جمال شراء استثناء للقاعدة وكسراً للمعهود شملت الزمان والمكان احيا اعضاء جمعية تنمية الموروث الشعبي ورئيسهم ليلة الاثنين قبل الماضي بمعية مضيفهم الانسان الفنان الفذ "بلبل تبن " أبو باسل " فيصل علوي " اطال الله في عمره في داره العامرة بالابداع في حوطة لحج وكانت بحق ليلة تذكر بسوالف لحج وفنها الراقي وجوها المعطر بذكرى احبة اجادوا وافاضوا واثروا انفسنا والبابنا بالابداع فناً وادباً وتراثاً الاستضافة كان يمكن ان تكون اسقاط واجب لعيادة " ابو باسل " في وعكته والاطمئنان على صحته لكنه وبسماحة نفس ارادها ليلة من ليالي تبن الجميلة وقد احسن وابدع كعادته وبدلاً من ان يأخذ " ابو باسل " اعطى وايما اعطاء كاملاً وطرباً واحتفاء . وهكذا ودونما مقدمات انبرى "ابو باسل "اولاً مستذكراً البدايات ومواعيده مع الابجديات الفنية مع نهاية العقد الخامس من القرن الماضي وكيف انخرط بنجابة تلميذاً في مدرسة الفن الاولى في لحج " ندوة لحج الثقافية " كونها كانت شاملة لجميع الفنون وكيف فتح قلبه قبل اذنيه ليستقبل عطاءات اساتذته العظام . مثل صلاح كرد - احمد عباد الحسيني - عبدالله سالم بن شهاب - عبدالله با جهل احمد صالح عيسى - محمد سعد الصنعاني - صالح عوض الدبا - هؤلاء ومن ورائهم مسرور مبروك وطيب الذكر كبيرهم احمد فضل القمندان وبالنظر الى مثل هذه الهامات والاسماء ندرك حقيقة ما يمكن ان يتعاطاه فيصل علوي وهو غض الاهاب - وعاءً طاهراً في سني عمره الاولى فروى لنا " ابو باسل " ان من تبناه وتلقاه اولاً استاذه احمد صالح عيسى وخصه بأول لحونه " بنار الشوق " في فترة زمنية قصيرة وكيف اذعن وخضع لسلطان الطرب فأجاد وفتحت له ابواب وقلوب المنضومين للندوة شعراء وملحنين فدخل بذلك الى مضمار المنافسة مع اخوانه ممن سبقوه هنا امثال عبدالكريم توفيق - مهدي درويش - سعودي احمد صالح - علي العودي الخ .. وبعد انجابه فيصل واضحة في عطائه الفني الطويل المتجاوز لنصف قرن من الزمان كصوت مميز وانغام تنكرها اذن محترف . وعندما سمح الوقت لـ"ابي باسل "ان يصمت يسمع اسئلة من الحضور المميز اجاب مردداً تغريداً ومنطقاً على اختلاف الاسئلة وتنوعها . فأشار الى روعة التمازج في عطاءات عدن ولحج والزمالة الصادقة بين فناني المحافظتين آنئذ ومدى استفادته من هذا التمازج والرابطة الفريدة مع اخوانه فناني عدن والانتشار الباهر الذي حظى به في هذه الفترة وتسجيلاته الرائعة لاذاعة عدن والتي بدأها عملاقاً " اسالك بالحب " ياناكر المعروف كانطلاقة رائعة لجواد فني كاسح .. وهو بالفعل ما تلى وتحقق لفيصل في اجابة عن تجربته الشخصية في قرض الشعر اولى بأن له تجارب طيبة لكنه آثر ان يتعامل مع نصوص اساتذته ومحبيه خصوصاً انه ما زال لديه رصيد ضخم لاساتذة المرحلة الانطلاقة ثم ما تلاهم من شعراء افذاذ بعد ذلك امثال احمد سيف ثابت - سالم علي حجيري وغيرهما. وفي مثال صريح على استاذية فيصل علوي كفنان واب وعندما سمح الوقت للطرب رأيناه وهو يسلم العود الى الفنان الشاب الواعد "نجوان شريف ناجي " ليراه وهو يتعامل مع الاوتار بحنو وصوت هامس يوجه نصيحة من ذهب للفنان الشاب - بعد استعادته للعود ومدللاً له ان مؤاخاة " دوزنة" العود تتم بهكذا طريقة - وهو ما استوعبه نجوان شاكراً لابي باسل تفضله ونصيحته ولعلنا لا نغفل وجود الفنان المثقف عصام خليدي وما اتاح من فرص جميلة في مداخلته والاثناء على الاستاذ / فيصل وكشف لنا سراً بأن ابو باسل اهداه اول عود تعامل معه في بداياته وما كان من اضافات " عصام " الداعمة لكلام المحتفى والمحتفي بنا " ابو باسل " اضاءت ليلتنا بالانس والمحبة الخالصة وذلك كان جوهر رحلة رئيس اعضاء الجمعية والحضور الكرام لفنان معطاء ابهج واسعد لحظتنا وليلتنا كما كان . واوصى ابو باسل نجوان وكل من له قلب محب لليمن بالاصالة ومحبة التراث وابداء هما هنا كونها طريقاً صعباً لكنه لذيذ ومجال للنجاح الدائم . كما طرحه ابو باسل هنا رأيه في اغاني العصر او ما يسمى بـ "الفيديو كليب "حيث انه يرى ان الحالة هذه آنية وان عصر الطرب الاصيل عائد لمكانته مدللاً على ان الاغاني الخالدة خير مثال لذلك . مسك ختام الكلام هو كلمات وفاء للرئيس القائد وما سمحت به نفسه الكريمة فيما يخص رحلة " ابو باسل "العلاجية الاخيرة ولم يفت فيصل ان يهدي احساسه وامتنانه لذلك لحنا وكلمات "احمد سيف ثابت "فغنى هنا وابدع وتأثر ودمع وادمع . ثم اثنى بعد ذلك على صاحب صحيفة الايام وما لقيه منه من دعم مادي ومعنوي في رحلته وتواصله حتى الان معه . ومع اجواء الذكرى وكلمات الامتنان ختم ابو باسل مجلسنا لديه بباقة جميلة من الجديد والقديم فأبدع في العزف وفي الاداء وفي الاختيار في تشكيلة منسجمة مع حديثه الضافي فشكراً لك ابو باسل جئناك لنحتفي بك فاحتفيت بنا وجئناك في شجن فأطربتنا وضمختنا بليلة لا تنسى من ليالي وادي تبن وتدوم الصحة لك ولنا بمشيئة قادر على كل شيء . آمين .