المناضل محمد صالح هدران وكيل محافظة أبين في حديث استثنائي وصريح مع ( ) :
حاوره/ فضل مبارك - تصوير علي الدربعلى مدى ساعتين كاملتين التقت صحيفة (14 أكتوبر) الشخصية الوطنية والاجتماعية البارزة محمد صالح هذران وكيل محافظة أبين الذي حمل على المعارضة وشخص من وجهة نظره أسباب انعدام وجود دور حقيقي لها.. كما فند كثيراً من العثرات للحزب الحاكم الذي يعد من أبرز مؤسسيه في المحافظات الجنوبية عقب الوحدة.الحوار مع هذران شيق ومثير لأن الرجل يتحدث بجرأة وصراحة من موقعه القيادي في الحزب الحاكم كعضو في لجنته الدائمة، وكذا من موقعه القيادي في المجتمع كشخصية وطنية وقبلية واجتماعية تحظى باحترام مختلف شرائح المجتمع.سيلاحظ القارئ الكريم أن الحديث مع محمد صالح هذران يتجاوز حدود المألوف المعتاد في الأحاديث إلى أفق الصراحة المتناهية والمباشرة وصولاً إلى وضع كثير من النقاط على الحروف لتشخيص الأوضاع بكل شفافية، متناولاً كل القضايا ذات الأثر المباشر على أوضاعنا الراهنة.. الحوار شمل كثيراً من القضايا نوجزه في التالي:[c1]ماذا بشأن الرؤية التي قدمتموها لمعالجة الأوضاع؟[/c]*فيما يتعلق بالرؤية التي قدمتها والخاصة بالحكم المحلي كامل الصلاحيات، بعد ما شهدته اليمن من أزمة أخذت تداعياتها أشكالاً متعددة.. في ظل موقف سلبي من عدم السعي للخروج منها، ومساهمة منا حاولنا أن نبدأ بالخطوط الأولى وذلك بتقديم هذه الرؤية في شهر فبراير 2008م على أن الانتقال للحكم المحلي كامل الصلاحيات سيكون المخرج الوحيد للبلد المبني على أسس معينة ومقنن بأنظمة وقوانين تستند على الدستور، يتمثل في إقليم أو محافظة دون أن يتم الالتفاف عليه، كما أننا حاولنا أن نشير إلى أن عمر الوحدة اليمنية المباركة بلغ نحو تسعة عشر عاماً..[c1] طيب كيف ترون ما يحدث في أبين وأين تكمن العلة؟[/c]* حقيقة بحكم إننا من ضمن قوام السلطة المحلية في المحافظة، فإن ما يدور فيها ليس بمنعزل عن مجريات ما يدور في محافظات الجمهورية كلها، فمحافظة أبين هي جزء من اليمن، والذي يجري فيها ليس بالشيء الفج أو الشيء الصعب الذي لا يمكن السيطرة عليه أو عدم القدرة على التعامل معه إلى هذه الدرجة، إنما الوضع الحالي في أبين بحاجة إلى إيجاد آلية معينة وأن تتعامل معه السلطة بفاعلية وبشكل مباشر، أيضاً الاختيار المناسب للعناصر التي يتم تكليفها وتعيينها للتعامل مع تلك الجهات والجماعات.فيما يتعلق بما تود الرد حوله كما يفهم من سؤالك حول الوضع في مديرية خنفر..[c1] هذا ما وددت الحديث حوله رداً على سؤالي؟![/c]*مديرية خنفر وتحديداً مدينة جعار كل ما ظهر فيها من ترد للأوضاع كان بعد سفري للعلاج في الخارج الذي استمر نحو خمسة أشهر تقريباً، وأكثر التفاصيل والدراية ستجدها لدى الإخوة محافظ المحافظة ومدير عام الأمن العام ومدير الأمن السياسي وبقية أعضاء السلطة المحلية المتواجدين في المحافظة الذين ظلوا على متابعة مستمرة وقريبين من الأحداث، ونحن لم نعد إلا وقد كانت هناك بوادر معالجات ولم تكن لدي أية تفاصيل في هذا الجانب، إنما من حيث الرؤية العامة فإن الأمر لا يستحق أن يصل إلى ما وصل إليه، حقيقة وكان بإمكان السلطة أن تعالج هذه الإشكالية التي نشأت بشكل مباشر مع هؤلاء، لأنه بحسب ما يدور ويردده الناس أن هؤلاء الشباب لديهم مشكلة ومطالب تتعلق بوضعهم المعيشي ووضعهم الوظيفي أو استقرارهم الأسري، هم كغيرهم من إخوانهم في أي مدينة يمنية أخرى تعيش مثل هذه الأوضاع وبالإمكان الوصول إلى حل دون استخدام هذا الأسلوب في المعالجة من سفك الدماء والمواجهات المسلحة، والتعامل مع الإنسان يجب أن يكون تعاملاً جيداً ومسؤولاً وبأسلوب مرن وهادف إضافة إلى أن هؤلاء شباب.. ومن المهم هنا التأكيد على أن أحداث جعار ليست لها علاقة بالعاطلين عن العمل، لأن البطالة موجودة في كل مكان.. لكن تدخل جهات من خارج المحافظة هو الذي أضعف قدرة السلطة المحلية على معالجة المشاكل وساهم في تحويل بعض العاطلين إلى جماعة مسلحة تدافع عن مطالبها وحقوقها واستحقاقاتها.[c1] وعلى مستوى الأوضاع في المحافظة؟[/c]* تعيش أبين هذه الأيام ومنذ فترة انفلاتاً أمنياً.. هذا الانفلات يمكننا أن نضع أمامه أكثر من علامة استفهام لماذا؟.. وأقول: يبدو لي أن فقدان التنسيق المباشر بين الجهات الأمنية نفسها وبين السلطة التنفيذية إضافة إلى الاستعجال في اتخاذ القرار في المعالجة دون تأنٍ أو مراجعة لهذا الأمر، كذلك غياب الرقابة الحقيقية المباشرة والدوريات الفاعلة، حيث يوجد لدينا “هيلمان” كبير من قوات الجيش والأمن العام والأمن المركزي والنجدة وغيرها، يبدو أن التنسيق بينها هو السبب الرئيسي في كل ما يحدث وأسلوب الأداء، كما هو معروف أن مدير الأمن هو المسؤول الأول عن الأجهزة الأمنية من حيث التوجيه، من حيث الجاهزية كل فرع مختص مسؤول عن جاهزيته أيضاً توجد في المحافظة لجنة أمنية.. هذه اللجنة مهمتها مناقشة وإقرار ما يقدم لها من الجهات الأمنية ووضع الحلول والمعالجات لكن يبدو أن الأمر كان فيه نوع من الإتكالية، ولكن كل ما نأمله الآن أن يتم معالجة لهذا الأمر وأن تكون بشكل هادئ وأرقى وأفضل مما سبق والحد كل الحد من استخدام أسلوب القوة لأن القوة لا تولد إلا القوة، ولا ننسى في هذا الجانب التعبئة الأخرى من قبل عناصر الحراك السياسي بين الناس إن هؤلاء مستخفون بكم مما أعطى تعبئة خاطئة.والأمن الحقيقي لأي محافظة كانت هو المواطن ذاته إذ توفر لديه الشعور الوطني وزرعت لديه الدولة الإحساس بأنه المسؤول الأول عن الأمن سيكون هناك أمن، لكن عندما نأتي لملفات قديمة وسابقة تتعلق بناس قتلوا ناساً والقانون والشرع حدد هذه المسألة هاربون ويعيشون طلقاء في كل مكان..وفقدان الأمن قد لا يكون في أبين فقط، قد يكون في مدن ومحافظات أخرى، كل ما نرجوه ونأمله من وزارة الداخلية والسلطة أن تكون هناك مراجعة حقيقية لآلية السلطة‘ إضافة أن يكون تشكيل حقيقي لأمن حقيقي وتفعيل حقيقي لدوره ووجود حقيقي لكل الناس الموجودين فيه..وحذار من أن كل إدارة أمن تفتح لها سجناً خاصاً، لأنه في سجن تبع الأمن العام المتعارف عليه، لا أن يفتح الأمن المركزي سجناً خاصاً به ولا النجدة يكون لها سجن ولا اللواء. هناك السجون الرسمية وهناك أجهزة النيابة والقضاء.. لكن المشكلة أنه لا يوجد تنسيق بين أجهزة النيابة والقضاء والأجهزة الأمنية والسلطة المحلية.. عندما تكون آلية العمل غير متوازنة وغير متجانسة هذا يؤدي إلى حدوث الاختلال وإلى وجود فراغ.. هذا الفراغ يتعبأ بالفوضى أو ما يسمى بالانفلات في الأخير.. مثلاً يتحرك طقم من الجيش ويتحرك طقم آخر من الأمن المركزي وآخر من الأمن العام دون تنسيق تضارب المهام ما بين هذه الأجهزة أدى إلى بروز المشاكل والخلافات بينها وإلى حدوث الإتكالية أفقدت الأمن رونقه وواجبه ودوره.[c1] ومن المسؤول عما يحدث؟[/c]* الحكم المحلي منح صلاحيات للسلطات المحلية وانتخاب المحافظين جاء على هذا الأساس، لكن قد لا يكون هناك تقدير من الذين تم انتخابهم ووصلوا إلى هذه المواقع، حيث فقد هذا دوره ووجد تسيب كامل، إذا كان هناك يوجد مجلس محلي في مديرية معينة لم يعرف عقد أي اجتماع منذ الانتخابات حتى الآن، أو المشاركة في إعداد الخطط والميزانيات في مديرية أخرى. أصبح هناك نوع من الفراغ في عمل السلطات هذا الفراغ هو الذي أدى إلى حدوث الفلتان في السلطة والأمن.[c1] كان البعض يرى أن السبب يكمن في قيادات الأمن والسلطة مؤخراً جرى تغيير قيادات أجهزة الأمن في المحافظة وازدادت الحالة سوءاً؟[/c]* صحيح لم تكن مرتبطة بأشخاص.. ما يحدث من اختلال وفلتان يحدث نتيجة غياب للمهمة مثلاً ما المهمة الأخيرة التي أوكلت لهم حتى يتم القتل صباحاً لأناس آمنين في ظل وجود وساطة تسير بشكل جيد في العاصمة صنعاء، وعندما تكون الوساطة جارية ويقوم أي طرف بالتحرك يعني أن هذا الطرف ضد هذه الوساطة ومخالف لها.. وكانت نتائج هذا التحرك غير مرجو فكل الذين راحو هم أبناء اليمن سواء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين من هؤلاء الشباب فهم في الأخير يمنيون.. وكما أسلفت فإن الاقتراب أكثر من هؤلاء ومعرفة مشاكلهم يساعد على حلها أما الهروب من هذه المشاكل أو معالجتها بصور خاطئة يجعلها تكبر وتستفحل مع أنه يمكن حلها.[c1] أراك تهون ما يحدث مع أنه بلغ ذروته؟[/c]* أنا ليس عندي البعد الأول أن الذي تم ووصل إلى الذروة، المسببات التي وصل فيها الأمر إلى الذروة الأخ المحافظ على علم بها وهو أدرى بها لأنه كان على اتصال مباشر بها.. أنا لم أعرف سوى ما وصل إلى نتائج القتل والمواجهات، لكن تفاصيل وتداعيات ذلك لدى السلطة.[c1]ما هي في نظرك المعالجات الحقة لتفادي ما يحدث؟[/c]* إذا وجدت الرؤية والإرادة الحقيقية لدى السلطة في المحافظة وخارجها للتعامل مع هذا الوضع والسعي لإيجاد المعالجة وتولت السلطة في المحافظة هذا العمل بشكل مباشر لأوجدت حلولاً مباشرة.[c1]يرى كثيرون أن ما يحدث في المحافظة نتاج الإهمال وعدم حصول أبين على حقها من المشاريع إلى أي مدى صحة ذلك؟.[/c]* أنا أريد أقول حاجة بصراحة المحافظة لم تحصل حتى على 10% من استحقاقاتها من المحافظة من مشاريع خدمية وتنموية.[c1] وأين يكمن السبب؟![/c]* السبب يكمن في الآلية المتبعة في وزارة المالية.. ومنذ سنوات ونحن ندور في صراع عقيم للخروج من إشكالية الميزانية وروتينها تمنعنا وزارة المالية كل عام من إجراء أية زيادة في الموازنة، خذ مثلاً الوظائف المخصصة للمحافظة منذ أكثر من خمسة عشرة سنة لم تزد ظلت كما هي مائتي وظيفة سنوياً فيما يتزايد عدد الخريجين إلى أكثر من خمس آلاف خريج كل عام.[c1] وكيف الخروج من هذا المأزق؟[/c]*بالانتقال إلى حكم محلي كامل الصلاحيات.[c1]ومطالب الاحتجاجات أو ما يسمى بالحراك في المحافظات الجنوبية كيف تنظرون إليها.. إذ يراها البعض أنها موجهة ضد أبناء المحافظة في السلطة؟[/c]* لم نسمع هذا الحراك يتقدم بمطالب.. نحن في السلطة مستعدون للجلوس معهم لمناقشة مطالبهم من خلال اختيار ممثلين من قبلهم.. وما قدرنا على حله من مطالب في إطار المحافظة سوف ننفذه وما هو أرفع سوف نتولى رفعه إلى القيادة ومتابعة حله.لكن لا ينبغي أن نترك هؤلاء أصحاب الحراك في الشارع فهذا يعني أن نعطي لهم الإشارة بالاستمرار.. ولا شيء يأتي من فراغ.. وحتى السكوت على هؤلاء ونقول عنهم بأنهم كاذبون فيما يقولون.. فإن سكوتنا يجعلهم بعد فترة صادقين حتى أمام الناس.[c1] وماذا بقي لدى الأخ الوكيل؟[/c]* ما بقي في جعبتي هو ما يوجد في جعبة كل وطني غيور على بلده ووحدة بلده إننا كلنا حريصون سواء حزب حاكم أو أحزاب معارضة ومستقلين وهذا في خلجات أنفسنا وفي قلوبنا حتى وإن حاولنا عدم إظهاره.. ونقول إننا حريصون على الوطن وحريصون على الوحدة التي تحققت في ظروف استثنائية شهد العالم خلالها العديد من المتغيرات على كافة مناحي الحياة وكان لزاماً علينا في اليمن أن نتأثر بما يحدث إقليمياً ودولياً وأن نعمل على إحداث تغيير معين للحفاظ على الوضع الداخلي ووحدة الوطن من خلال إيجاد بنية ومنظومة حكم محلي كامل الصلاحيات في ضوء برنامج الإصلاحات السياسية، ويكون رديفاً أساساً لمجمل التحولات، وقد وضعت من خلال الرؤية المقدمة خطوطاً وأساسيات طرحناها للنقاش على أساس إثرائها بالنقاش من قبل المختصين والأحزاب والمهتمين للإضافة والنقصان، بما يمكننا من الانتقال إلى وضع أفضل للخروج من هذه المعمعة حتى لا نجد أنفسنا أسرى لذلك الواقع المأزوم.وطبعاً أنا من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية عقب ميلاد الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م ويهمنا وضع هذه المحافظات وما يعتمل فيها مؤخراً من الصمت الكامل أمام الحراك السياسي والشعبي والذي بدأ بمطالب حقوقية معنية مشروعة. لكن أستمر في ظل صمت مقابل حتى أستفحل وتوسع وأصبح عما هو عليه الآن.. وهو يدور في مربع نحن موجودون فيه أساساً، ورأينا أن ندلوا بدلونا وأن نتخلص من الأسلوب البرغماتي على أساس أن نقول رأينا ونعرضه للنقاش بحثاً عن الحلول والمخارج العملية، وقد يكون هذا الرأي من خلال الرؤية ناقصاً أو غير نافع ولكننا نسعى إلى تحريك المياه الراكدة خيراً من الجلوس بصمت والأوضاع تتعقد أكثر وأكثر، لأن الجلوس عمل سلبي.[c1] ما هي الأسس التي يقدم عليها مشروع الحكم المحلي كامل الصلاحيات وفقاً وهذه الرؤية؟![/c]* في الحقيقة من خلال مجريات ما جرى ويجري في البلد في ضوء الأزمة يتضح أن هناك مظالم وأن هناك خروقات وسلبيات وأشياء سببت وقادت إلى بروز الأزمة وبالتالي فإن اعتماد الحكم المحلي كامل الصلاحيات وحصره في إطار الإقليم أو المحافظة سوف يحد من أسلوب الشماعة التي عادة ما يتم تعليق كل قصور أو سلب عليها، وتقوم الرؤية على ضرورة تخفيف قيود المركزية، إيجاد رقابة كهيئة يحد من انفراد السلطة المحلية باتخاذ القرار، التخطيط أن يكون مشتركاً بين الجهات ذات العلاقة ويلبي طموحات أبناء الإقليم أو المحافظة مع ضرورة تقسيم عادل للثروة.على أن يكون المجلس المحلي ومنظومة عمله فاعلة وتعكس الأهداف المشتركة لشعب الإقليم/ المحافظة بصورة واقعية، وأن يقود كافة النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتحقيق الأهداف وفقاً لاستراتيجيات وبرامج وخطط المشاريع المعدة سلفاً.[c1]خلق ثقافة جديدةما هي الدواعي لتقديم هذه الرؤية حالياً؟ بمعنى هل دعت الضرورة؟[/c]*للأسف الشديد أصبحت كثير من القوانين واللوائح مركونة في المخازن ولم تخرج وتطبق على أرض الواقع لتخلق معادلة الحق والواجب للمواطن، وحل محلها العرف الذي أصبح السائد وألغي بالقانون عرض الحائط في الوقت الذي نحن ندعي أننا شعب ديمقراطي متحضر ويعيش في القرن الواحد والعشرين نحن بحاجة إلى قيام دولة ومؤسسات وهذا هدف استراتيجي موجود في الميثاق الوطني للمؤتمر الشعبي العام وبرنامجه السياسي موجود أيضاَ في البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية - حفظه الله - كل هذه المسائل بحاجة إلى تفعيل أساسي وحقيقي، وفي الحقيقة أننا في المؤتمر الشعبي العام - كحزب حاكم منذ ثلاث أو أربع سنوات مضت عشنا نوعاً من الخمول أو الغياب التام والمباشر لنشاطنا في حياة المجتمع إضافة إلى وجود الفساد يجب أن نعترف أن هناك فساداً في البلد، هذا الفساد لم يأت من الخارج أو يأت محضوراً مع أحد أو يقوده تنظيم معين أو إنسان محدد أو يحميه شخص معين،علينا جميعاً حزب حاكم أو معارضة أن نقف بمسؤولية ومن دون تجريح أو تصيد للجلوس ووضع المعالجات الأساسية لهذا الموضوع، فإذا كنا نريد أن نكون وطنيين قبل أن نكون منتميين لأي حزب سياسي علبنا أن نبحث عما ينقذ الوطن وينفع المواطن وأن يعزز تنميته ووجوده ورفاهيته .العالم الآن أصبح قرية واحدة وهو في حالة تطور قد يكون الآخرون ليسوا راجين عن وحدة اليمن لكننا لن نكون إدارة لهم بأن نكون ضد وحدة أرضنا وشعبنا نحن نريد وحدة اليمن ضمن أسس حقيقية إذا كان هناك من يحاول المساس باستغلال شماعة الجنوب والشمال هذا يجب أن نخرج منه ولا نعيره اهتماماً ، إضافة إلى أننا يجب أن نخلق ثقافة وثقافة وحدوية غير الثقافة الشمولية التي كانت سائدة في الجنوب أو الشمال قبل الوحدة.. كذلك فمثلما هناك مظالم في الجنوب هناك مظالم في الشمال وكل هذه التراكمات ظلت على حساب الوحدة اليمنية وتلاحقها الحكومات التي توالت على حكم اليمن منذ الوحدة كلها وصلت إلى أنها تخرج من جرعة إلى جرعة ، لم تسترد نفسها حتى تقوم بشيء معين كل ما نطلبه من كافة القوى السياسية الوقوف وقفة رجل واحد والاتجاه إلى السلطة وطرح رؤاها والتعبير عن مواقفها بشكل واضح ووضع أيديها في أيدي السلطة من أجل الخروج بحلول عملية صائبة لأنه إذا راح اليمن هذا البيت الذي تسكنه من أي جهة سوف يؤثر على الجميع لذاعلى الجميع أن يشاركوا في تشخيص الوضع ويسهموا في وضع الحلول وأن يقدموا كل ما لديهم من دون تسيس أو تربص لأنه ينبغي عندما نتحدث عن هذا الموضوع ونترك السياسة جانباً وطن 22 مايو الوطن الجديد الذي نحبه ونضحي من أجله .. وباعتبار أن قدر ومصير الشعب اليمني هو الوحدة وأجدى لا إلى ما هو أسوأ.. وهذا ما ضمناه في رؤيتنا المقدمة والمحددة بالضوابط والتشريعات في كافة الجوانب.[c1]وضع معالجات حقيقية[/c]إضافة إلى شيء مهم جداً وهو التنمية البشرية يجب أن تولي الحكومة هذا الجانب جل اهتمامها، وكنت أتمنى من المكرمة التي قدمها فخامة الأخ الرئيس إلى عدد من المحافظات ومقدارها من خمسة إلى عشرة مليارات أن يخصص 30% لمسألة التنمية البشرية.كذالك لابد من وضع معالجات لكثير من القضايا وترك الزوبعات .. مثلاًَ كان أبناء المحافظات الجنوبية يذهبون إلى المدرسة مجاناً وتنقلهم السيارات من مناطقهم إلى مدارسهم على حساب الحكومة وفي الجامعات تتوفر الأقسام الداخلية المجهزة وكذلك العلاج المجاني لكل مواطن اليوم فقدنا كل هذه الامتيازات إضافة إلى ضرورة تشغيل الشباب الخريجين من الجامعات وإيجاد فرص عمل لهم إضافة إلى كثير من الخدمات التي ينبغي توفيرها مثل الطريق والماء والكهربا والدواء وأيضا تحريك العمل الزراعي مثلاً محافظة أبين محافظة زراعية ومحافظة سمكية وفيها كثير من الخامات وفيها فرص استثمارية كبيرة ولكن حتى اللحظة لم تشغل ولا ننسى أن مشكلة الأرض في المحافظات الجنوبية تشكل عائقاً كبيراً وحتى قانون الإصلاح الزراعي أعتقد أنه لا زال ساري المفعول ولم يلغ أيضاً قانون التأميم للمساكن إذن قضايا الأرض والمساكن لا زالت تجر أذيالها ولم نستطع خلال نحو عقدين من الزمن أن نضع لها المعالجات الكفيلة والحقيقية وأول معالجات حقيقية ينبغي أن تكون لقضية الأرض وتسليم كل من له حقه والخروج من الزوبعة التي يمشي عليها الناس حول نهب الأراضي والكلام الكثير حول ذلك لماذا لا نعالج هذه القضية بصور جذرية وصحيحة بعيد عن المزايدات والاستخدام غير المنطقي وفقاً وقرار مجلس الوزراء ومجلس الرئاسة الصادر عام 1990م . ونتخلص من هذه الزوبعة وإذا ما بقيت أرض نحددها أن كانت لصالح الدولة عبر مصلحة الأراضي ولكن عبر أسس وضوابط .في هذا الأساس يجب أن ننتقل نقلة لأن الساكت على الحق شيطان أخرس ومن دون إيعاز أو تكليف قدمت هذه لرؤية لأنني شعرت كمواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة أن عليه واجباً وطنياً وسلمتها إلى عدد من الجهات والشخصيات.[c1]وهل ترى أن الظروف قد نضجت لتنفيذ ما وراء في هذه الرؤية ؟![/c]* نعم .. في حالة التيهان الموجود على مستوى الحاكم والمعارضة.[c1] وماذا بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة وما ورد حولها من سجال بين المؤتمر واللقاء المشترك ؟[/c]* الانتخابات يجب أن تتم في موعدها المحدد نريد مشاركة فاعلة وحقيقية من كل أطراف العملية السياسية مهما كانت النتائج المتوقعة حتى للحزب الحاكم على أن تأخير الانتخابات ليس في مصلحة الوطن وليسبب إرهاصاً آخراً وانتكاسة ويقود إلى الظن بأن الديمقراطية كلام لا فائدة منه والمراهنة على موت الديمقراطية من قبل بعض القوى من خلال الضغوطات التي يمارسونها كلام مرفوض .. الديمقراطية مكسب حقيقي كمكسب الوحدة ورديف أساسي لها.[c1] وكيف ترى الخروج من هذا النفق الضيق؟![/c]* من خلال متابعاتي وما أقرأه في الخطاب الإعلامي لكل القوى أرى أن هناك ألف منفذ ومنفذ لهذه الإشكالية .. ولكن كل ما أدعو إليه أن للإخوان في تكتل المشترك أن ينزلوا الانتخابات لأن ذلك أصلح لهم أما موضوع التوصيات الأوربية والركون إليها فهو كلام غير مجد.[c1] وهل تعفي المؤتمر من تبعات ما يشهده الراهن؟[/c]* أريد أن أقول بكل صراحة نحن في الحزب الحاكم منذ أـربع سنوات نعيش مشكلة حقيقية بأن الجهاز الإعلامي غير فاعل ولم يكن دوره بالشكل المطلوب وللم يتناول القضايا والهموم ويسلط الضوء عليها ويقف أمامها ويشخصها وينتقد الظواهر السلبية ويبحث عن المعالجات هو إعلام بارد بمعنى كلمة بارد والدليل على ذلك أن تناولات صحف المعارضة وانتقاداتها ظل مرتعها المؤتمر وقياداته دون إن تقوم صحافة المؤتمر بإيضاح الحقائق للناس بصورة جلية وتعال أنظر اليوم إلى إعلام المؤتمر بما فيها صحيفتنا الميثاق و22 مايو وغيرها وتجد كل صحف المؤتمر مرمية في الأكشاك لا يقرؤها أحد أبداً .[c1]المعارضة وغياب الدورإلى أي مدى ترى أن المعارضة تلعب دورها في الحياة السياسية ودفع المؤتمر الحاكم إلى اتخاذ إجراءات فاعله ؟[/c]- لم تلعب المعارضة أي دور حقيقي وفاعل في مجرى الحياة السياسية حتى اليوم للأسف الشديد لأنها اعتمدت على الأسلوب التاني المشكلة أن الإخوة في قيادة المؤتمر ظلوا يلهثون خلف المعارضة والمعارضة للأسف أعتقد أن ذلك انتصار لها الطرفان يجهلان هذه الحركة قلا الحزب الحاكم انتبهوا لما ينبغي عليهم القيام به أخذوا في متابعة خطاب المعارضة والمعارضة نسيت دورها الحقيقي وانشغلت بمتابعة والتربص لخطاب المؤتمر ولم يتم من قبل المعارضة أي تفاعل حقيقي وأرجو أن يدلل لي أحدكم بموضوع تم طرحه والتفاعل معه بمصداقية بدون تذبذب أو تراجع .[c1] وكيف تنظر إلى توليفة تكتل اللقاء المشترك المعارض؟[/c]* لا يمكن لأحزاب المشترك أن تتفق على رؤية محددة ومعينة إطلاقاً ،لماذا؟ لأن أيديولوجيتهم مختلفة ومتنافرة عن بعضها أضف إلى ذلك أن العلاقة بينهم علاقة هشة وكانت تستخدم كزوبعة في الحراك السياسي فقط ولا أقل و لا أكثر .[c1]ولكنهم أي تكتل المشترك يؤكدون أنهم من يقوم بتحريك الشارع؟[/c]هم يخافوا من الحراك السياسي..مش قادرون يقولوا للحراك سير ونحن معك ولأن الحراك جاء وطغى على دورها في الجنوب .. والآن أصبح دورهم معدوم في المحافظات الجنوبية لا يوجد أحد اليوم يتكلم عن دور للمشترك عاد الناس للكلام عن لمن وجود مؤتمر وأن كان دو ره يحتاج إلى تفعيل حقيقي ، لكن المشترك لا .[c1]والنظرة إلى ما يعتمل في المحافظات الجنوبية كيف تراه؟[/c]* الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية هو ظاهرة بدأت صحياً بمطالب حقوقية معينة لا تمت بصلة للموضوع السياسي بأبعد وأعمق مما يحاول البعض اليوم تركيبه عليه لكن التهاون في عدم إعطاء الحقوق وعدم الاستجابة لهذه الحقوق وعدم التعامل معها بمسؤولية أدى إلى استفحالها .. أنا شخصياً مع الحقوق العادلة والمطالبة بها لكن في إطار وتحت سقف الوحدة اليمنية وليس في إطار ما يروج له أعداء الوحدة سوا الانفصال أو الجنوب العربي أو مربع ما قبل 22 مايو 1990م نحن نطالب بوجود توازن حقيقي الإخوة في الحراك يتكلمون عن مطالب وأنا أقول لك أن مطالبهم حلت وجميعها جميعها . أليس الجميع يستلمون مرتباتهم من الدولة وكل حقوقهم لكن الدولة والحزب الحاكم لديهم نفس طويل ويحترمون الآخرين ومطالبهم ويستمعون لها حتى وأن كانت غير حقيقية وواقعية ونقول أي شخص يتكلم باسم الجنوب فهو وأهم وأي شخص يتكلم باسم الشمال فهو واهم أيضاً .. الشماعة هذه لا عودة لها، وكذلك قضية الحوثي فهي جرح آخر في جسد الوطن وبشكل أخطر مما هو في الجنوب. [c1] وهل تنفي عن أحزاب المعارضة دورها ؟ [/c]* الأحزاب السياسية في المعارضة لم تعرف حتى نفسها ، حتى الآن لا توجد لديها أية رؤية حتى في موضوع الانتخابات القادمة التي تشغل الشارع اليوم. [c1] وكيف وصلت المعارضة إلى هذه السلبية ؟ [/c]* ما حرفها عن القيام بدورها هو غياب الدور الفاعل للخرب الحاكم إضافة إلى أنه لا توجد سياسة واضحة من قضايا الناس لدى أحزاب المعارضة ما جعل الناس يتخبطون هذا يقول كلاماً وهذا يقول كلاماً آخر.يجب أن يقوم كل مسؤول في السلطة أو حزب المؤتمر بدوره الفاعل الشجاع في هذه القضية.. مثلاً في محافظة أبين أقول لكل من لديه قضية في الحراك السياسي ويضعها أمامنا على طاولة الحوار ونناقشها بنداً بنداً لنصل فيها إلى حلول ونحن مسؤولون عن هذه الجوانب وفي خدمة هؤلاء الناس ويجب ان نسمعهم مثلما هم يجب عليهم ان يسمعونا.. كلنا أخوان وكلنا أبناء وطن واحد وقضاياهم هي قضايانا.. وما يعانيه هؤلاء نحن أيضاً نعانيه، لكن هل تعتقد انك تشعر بظلم وأنا أعيش معك في نفس الدار ولا اشعر بظلم.. اعتقد المفارقة صعبة أرجو ان تتولد شجاعة قوية لدى الحزب الحاكم والاحزاب المعارضة وان تقف موقفاً موحداً وتجلس إلى مائدة الحوار، وفي الأيام القادمة إذا كانت هي فعلاً أحزاب وطنية حقيقية ستضع رؤاها وتناقش بجدية وتختلف وتتفق بدون الانتظار لأي أملاءات اليمن بحاجة إلى مواقف صلبة وشجاعة وحقيقية، من يحب الوطن ووحدته عليه ان يقدم كل ما لديه ويجلس إلى مائدة الحوار.