أضواء
ويؤدي العمرة كل عام، ولا تفوته صلاة، فيما تقوم تجارته على سكب الخمور لزبائنه، وتلتئم حولهم النساء العاريات. أما أكثر العاملات في الكباريه فسقاً، فهي تجمع الأموال لتمكن والدتها من أداء فريضة الحج، بينما يتوقف المشرف على العمال عن العمل وقت الفجر لأداء الصلاة، في مقابل تنظيم إرهابي يتولى كبره ليفجر الكباريه الذي يعتبره بؤرة فسق وفجور.لم أشاهد الفيلم، لكن فكرة الازدواجية، بين الأفكار والممارسات، بين الليل والنهار، تجتاحنا اجتياحاً، وهي تكاد تكون سمة بارزة من سمات مجتمعنا السعودي.قبل أيام كتبت الزميلة ريم الصالح مقالاً تتحدث فيه بمناسبة اقتراب موسم الصيف، وارتفاع معدلات السفر، وأشارت إلى أن المرأة السعودية تكاد تكون هي الوحيدة بين نظيراتها في الخليج، التي تمارس الازدواجية في الملبس، فهي ترتدي العباءة وتغطي شعرها على الأقل، في السعودية، فيما تلقي بذلك بمجرد السفر، وهو ما لا تفعله المرأة الكويتية، أو الإماراتية على سبيل المثال، فهي ترتدي في السفر ما ترتديه في الحضر، إن كانت محجبة أو سافرة.بل تلفتوا حولكم لتروا كثيراً من الآباء، يسكبون في آذان أبنائهم، وهم يرون أنهم يمحضونهم النصح بالقول: يا وليدي سو اللي تبي بس لا يدري عنك أحد! أي افعل ما تشاء، ولكن لا يعلم عنك أحد!إن هذه الازدواجية هي التي تجعل نفسياتنا مضطربة بين ما نخفيه وما نعلنه، بين ما نفعله أمام الناس، وما نعاقره تحت الطاولة، أو إذا تسربلت الدنيا بالظلمة.ربما لا يوجد بيننا من يعمل في ملهى ليلي ليجمع أموالاً لوالدته لتؤدي الحج، لكننا نفعل أشياء ليست بعيدة عن هذا التناقض وهذه الازدواجية، إن صدقنا في النظر إلى أنفسنا، وتخلصنا من سيطرة فكرة أننا... الأفضل! [c1]- عن/ صحيفة “الوطن” السعودية[/c]