للدفاع عن الهوية الاسلامية والغة العربية
نادرة عبدالقدوس بعد ان فتح الباب على مصراعيه امام الغث من المعتقدات والافكار والسياسات والفنون والثقافات والى آخره من الارهاصات الجامحة التي تهاجمنا كل يوم عبر وسائل الاتصال المختلفة مستفيدة من ثورة المعلومات وتقنية الاتصال الحديثة التي تفجرت مع قدوم هوجة العولمة التي قلبت موازين الكون رأساً على عقب تحت مظلتها هرولت كثير من العقول البشرية من مختلف اصقاع العالم .. كان لابد من التفكير في اعادة الامور الى نصابها والوقوف بحزم وتحدٍ امام تسيير العالم وراء ذيل القطب الواحد والمعتقد الواحد .. الذي جر وراءه كذلك ويلات من هدم وتدمير للعنصر البشري واذابة كيانات وطمس للهويات .والاكثر ايلاماً ضياع الشباب العربي والمسلم وتوهانه في زخم هذه الثقافة العولمية المؤمركة بتعمد وبحكمة .. ولا يقتصر فعل العولمة الخبيث ضد العقل البشري ينفذ عبر وسائل الاعلام فحسب بل انه يبسط جناحيه ويمد رجليه كذلك الى بقية اركان الاتصال والتواصل بين البشر والى ضروب الابداعات الانسانية .وكان الادب العربي واحداً من هذه الاركان الابداعية التي وصل اليها سم العولمة فظهر الغث من الكتابات المسماة ابداعية وهي غثاء وسُربلت بمصطلحات مستنسخة عن اللغات الاجنبية كالحداثة والسريالية وغيرها من المفردات التغريبية الغريبة عن الثقافة العربية والاسلامية على حد سواء .كان التحدي امام غثاء العولمة المؤمركة ان فكر عدد من الادباء والمفكرين المسلمين من مختلف اصقاع العالم بتشكيل كيان صلب يقف مدافعاً عن الاصالة والاخلاق والقيم الاصيلة التي امرنا بها ديننا الحنيف غير القابلة للجدال ولا للتشويه .. وكانت ان انشئت رابطة الادب الاسلامي العالمية كنتاج تكاتف وتعاضد عدد ضئيل من الادباء والكتاب المسلمين عام 1986م برئاسة الشيخ / ابي الحسن الندوي / ، وقد انتقل مقر الرابطة من الهند الى مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية سنة 2000م بعد وفاة الشيخ / الندوي / ، وتم انتخاب مجلس الامناء بالاجماع وانتخاب الدكتور / عبدالقدوس ابو صالح / احد مؤسسي الرابطة رئيساً لها .وقد مرت الرابطة بعدة مراحل قبل التأسيس منذ كانت فكرة في اذهان عدد من الادباء والمفكرين المسلمين ، فنظمت اللقاءات والتراسلات بينهم منذ عام 1980م ، وتهدف الرابطة الى توصيل الادب الاسلامي وابراز سماته في القديم والحديث ،والى ارساء قواعد النقد الادبي الاسلامي والى وضع مناهج اسلامية للفنون الادبية الحديثة ، والى اعادة كتابة تاريخ الادب الاسلامي في آداب الشعوب الاسلامية ، والى العناية بأدب الاطفال ، والى نقد المذاهب الادبية المنحرفة ، وايضاح سلبياتها ، والى تعزيز عالمية الادب الاسلامي ، والى توثيق الصلات بين الادباء الاسلاميين واقامة التعاون بينهم ، وجمع كلمتهم على الحق وفق منهج الحكم والاعتدال ، والى اسهام الادب الاسلامي في تنشئة الاجيال المؤمنة ، وصياغة الشخصية الاسلامية المعتزة بدينها القويم وتراثها العظيم .وتنطلق رابطة الادب الاسلامي العالمية في تاحقيق اهدافها واعمالها واختيار اعضائها من الالتزام بعدد من المبادىء ابرزها :ان الادب الاسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الانسان والحياة والكون وفق التصور الاسلامي ، والادب الاسلامي ريادة للامة ومسؤولية امام اللَّه عز وجل ، والادب طريق مهم من طرق بناء الانسان الصالح والمجتمع الصالح ، واداة من ادوات الدعوة الى اللَّه عز وجل والدفاع عن الشخصية الاسلامية ، والادب الاسلامي حقيقة منذ انبلاج فجر الاسلام وهو يستمد عطاءه من مشكات الوحي وهدي النبوة ، ويمتد عبر العصور الى عصرنا الحاضر ليسهم في الدعوة الى اللَّه عز وجل ، ومحاربة اعداء الاسلام والمنحرفين عنه ، والادب الاسلامي هو ادب الشعوب الاسلامية على اختلاف اجناسها ولغاتها ، وخصائصه هي الخصائص الفنية المشتركة بين آداب الشعوب الاسلامية كلها .. وكذلك فان اللغة العربية الفصحى هي اللغة الاولى للادب الاسلامي الذي يرفض العامية ، ويحارب الدعوة اليها .