كابول /14 أكتوبر/ :حامد شاليزي:قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس الخميس أن زعماء متمردي طالبان يجرون اتصالات معه بصورة متزايدة لمحاولة إيجاد وسائل لتحقيق السلام.ويعترف القادة العسكريون الأفغان والغربيون والدبلوماسيون بان المحادثات ينبغي أن تجري في النهاية من اجل إنهاء تمرد طالبان الذي أدى إلى مقتل نحو 5000 شخص في العام الحالي وحده. لكنهم يقولون أن المحادثات ينبغي أن تجري من موقع قوة.وقال كرزاي في مؤتمر صحفي "لدينا عدد متزايد من الاتصالات من جانب طالبان سواء من داخل أفغانستان أو من باكستان."وأضاف "هذه الاتصالات تزايدت بصفة خاصة في الشهور السبعة أو الثمانية الماضية. وفي الواقع فانه في الأسبوع الحالي وحده تلقيت أكثر من خمسة أو ستة اتصالات أو محاولات تقارب مهمة من زعماء طالبان الذين يحاولون معرفة ما إذا كان يمكنهم العودة إلى أفغانستان."وحذر قادة حلف شمال الأطلسي من أن طالبان بعيدة عن أن تكون جماعة موحدة وقد يرغب بعض زعمائها في الدخول في محادثات لكنهم لا يتحدثون بلسان الحركة الإسلامية المتشددة ككل.وقالوا انه مع ذلك يمكن أن تكون المحادثات مفيدة لاستمالة العناصر الأكثر اعتدالا داخل طالبان وإشاعة الانقسام في صفوف المتمردين.وقال كرزاي "إذا كنا نتحدث عن سلطة مركزية داخل طالبان يمكن أن نجري معها محادثات من اجل السلام فهذا أمر غير موجود. إننا لا نعرف شخصية أو مكتب أو شخص بذاته أجرى اتصالا معنا ممثلا لحركة طالبان ككل. إننا نرغب في الحديث مع الطالبانيين الذين ليسوا جزءا من تنظيم القاعدة أو من شبكة إرهابية."وتزايدت أعمال العنف في أفغانستان باطراد في العامين الماضيين منذ جددت طالبان تمردها للإطاحة بحكومة كرزاي المؤيدة للغرب ولطرد 50 ألف جندي أجنبي من البلاد.وتقوم إستراتيجية طالبان على تقويض ثقة الأفغان في قدرة حكومة كرزاي على توفير الأمن وعلى إيقاع قدر متواصل من الخسائر في صفوف القوات الأجنبية مما يدفع الرأي العام الغربي إلى المطالبة بسحب قواته.وتعاني قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي بالفعل من نقص عدد القوات ومن القيود التي تفرضها بعض الدول الأعضاء على أين وكيف يتم نشر جنودها.وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الجنرال ياب دي هوب شيفر ان الحلف ينبغي أن يقدم المزيد من الجنود إلى أفغانستان والمزيد من المدربين للقوات الأفغانية.وقال دي هوب شيفر في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع كرزاي "ينبغي أن نفعل ما هو أفضل لإعطاء القادة العسكريين ما يعتقدون انه ضروري."وعبر عن اعتقاده بأن الحلف لبى احتياجات الجيش الأفغاني بنسبة 90 في المائة وليس 100 في المائة. وقال "لذا فأنني لست راضيا بوصفي أميناً عاما للحلف."وقال دي هوب شيفر "اننا لا نقوم بما يكفي كحلفاء في الحلف أو كدول أعضاء في الحلف فيما ينبغي أن يكون في مقدمة أولوياتنا وهو تدريب الجيش الوطني الأفغاني وتزويده بالمعدات."