مقديشو/ وكالات:توقفت الحركة التجارية في سوق بكارا بالعاصمة الصومالية مقديشو بعد أن أغلقت معظم المحال التجارية في السوق أبوابها منذ أمس الأول الاثنين عقب نشر مجموعة لم تعرف هويتها أوراقا كتب عليها تحذيرات للتجار بأنهم سيواجهون عواقب وخيمة إذا رفضوا استخدام العملة الصومالية بنسختها القديمة.وحددت الرسالة ألا يزيد سعر الدولار الواحد عن 14 ألف شلن صومالي بدلا عن ثلاثين ألفا. كانت لهجة التحذيرات قوية في الأوراق التي تم نشرها في قسم صرف العملات الأجنبية في السوق تطالب باستخدام العملة الصومالية دون تمييز وخصوصا نسختها القديمة وإلا مواجهة عواقب لم تحددها التحذيرات. لم تقف التحذيرات عند سوق بكارا فقد تم نشرها أيضا في أسواق أخرى في العاصمة ومدينة أفقوى ومركا في جنوب الصومال. وعلى إثر ذلك تأثرت الأنشطة التجارية وازداد تدهور العملة.وقد تأثرت الطبقة الفقيرة بشدة جراء التدهور الاقتصادي الذي تشهده الصومال منذ أكثر من 15 عاما، تقول فاطمة عرولي «إذا أردت الذهاب إلى السوق يجب أن آخذ معي عشرة ألف شلن إضافية لأن التجار يرفضون أية عملة تبدو أنها نسخة قديمة، لقد أجبرني هذا الوضع أن نأكل أنا وأطفالي وجبة واحدة في اليوم إذا وجدناها».وواصلت حديثها متهمة الحكومة الانتقالية بالسعي لإبادة الشعب الصومالي وقالت «لم نشهد حالة شبيهة لحالة اليوم حتى التسعينيات وقت المجاعة».وفي السياق ذاته اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية الشيخ شريف شيخ أحمد في تصريحات صحفية ارتفاع الأسعار للمواد الضرورية ومستويات التضخم المرتفعة في البلاد بأنها جزء من الحرب النفسية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي يمارسها من وصفه بالاستعمار ضد الشعب الصومالي، ودعا الشعب والتجار إلى توخي الحذر من مثل هذه المؤامرات، على حد تعبيره.كما اتهم شيخ مختار روبو أبو منصور الناطق الرسمي باسم «حركة الشباب» في تصريحات من وصفهم بالعملاء بأنهم وراء تدهور العملة الوطنية في الصومال.واتهم أبو منصور إثيوبيا بأنها «تضغط من أجل التخلص من العملة الصومالية تمهيدا إلى تغييرها بالعملة الإثيوبية لتحقيق أهدف استعمارية» داعيا التجار الصوماليين إلى أن يرحموا الشعب ويعملوا على إرجاع قيمة العملة إلى مكانتها، مطالبا الجميع باستخدام العملة الوطنية دون تمييز.وكانت الحكومة الصومالية كررت مرارا أنها ستعاقب كل من يرفض استخدام العملة الصومالية القديمة والجديدة في المعاملات التجارية.