خاطرة
طارق حنبلة في دائرة الإرهاب يموت كل شيء.. الأطفال والأزهار والأحلام وأجنحة الفراشات .. أجنحة الفراشات تتكسر فوق أزهار الظل والياسمين ووريقات الآمال والأماني وعبق التاريخ .الجنون يصبح عنواناً لكل شيء .. القتل، التدمير، التشويه ترتسم لوحة مخيفة في سماء الأذهان فوق جدار القلب في أعماق الروح ..الليل يطول ويطول والنيران تلتهم كل شيء .. الأجساد والأرواح والأفراح .. ابتسامات الأطفال العصافير .. أنامل فتيات في الربيع .. شموخ سيدات ماجدات .. رحيق أزهار طعم الذكريات .. معنى الحب .. معنى التسامح .. معنى المشاعر النيران تحاصر كل شيء .. النور .. الأمل .. رائحة الأمهات الباسمات .. فصول المدارس .. سواعد العمال والمصانع .. ملامح حبات التوت البريئة .في دائرة الإرهاب .. تموت الحمامات تختنق برائحة الجهل والتخلف المقيت .. تهاجر النوارس خلف خيوط الشمس خلف جبال الأنين والوجع تدفن العقول والقلوب تحت نعال الجريمة .يغتال الرعب نسمات الحرية رائحة البحر ميزان العدل والقانون والانسانية .. تنزف القلوب دماً ودموعاً وضرباً من الوجع.في دائرة الإرهاب يصبح القتلة زعماء أبطالاً ينشدون الحرية والعدل والمساواة في عقول الحمقى المتعصبين .. تؤخذ الحكمة من أفواه البنادق وجسد طفل تناثر أشلاء على قارع الطريق . في حقل النهار .. يستبدل القلم برصاصة والورقة البيضاء بحمام دم.في دائرةالإرهاب يصبح الليل مسرحاً للمجانين والخارجين على القانون تتجسد التراجيديا بكل معانيها المؤلمة .. ترسم الوجع نزيفاً في جسد الوطن والحلم والأمل .ز يهاجر الصباح بعيداً نحو عالم مجهول .. تموت الابتسامات قبل أن تولد .الخفافيش لا تترك لنا مساحة للحلم والطمأنينة .. تتلذذ في تعذيبنا بنار جهلها وجنونها .. تحاول أن تسرق منا عيوننا وضوء القمر والفرح وورود أرواحنا المتاخمة للحلم .. أرواحنا التي نسيت ربيعها المغتال .. فلنلملم أشلاء أمانينا وننسى رائحة البارود ونزرع فوق تراب أوجاعنا ورود الياسمين والقرنفل.