واشنطن/14 أكتوبر/ ستيف هولاند: بعد مرور خمس سنوات على الغزو الأمريكي للعراق هيمنت حرب العراق التي لا تحظى بتأييد الأمريكيين على انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 ووعد الديمقراطيون بسحب سريع للقوات الأمريكية من هناك بينما يؤكد الجمهوريون أنهم باقون على المسار. وتعهد السناتور الديمقراطي باراك أوباما ومنافسته السناتور هيلاري كلينتون بالبدء سريعا في سحب القوات الأمريكية من العراق إذا انتخب أي منهما في نوفمبر لشغل مقعد الرئاسة في البيت الأبيض. أما المرشح الجمهوري المرجح جون مكين فيريد بقاء القوات الأمريكية إلى ان يصبح العراق أكثر استقرارا. وبغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة الأمريكية سيبقى على الأرجح عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين في العراق عندما يتسلم الرئيس أو الرئيسة القادمة السلطة في يناير عام 2009 . وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الشهر الماضي أنها تتوقع ان يكون لديها في العراق نحو 140 ألف جندي حتى بعد ان تستكمل الخفض المقرر في حجم القوات في يوليو. ويرفض الديمقراطيون رفضا قاطعا سياسة الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش التي تقضي ببقاء قوات أمريكية بأعداد كبيرة حتى يعطي الحكومة العراقية فسحة من الوقت لتبسط هيمنتها وتنجح في حل الانقسامات الطائفية. لكن داخل المعسكر الديمقراطي نفسه يدور جدل حول العراق بين أوباما سناتور ايلينوي الذي يطمح لان يصبح أول رئيس أمريكي أسود وبين منافسته كلينتون سناتور نيويورك السيدة الأمريكية الأولى السابقة التي تأمل في العودة إلى البيت الأبيض كأول رئيسة أمريكية. ويقول أوباما ان تصويت كلينتون عام 2002 في مجلس الشيوخ لصالح قرار يسمح باستخدام القوة ضد العراق يفقدها المصداقية في هذه القضية وتقول هي ان سجل أوباما رغم خطبه الرنانة ضد الحرب لا يختلف كثيرا عن سجلها. ويتفق الاثنان من حيث المبدأ على بدء سحب القوات الأمريكية بواقع لواء أو لواءين كل شهر على ان يستكمل الانسحاب الأمريكي من العراق خلال عام إلى 16 شهرا. وثارت شكوك حول دعوة أوباما لانسحاب سريع للقوات حين نقل عن سامنتا باور وهي مستشارة في السياسة الخارجية قولها انه قد لا يستطيع الوفاء بوعوده الانتخابية. واستقالت باور من منصبها بعد ان وصفت كلينتون بأنها «وحش كاسر» لكن تصريحاتها عرضت أوباما لاتهامات بأنه قد لا يستطيع تحويل أقواله في الانتخابات إلى أفعال. وانتهز منظمو حملة كلينتون الفرصة وقالوا «مرة أخرى يبدو ان السناتور أوباما يقول للناخبين شيئا بينما يقول منظمو حملته انه لا يجب أخذ هذه الكلمات مأخذ العمل الجاد.» ورد أوباما الهجوم قائلا ان كلينتون تحاول تمييع القضية وإثارة الشكوك حول موقفه. واستطرد «الحق هو أني أريد ان أكون حريصا أثناء الخروج (من العراق) بقدر ما كنا غير مبالين ونحن ندخل. أريد ان أكون متأكدا من ان جنودنا آمنون وسالمون ونحن نسحبهم. وأنا لا أريد ان أرى العراق ينهار.» أما مكين المرشح الجمهوري المرجح فيقول ان كلا المتنافسين الديمقراطيين لا يملك خبرة التعامل مع مسؤوليات الأمن القومي للبيت الأبيض ويتهمهما بالترويج لفكرة الاستسلام في العراق. وأوشكت حملة مكين على الانهيار في الصيف الماضي وأرجع ذلك جزئيا إلى تأييده لزيادة حجم القوات الأمريكية في العراق. لكن تحسنت فرصه بعد تحسن الموقف في العراق. وقال مكين الأسبوع الماضي «الرئيس القادم يجب ان يشرح ما إذا كان يعتزم أو تعتزم وضع نهاية سريعة محتملة للحرب دون ان يفاقم من الصراع الطائفي الذي قد يتهاوى سريعا إلى إبادة جماعية.» وقبل خمسة أعوام وقف عدد كبير من الأمريكيين وراء بوش حين غزا العراق وأسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. لكن ثبت ان هدفه المعلن لتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية استند إلى معلومات مخابراتية خاطئة ومع مقتل نحو 4000 أمريكي في العراق وإنفاق مليارات الدولارات على الحرب لم يغفر له هذا غالبية الأمريكيين. وتمكن الديمقراطيون من انتزاع الهيمنة على الكونجرس من الجمهوريين عام 2006 بوعد بسحب القوات الأمريكية من العراق لكنهم لم يتمكنوا من إحداث فرق حقيقي. فقد فشلت كل محاولة من جانبهم لسحب القوات كما ان النجاح النسبي الذي تحقق بعد إرسال قوات إضافية قوامها 30 ألفا جعلت قضية حرب العراق تغيب عن عناوين الصحف الأمريكية.