يتلألأ الجامع الأموي الكبير في دمشق في شهر رمضان المبارك ويزداد عدد المصلين في هذا الشهر بشكل كبير وحسب إدارة الجامع فإن الزيادة تصل إلى 75% عن الأيام العادية لقدسية هذا الشهر في نفوس الدمشقيين وحرص الكثير منهم حتى من الأحياء البعيدة على الصلاة في هذا الجامع التاريخي الضخم والرائع بعمارته والأجواء الروحية التي يعيشها المصلي في المسجد وكذلك وجود الدروس الدينية بعد صلاة التراويح وختم القرآن الكريم في الجامع على يد شيوخ ودعاة أجلاء وأساتذة متخصصين في الشريعة الإسلامية.والشيء الذي يميز الجامع الأموي وما زال مستمراً منذ مئات السنين هو تنفيذ الآذان على مدى اليوم بشكل جماعي من قبل مؤذنين مؤهلين وحاصلين على شهادة بالآذان وهذه الطريقة في الآذان ينفرد بها الجامع الأموي بدمشق عن باقي الجوامع في العالم وهو تقليد قديم حيث يقوم بالآذان أربعة مؤذنين وبشكل جماعي أو أحياناً وخاصة في شهر رمضان المبارك يقوم مؤذن بقراءة فقرة من الآذان فيرددها المؤذنون الثلاثة الآخرين وهكذا يتناوب كل واحد منهم على الآذان ويتحول الباقون إلى مرددين لينتشر الآذان من خلال مئذنة العروس الشهيرة في الجامع على مدى واتساع حارات وأزقة وأسواق دمشق القديمة، وفي شهر رمضان المبارك تتردد في أروقة الجامع وبعد صلاة التراويح الأناشيد الروحية الدينية يؤديها منشدون دمشقيون منهم الشيخ حمزة شكور وفرقته من رابطة المنشدين السوريين.وكان الجامع حتى العام الماضي يقدم كل يوم على الإفطار موائد الرحمن في تقليد درج عليه القائمون منذ سنوات ولكن ـ وحسب إدارة الجامع ـ فإنه ولأسباب تتعلق بالحفاظ على قدسية الجامع ومكانته الدينية والتاريخية وليستفيد المستحقون فعلاً من وجبات الإفطار الخيرية التي يتبرع بها محسنون وميسورون للفقراء والمساكين والأيتام وبسبب عدم استفادة هؤلاء بشكل كبير من هذه الوجبات فقد تم إلغاء تقديم موائد الإفطار في الجامع هذا العام وحولت كل التبرعات إلى الجمعيات الخيرية والأهلية لتقدم بشكل فعلي إلى المحتاجين وهم معروفون جيداً لدى إدارات هذه الجمعيات كما تتعاون إدارة الجامع مع الجمعيات بتقديم أسماء بعض الفقراء والمحتاجين الذين يأتون الجامع للمساعدة.يجدر بالذكر أن أمانة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 كانت قد كلفت أستاذ العمارة السوري الباحث الدكتور طلال عقيلي بإصدار كتاب ضخم عبارة عن موسوعة عن جامع دمشق الأموي الشهير. ويعد الجامع آبدة معمارية هامة جداً وفريدة في طريقة البناء وعمارته وعلاقة الحرم بالصحن وبالأروقة والمداخل وبقبته الشهيرة التي سميت قبة النسر ووجود مئذنة العروس أو مئذنة الوليد كلها كانت جديدة ومبتكرة لم يسبق له مثيل من حيث العمارة الفاخرة حيث جاء ذلك مع الزخم الروحي الذي جاء به الدين الجديد. وقد شيده الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ليكون من أكبر جوامع العالم الإسلامي وليشكل مدرسة معمارية احتذت بها جوامع بلاد الشام واليمن وشمال أفريقيا والأندلس ومقولته الشهيرة التي ما زال يرددها الكثيرون وهي: يا أهل دمشق إنكم تفاخرون على الناس بأربع خصال: بمائكم وهوائكم وفاكهتكم وحماماتكم وأنا سأضيف لكم أمراً خامساً تفاخرون به إلى ما شاء الله وهو الجامع وهذا ما حصل فعلاً. وأضاف ان الجامع يضم صحناً كبيراً وحرما واسعا وزخارف نادرة وفسيفساء رائعة ضخمة كانت تغطي كل جدرانه وأرضيته وقبابه وأسقفه بالكامل ولكن مع تعاقب الزمن والدهور والأحداث عليها مثل الحرائق سقط الكثير منها وقد أعاد نور الدين زنكي بعضها وكذلك فعل صلاح الدين الأيوبي ولكن لم يستطيعا إعادتها بالكامل ومن حسن الحظ أن بعضا من القائمين على الجامع في أواخر العهد المملوكي وفي العهد العثماني في قرون ماضية لم يسقطوا ما بقي من الفسيفساء بل غطوها بالكلس وهذا الكلس حافظ على الفسيفساء وما زالت هناك اللوحة الكبيرة والشهيرة وهي لوحة بردى والتي تضم أشجارا باسقة كالنخيل والسرو وأشجار التفاح والمشمش وحيث النهر يخترق الغوطة وهذه الأشجار في منظر بديع، وهي أشهر لوحة فسيفساء في العالم حيث لا يوجد لوحة في العالم مثلها متكاملة وبهذا الطول حيث يبلغ طولها 43 متراً وعرضها 8 أمتار ويضم الجامع ثلاث مآذن وهي مئذنة عيسى وقايتباي والعروس وأربعة مداخل من جهة ساحة المسكية ومن جهة سوق القباقبية ومن جهة زقاق النوفرة ومن جهة حديقة وقبر صلاح الدين وفيه من الداخل منبر رائع ومحراب جميل وحرم واسع.
|
رمضانيات
الأذان بأربعة مؤذنين في الجامع الأموي في دمشق
أخبار متعلقة