الكثير من المواقف الحزبية أو «المشيخية» الدينية ذهبت في تفسيرها للاهتمام الغربي باليمن في حربها ضد القاعدة وعناصرها واستعدادها لتنظيم مؤتمر دولي لصالح اليمن تنموياً من جانب ولوجستياً داعماً في حربها ضد الإرهاب من جانب آخر إلى إثارة الكثير من الكلام وتوزيع عبارات مليئة بالاتهامات ضد هذا أو ذاك..، وهي تفسيرات متسرعة لم يكن ما يستدعي إلى إثارتها أو توزيعها في مؤتمرات صحفية؛ كون الموقف الرسمي اليمني من هذه القضية واضحاً ولا يحتاج إلى تفسيرات أو توضيحات من أي شخص كان..، وبالتالي لا يمكن إخضاعه للنقاش والجدال العقيمين!!.. - قد تكون المواقف الحزبية لاسيما المعارضة للسلطة واضحة في هذا السياق وتهدف إلى إثارة الضجيج وتشكيك الشارع السياسي والمدني بمواقف اليمن الرسمية..، ولكن أن يتسرع علماء الدين وبعض الشخصيات الفكرية في إطلاق التحذيرات واستنتاج أحداث قبل وقوعها ولن تحدث مطلقاً فذلك يحتاج إلى وقفة جادة لاسيما إذا أدركنا أن الحرب ضد الإرهاب وعناصر تنظيم القاعدة ليست مهمة دولة بذاتها أو أن عناصر هذا التنظيم متواجدة فقط في بلد دون آخر.. وإنما هناك شراكة عالمية في هذه الحرب ضد هذا التنظيم وعناصره الذين أضروا بمصالح دول العالم وتسببوا في الإساءة للإسلام وتشويه مبادئه وتعاليمه لدى المجتمعات الغربية حتى أصبح كل إرهاب وكل إرهابي ملتصقاً بالإسلام..، كما تسببوا في الإضرار بدولهم وجعلها ساحة حرب لا تهدأ وتحرق أمامها الأخضر واليابس كما حدث ولايزال في أفغانستان وفي الصومال وفي العراق..، وما يحدث الآن أيضاً في باكستان.. - الحرب ضد الإرهاب وعناصر تنظيم القاعدة لم تختلقها أو تستدعها دولة بذاتها، بل استدعاها الفكر الديني المنغلق من ناحية والمتطرف من ناحية ثانية.. الحرب ضد الإرهاب مهمة عالمية بالدرجة الأولى ومن منطلق أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، فالضرورة تستدعي من كافة دول العالم تقديم مساعدتها للدول المتضررة من وجود هذا التنظيم وعناصره على أراضيها والمشاركة الداعمة عبر المعلومات الاستخباراتية وأيضاً عبر تقديم المعدات العسكرية والمشاركة في تدريب قوات مكافحة الإرهاب لمواجهة هذا الشر المستطير.. لسنا وحدنا في هذا العالم من أضر به هذا التنظيم وعناصره التي سقطت وراء أفكار متطرفة بعيدة عن الإسلام وتسامحه وذهبت في اتجاه العنف وتفخيخ الحياة وإزهاق الفضيلة وسفح الآمال.. - كان الأحرى بعلماء الدين الذين تسابقوا للظهور عبر الفضائيات وإشهار لغة الحرب في وجه الدول الصديقة التي عبرت وأظهرت نواياها الصادقة في دعم اليمن تنموياً من جانب وفي حربها ضد الإرهاب من جانب آخر وتأكيدها على وحدة الصف اليمني والحفاظ على أمنه واستقراره كان الأحرى بها أن تشهر سيفها في وجه التطرف والغلو وتؤكد ضرورة تطهير الوطن من كل رموز الإرهاب ومفكريه وإدانة كل الأعمال التي يقوم بها تنظيم القاعدة وعناصره التي تدثرت بلباس الدين زيفاً وكذباً.. كان الأحرى بها أن تؤكد سلامة الموقف اليمني الرافض كلياً لأي تواجد عسكري أجنبي في الأرض اليمنية..، بدلاً عن إعطاء هذا التنظيم مبرراً لارتكاب المزيد من حماقاته ومواصلة الإضرار بالإسلام من ناحية وباليمن من ناحية ثانية.. - لا تهاون في الحرب على الإرهاب ولا قبول لأي تواجد عسكري على أرضنا الطاهرة..، ومن يحاول التشكيك بمواقف السلطة في هذا الجانب وإثارة «الدوشة» عبر الضجيج الإعلامي واختلاق المبررات فإنما يهدف إلى إلصاق صفة الإرهاب بكل شيء حوله.. نعم.. لا مكان للإرهاب بيننا، ومحاربة رموزه وعناصره لن تتم إلا بالتعاون الدولي الكامل..، وبالتأكيد ستخيب كل الأيادي المتصالحة مع الإرهاب، والداعمة لعناصره سواء عبر الكلمة أو من خلال المواقف المتشنجة المليئة بالتطرف والغلو..
لماذا كل هذا الضجيج ؟!
أخبار متعلقة