شبان عرب يلجأون للزواج من عجائز بغية "الإقامة" في دول غربية
تونس / متابعات :يعيش الرأي العام الألماني هذه الايام على ايقاع قصة حب فريدة نشأت بين فتى تونسي عمره 25 عاما وسيدة المانية عمرها 83 عاما، ومحل الغرابة في الحكاية هو ليس فقط فارق السن المهول بين طرفي العلاقة و الذي لا يقل عن 58 سنة بتمامها ، وانما الطريف اكثر في الموضوع هو أن الفتى التونسي والعجوز الالمانية ، اقدما فعلا على الزواج وعقدا قرانهما التام الشروط.وتسلط هذه القصة على حالات كثيرة يلجأ فيها شباب عربي يحلم بالهجرة إلى الزواج من سيدات غربيات بهدف الحصول على الإقامة والعمل في أوروبا آملين بـ"تحسين أوضاعهم" وتحقيق "أحلامهم" في الثراء وبحبوحة العيش بعيدا عن كابوس البطالة الذي يعانون منه في بلدانهم.ووفقا لما ورد في الصحافة الالمانية التي تداولت الخبر باهتمام فان عقد القران بين " ايجوني عروس " ( 83 سنة ) وخميس الكنزاري (25 سنة ) قد تم سرا منذ اذار/ مارس 2004، لكن السلطات الالمانية اعلمت السيدة الالمانية رسميا مؤخرا بـ"رفضها القطعي" لـ"شرعية" هذا الزواج .وقالت ايجوني غروس في مقابلة مع مجلة (دير شبيغل ) الالمانية في اواخر الاسبوع المنصرم (ديسمبر/ كانون الأول 2005) ، ان علاقتها بالشاب التونسي خميس الكنزاري هي "علاقة حب حقيقية" ووصفت زواجها به بانه "نهاية سعيدة لقصة حب صادقة"، وتابعت تقول "ان هذه العلاقة العاطفية بثت دماء الشباب من جديد في عروقها".وفي مراسلة رسمية صادرة في الفترة الاخيرة وجهتها السلطات الالمانية الى ايجوني، اعلنت الدوائر الالمانية المختصة تمسكها بـ"الطعن في شرعية الزواج" و شككت في "صحة ادعاء السيدة الالمانية بحب حقيقي نشأ بين عجوز في العقد التاسع من العمر بشاب في مقتبل العمر" ، و اعتبرت السلطات الالمانية ان عقد القران قد تم لسبب واحد وهو " ايجاد مبرر قانوني لمنح حق الاقامة في المانيا لشاب عربي عجز عن الحصول عليه بأي وسيلة اخرى".ورفعت ايجوني مؤخرا قضية عدلية ضد القرار الرسمي الالماني بشأن رفض زواجها من الشاب التونسي ، وتنظر محكمة مدينة برلين في القضية في الايام القادمة من الشهر الحالي (جانفي 2006).ووفقا لتصريحاتها لمجلة "دير شبيغل " ، فان الطاعنة في السن ايجوني ، كانت قد تعرفت على التونسي خميس الكنزاري لاول مرة عام 2002 في رحلة سياحية الى تونس ، عندما كان هو يقوم بخدمتها بصفته نادلا بمطعم سياحي في مدينة الحمامات / 60 كلم جنوب العاصمة التونسية / ، واضافت في مقابلتها مع "دير شبيغل" في شقتها بالمانيا ، ان "زوجها" التونسي ، انما "احبها فعلا منذ الوهلة الاولى" لانه "وجدها جميلة"، وقد الح في طلب الزواج منها وانها "لم تستجب للطلب الا بعد التأكد مليا من صدق المشاعر التي قادته الى هذا الطلب".وتم عقد قران ايجوني وخميس بحضور شاهدين فقط فضلا عن موظف مصالح التزويج الذي يحق له ابرام عقد القران . ومنذ ذلك الحين وهي تطالب السلطات الالمانية بتشريع زواجها من "حبيبها"، و بالتالي السماح له بالاقامة معها في المانيا لانها مصابة بمرض مزمن في القلب يمنعها من السفر في كل الاحوال الى تونس لممارسة "حياتها الزوجية مع زوجها" . و كانت ايجوني تتحدث مع " دير شبيغل " مباشرة بعد عودتها لتوها من تونس حيث زارت " زوجها " قبل موفى العام .وحسب احصاءات نقلتها مجلة " الوسط " البحرينية عن مصادر المانية ، فان 60 الف زيجة تتم سنويا بين مواطنين المان واجانب ، من بينها ما لا يقل عن 3 آ لاف زيجة تعتبر زيجات عارضة أي انها تعقد اساسا من اجل حصول الطرف الاجنبي فيها على حق الاقامة بالمانيا فقط وليس بهدف الزواج نفسه .وقالت " دير شبيغل " ان المانيا تعج بظاهرة الزيجات "المشكوك فيها" بين اهل البلد والاجانب، وان عددا كبيرا منها يتم مقابل مبالغ مالية يمنحها الطرف الاجنبي للالماني بهدف تحصيل وثيقة الزواج التي تعد تاشيرة العبور للاجنبي لتحصيل الاقامة القانونية ، واكدت الصحفية ان المبالغ المعروضة في مثل هذه الحالت تصل الى 10 الاف يورو للزيجة الواحدة ، فيما تتم الزيجات التي من هذا النوع.وحسب "دير شبيغل"، فإن هناك حالات من الزيجات "الصورية" تتم بالمجان حيث يمنح بعض الالمان لبعض الاجانب توقيعاتهم على وثيقة الزواج دون مقابل وذلك " شعورا منهم بالرافة " على عدد من الاجانب من ذوي الاوضاع المادية والاجتماعية الصعبة بهدف مساعدتهم على بدء حياة جديدة في المانيا " بعيدا عن سوء الاوضاع ببلدانهم الاصلية " .وتنتشر في تونس منذ سنوات ظاهرة الشباب الحالم بالهجرة تحت شعار "مهما كان الثمن" الى اوروبا عموما و الى المانيا وفرنسا وايطاليا على وجه الخصوص ، وذلك حلما بالشغل ذي المردودية العالية بعد الارتفاع الكبير الذي سجلته نسب البطالة في في تونس في السنوات الخمسة عشرة الاخيرة .ونظرا لصعوبة تمكن الشباب الحالم بالهجرة الى هذه البلدان من التاشيرة حيث صار الحصول عليها "شبه مستحيل" في السنوات الخيرة في ظل السياسات الاوروبية الجديدة، فقد اصبح هناك طريقان يتخذهما الشباب التونسي العاطل الحالم بالسفر في السنوات الاخيرة ، فاما امتطاء ما يعرف بـ"مراكب الموت" عبر البحر اابيض المتوسط لتحقيق الهجرة السرية الى اوروبا عن طريق سواحل جزيرة لمبادوزا الايطالية. واما ملازمة الفضاءات السياحية بمدن مثل الحمامات، او سوسة (130 كلم جنوب العاصمة ) ، أو بنزرت (60 كلم شمال العاصمة)، او جزيرة جربة (400كلم جنوب العاصمة)، من اجل استمالة الطاعنات في السن من السائحات الاوروبيات للزواج منهن مما يسمح لهم بالحصول على حق الاقامة ببلدان "زوجاتهم".