في الذكرى الثالثة لرحيل الفنان الموسيقي(احمد درعان)
سماح رياض علي ملهي:لا أعرف لماذا في هذا العام تحديداً شعرت بفراغ ملأني ،افتقدتك كثيراً ..كثيراً وعلى مائدة الغداء في ظهر يوم عيد الأضحى المبارك شعرت بان مكانك خال ياخالي وحديثي كان في تلاشي لا أنكر أنني احتجت إلى فترة لاعتاد على فقدانك ولكنني في هذا العام أيقنت بأنك لن تعود واستقبلت صدمة غيابك حيث لاعودة ولا انتظار.حركات مضحكة أقوم بها لكي لا اجعل الآخرين يدخلون في حزني وألمي ولكن رغماً عني ..أعاني وأعاني ..وأصبحت حياتي معاناة دائمة عندما يرحل عني كل من أحببت وحينما أتذكر أشياء لا أود أن أتذكرها لكوني احترق دون نار أو صوت أو دخان عندما أتذكر أن خالي لم يعد هنا الآن...لم أنسِ حديثك ،وصوتك،لايزال يقبع في أذناي ،والسلم الموسيقي الذي اعتليه كلما شعرت باليأس من واقعي، يأخذني السلم إلى مقامات والحان يعزف عليها ألمي الذي صنعه الموت بآخر صوت وصرخة ملأتني يوم رحيلك..لن أنسى كل شيء، لن يمل قلمي من الكتابة عنك وفي ذكراك سأذكرك ماحييت ياخالي، تذكرتك يوم العيد لأنه يأتي ويعود في كل عام وفي كل عام ويوم ولحظة تنتهي حياة أشخاص ولايعودون مرة أخرى يبكي العيد عليهم وتبكي دموع محبيهم ولكن لايبقى لنا إلا الدعاء لهم لأنهم في برزخ وليسوا في هذه الحياة التي أخذت منهم أشياء لطالما سعوا لها وما سعيت لها ياخالي فارقت حياتك دون أن تفرح بعودتك لعملك ربما لأنك طيب القلب لم يكن لديك وسيط يسهل عليك عناء المتابعة ومع ذلك رحلت دون تقدير، صحيح بان من جرحوك وحرموك من وظيفتك لم يتوانوا من عرض خدماتهم لنا عندما دخلت بيتك وأنت ميت ولكن لن تنفعني دموعهم ولاخدماتهم التي عرضوها لكونهم لن يعيدوا لي خالي وان اعادوا وظيفته المسلوبة من سيأخذ راتبك فلن يستطيع أحد أن يهنأ بشيء بعدك...ولاحتى شهادات تقديرك.تمنيت لو انك ترى نفسك مكرما وأنت حيا لا وأنت ميت،تمنيت أن تضع شهادتك على الجدار بيدك ولكنني بعد رحيلك أخذتها أنا مثلما احتفظت بكل ورقة ومقال لك بعد أن أصابني القهر، أتذكر بأنني لم اجعل أي احد يلمس أو يأخذ أوراقك التي لم افتحها منذ رحيلك لكونني حينما فكرت أن افتحها أتذكر حديثك معي وادخل في غيبوبة بكاء.. خالي أحمد ..لقد شعرت الآن بماذا كنت تشعر من معاناة ربما لأنني لجأت إلى القلم مثلك عندما لم تجد من يسمع معاناتك وآهاتك ..وقصة حياتك المليئة بالأسرار المكشوفة لأنك كنت كتاباً مفتوحاً يقرؤه الجميع .(لن أنسى)... دموعي... الحارة..ولن أسامح من استهتر بالطريق وأخذك منا لقد قتلك ذلك القاتل الذي لن يرتاح ولن تغمض له عين أصبح اسمه هدام وليس عمار لأنه هدم فرحتنا وخيم الحزن علينا،ولكن سيأتي يوم وسيأخذ الله بحقك منه ياخالي...(لن أنسى)خالي احمد درعان صاحب الكلمة الصادقة والمثقفة والمنيرة، وستبقى حيا في قلوب محبيك واهلك ولن تمحى كتاباتك من ذاكرتي التي صنعتها أنت عندما ألهمتني إبداعك.في الذكرى الثالثة لرحيلك..رحيل ثالث وذكرى ثالثة تؤكد غيابك ليصبح حقيقة مطلقة لابد أن نستسلم لها.