رؤيةحول مفهوم
أمين أحمد عونالسلم والسلام والتعايش السلمي مطلب إنساني...فالكل يريد أن يعيش بسلام واطمئنان ومحبة وإخاء ووئام..وهذا المطلب لا يعني-جماعة أو فئة محددة-بل إنه مطلب يشمل المعمورة كلها...وقد شرع الله سبحانه منهج السلم والسلام والتعايش السلمي في العالم..قال تعالى:-"ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الحجرات 13وجعل دينه-الإسلام-"إن الدين عند الله الإسلام"والإسلام مشتق من السلم والسلام..بمعنى أن دين الإسلام هو دين السلم والسلام والإخاء والمحبة والعطف والرحمة والتكافل بين الناس بغض النظر عن أجناسهم ومعتقداتهم..ومناهجهم وآرائهم..والسلم أو السلام لا يعني الاستسلام والخنوع والخضوع وطغيان الأكثرية على الأقلية أو فرض مذهب أو دين أو فكر الأغلبية على الأقلية أو طغيان دول عظمى على دول صغرى بل يعني التعامل-الفدى-بين الناس والشعوب..ويتم عبر الحوار وتبادل المصالح..أخذاً وعطاءً دون وصاية أو إكراه أو إملاء أو استغلال-الأعظم يستغل الأصغر-أو الأكثرية تستغل الأقلية..أو الغنية تستغل الفقيرة الخ..أو الحاكم أو صاحب الموقع الأعلى يستغل المحكوم أو صاحب الوقع الأدنى..-لأن ذلك يعتبر خروجاً عن شرع الله وحدوده..*قال تعالى:- "ياأيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" 208 البقرة *وقال تعالى:- "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم.."الأنفال61إذن الدعوة إلى السلم والتعايش السلمي عمل ملزم وهو ما يريده سبحانه للإنسانية جمعا..*وقال تعالى:- "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم..." 46العنكبوت-هنا يجب درء الظلم.*وقال تعالى:- "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الذين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"وهذه الآية توضح الكيفية التي يجب أن يتعامل بها المؤمنون مع الأقليات...وأصحاب الديانات المختلفة طالما أنهم لم يرفعوا السلاح على المؤمنين ولم يستولوا على أرضهم..ولم يخرجوهم منها أو يتعاونوا يساندوا الآخرين لإخراجهم من أرضهم..وهذا يعني التعايش السلمي مع مراعاة حدود الله..*وقال تعالى:- "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدية وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم..ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" وهذه الآية تنطبق على العدوان الصهيوني الذي أحتل فلسطين وإخراج سكانها منها..وتنطبق أيضاً على العدوان الصهيوني الأمريكي(ومن ولاهم وساندهم من العرب والمسلمين) في عدوانهم على العراق واحتلاله وإبادة شعبه ولبنان وسوريا..والسودان..ففي مثل هذه الحالة...ماذا يريد الله من الذين اعتدى عليهم..قال تعالى:- "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة190(مئة وتسعين)إذن هنا يجب الدفاع-المشروع-عن النفس والعرض والمال والوطن..أما إرغام الناس على الدخول في الإسلام فأمر مرفوض فقد أعطى سبحانه وتعالى للناس حرية الفكر والمعتقد.*وقال تعالى:- "لا إكراه في الدين" البقرةقال تعالى:- "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" يونس 99وقال تعالى:- "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" الروم41وهذه الآية شاملة تعم الناس جميعا وأين ما كانوا..ومهما كانت معتقداتهم..أو أجناسهم..فطالما استخلفهم الله في الأرض ليعمروها...وسخرها لهم ليستغلوها استغلال أمثل..يعم صلاحها الجميع..فإنهم يتحملون عواقب ووزر الإفساد في الأرض..-"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" فا لا فساد في البر والبحر...أفساد خلقي واجتماعي ..وطغيان..وظلم واضطهاد إلى جانب فساد البيئة والهواء بمخلفات الصناعة..وأسلحة الدمار الشامل التي أتت على المخلوقات-بما فيهم الإنسان-برا وبحرا.