناء السور بالبراعه والدقة في التصميم فقد بني في خطوط غير مستقيمة لطبيعة الأرض الذي قام عليها .فالارض شديدة الانحدار والميول الى اسفل ، كما ان المنطقة بحد ذاتها يصعب الوصول اليها نظرا لوعورتها الشديدة ويحتوي دائري مصمت يؤدي الى دهليز مستطيل الشكل تطل عليه فتحات مداخل غرف جانبية الى الجهتين الجنوبية والشمالية توجد في كل منهما غرفه مستطيلة بطول البناء ، ولا يوجد بها نوافذ وتوجد غرفة اخرى في الجهة الشرقية من الدهليز ولهذه الغرفة سقف عبارة عن عوارض خشبية دائرية المقطع ترتكز على جدران البناء ويستند على هذه العوارض بقية مكونات السقف من الألواح الحجرية وطبقة سميكة من الطين . ومن خلال الدهليز يتم الوصول الى الطابق الثاني عبر سلم حجري يقع في الطرف الشرقي الشمالي للدهليز يؤدي الى بلاطة مستطيلة تربط عناصر الطابق الثاني فمنه يمكن الولوج الى الغرفتين الجنوبية والشمالية ، وتخطيط الطابق الثاني نفس الطابق الأول ، غير ان الغرفة الشرقية يتم الوصول اليها عبر الغرفة الشمالية ويقع مدخلها على الطرف الشرقي للجدار الجنوبي وهو في مستوى مرتفع . وقد زودت الغرف بالطابق الثاني بنوافذ مستطيله يعلوها فتحات القمريات المعقودة بعقد نصف دائري وينتهي الطابق الثاني ببناء يوجد فيه فتحات صغيرة تشبه فتحات السور الخارجي وهي فتحات عسكرية ضيقة وضعت على ما يبدو للدفاع عن القلعة ويوجد في الجزء الشرقي الجنوبي من فناء القلعة خزان للماء وهو عبارة عن تجويف منحوت في الصخر مسقوف بالأحجار يوجد فيه فتحات من اعلى السقف .[c1]القلعة اليوم :[/c]وبرغم ان القلعة معلم تاريخي وسياحي هام فهي اليوم بحاجة الى الترميم والاهتمام والاستغلال السياحي الأمثل فهناك اجزاء من الحصن الخارجي للقلعة قد انهارت واجزاء اخرى على وشك الانهيار والمتعارف عليه ان الموروث التاريخي في أي بلد من البلدان يجد الاهتمام الكبير نظرا للقيمة التاريخية التي يتميز بها ونحن ورثنا الكثير من المعالم التاريخية القديمة ونستطيع بهذا الموروث التاريخي ان ننافس بعض البلدان في صنع السياحة الوطنية ، فهناك عدد من دول العالم تعد السياحة فيها المصدر الاول في الناتج القومي وفي نمو الاقتصاد الوطني لها وتطوير السياحة ياتي من خلال الاهتمام والرعاية للمعالم التاريخية وتنمية البنى الاساسية للعمليه السياحية فالكثير من السائحين من دول الغرب والشرق يفضلون الاماكن التاريخية الطبيعية والوقوف امام المعالم الحضارية القديمة ، وتوجد دراسة علمية لصيانة وترميم واعادة تاهيل قلعة سُمارة التاريخية في محافظة اب من اعداد مؤسسة حماية الاثار والتراث الثقافي تستهدف المرحلة الاولى منها تنفيذ اعمال التوتيق التاريخي للقلعة واعادة ترميم القلعة وملحقاتها كما كانت قديما بحيث يمكن ان تتحول الى مزار سياحي ومركز لتوثيق التراث المادي والشفهي في المحافظة ونقطة عامة لبيع التحف و الهدايا والمصنوعات والحرف اليدوية والكتب والبروشورات والأدلة السياحية في أب .
قلعة سمارة .. رغم الاهمال والنسيان باقية تتحدى الزمن
أخبار متعلقة