لم يتردد الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي لحظة واحدة في إطلاق عبارات الإعجاب بما وصلت إليه دولة قطر على مختلف الأصعدة منذ حصولها على شرف استضافة دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، حتى أنه اعتبر أن ألعاب الدوحة 2006م"ستكون من الأفضل في التاريخ الآسيوي".وذهب الشيخ أحمد إلى أبعد من ذلك بقوله أن هناك قطر جديدة ولدت بعد النهضة التي حصلت في البنية التحتية استعدادا للألعاب.وقال الفهد قبل أقل من شهرين على انطلاق الألعاب: "في البداية، عندما قررت الدوحة استضافة الألعاب الآسيوية كان الأمر مفاجئا لنا، ولكن بعد دراسة الملف مع المسؤولين القطريين توصلنا إلى قناعة بأن هذه الخطوة ستكون إثمارا لآسيا والمنطقة".وتابع: "عندما لمسنا أن اللجنة المنظمة لديها الاستعداد الكامل وستثري الألعاب بإقامة العاب متوازنة نوعا ما في القارة قررنا قبول التحدي، والآن بعد أن اتضحت الرؤية، نستطيع القول أننا حققنا نجاحات كبيرة، وأن قطر أيضا حققت نجاحات كبيرة من خلال خطتها التنموية وبنيتها التحتية وإيجاد فلسفة جديدة لشبابها".وتستضيف قطر دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة من 1 الى 15 ديسمبر المقبل ، وهي أول دولة عربية وثاني دولة غرب آسيوية تحظى بهذا الشرف بعد إيران.ومضى الفهد قائلا: "أعتقد بأن العاب الدوحة 2006م ، ستكون من الأفضل في التاريخ الآسيوي، فمن حيث المنشآت ستكون من الأفضل، فمنشآتها من الأجمل في العالم، وعلى مستوى الضيافة لا أشك في ذلك، والأجمل أن قطر قررت إقامة أكاديمية رياضية بجانب الألعاب، إذا إنها قررت الاستفادة من المنشآت والبنية التحتية ولن يكون الأمر تجمعا رياضيا لمدة 15 يوما فقط".وأوضح في هذا الصدد: "هناك بناء تنموي ومطار جديد وطرقات حديثة وأماكن عديدة للسكن، أعتقد بأنها ستكون قطر جديدة من خلال هذه الألعاب".وركز الفهد على نجاح المجلس الأولمبي وقطر في التحدي بقوله: "إننا كمجلس أولمبي آسيوي استطعنا أن نحقق المعجزات بالتعاون مع اللجنة القطرية المنظمة، فحققنا إستراتيجية المجلس بالانتقال الى احترافية الألعاب والقفز بها نحو التطور التكنولوجي والإعلامي وما شابه، وحققت قطر أهدافها أيضا، فالعالم سيتعرف الآن على مستوى الشباب القطري".[c1]ضمان النجاح[/c]وردا على سؤال عن أي قلق يساوره قال الفهد: "كمسؤول يجب أن أضمن النجاح، وسأشعر بالقلق حتى يتحقق النجاح تماما كما اللجنة المنظمة، النجاح النهائي هو عندما نطفئ الشعلة وليس لدى إيقادها، إن إشعالها هو فرحة إنجاز ست سنوات من العمل الدؤوب ولكنه أيضا ثمرة تحد لجني ثمار هذا العمل، وبداية الطاقة الجديدة لعمل جديد حتى ضمان نجاح الألعاب فنيا وتنافسيا وإعلاميا، وهذا الجزء الأخير من النجاح لأنه يجب التعامل مع ثقافات 45 دولة مختلفة".وتحدث الفهد أيضا عن بعض الملاحظات التي تمت معالجتها مع اللجنة المنظمة: "هناك بعض الملاحظات عملنا على تجاوزها مثل المتطوعين فبات العدد كافيا تقريبا، والجماهير إذ أن هناك نظاما ليس معيبا للألعاب وسيكون مبرمجا مع وزارة التربية من خلال حضور طلاب المدارس، وهذا حصل في الصين مثلا ويحصل في العديد من التظاهرات الكبرى".[c1]ظاهرة التضخم[/c]وعن ظاهرة التضخم الواضح في عدد الألعاب في بطولة الدوحة قال الفهد: "من واجبنا أن نتبنى ذلك في حال كان إيجابيا أم سلبيا، فصحيح أن عدد المشاركين سيكون مرتفعا، لكن الرياضة رياضة ولا تقتصر فقط على 28 لعبة أولمبية، فإذا علينا أن نحتوي رياضيينا وإذا كانت الألعاب الأولمبية لم تستطع استيعاب هذا العدد فلماذا نحرمهم منها ولذلك تم اختيارهم وعلينا الآن إيجاد منافسات لهم في هذه الألعاب في بلدانهم، كما إننا وجدنا أنه خير مكان لهم هو الألعاب الآسيوية".وألمح إلى أن: "الجمعية العامة للمجلس عام 2007 ستبحث الفلسفة الجديدة للمجلس خصوصا أنها ثالث منظمة رياضية بعد اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)".[c1]التسويق[/c]وفي ما يتعلق بالناحية التسويقية والعائد المادي للألعاب الآسيوية كشف الفهد: "وصل إيرادنا من الأعمال التسويقية الى 80 مليون دولار، والآن نتوقع أن ترتفع ميزانيتا للسنوات الأربع المقبلة الى 150 مليون دولار وهذا ما يؤكد نجاح برنامجنا، أما بخصوص بطولة الدوحة فإن المجلس الأولمبي يتوقع عائدا ما بين 86 و90 مليون دولار، وهناك حصة توزع على كل من الدول المشاركة".[c1]الهاجس الأمني[/c]ولم يغفل الفهد التطرق الى الناحية الأمنية بقوله: "إن الهاجس الأمني أصبح عنصرا أساسيا في كل بطولة في العالم، ورأينا الكلفة العالية للتجهيزات الأمنية خلال أولمبياد أثينا، ثم الخطة الأمنية في مونديال ألمانيا، فنحن رغم ثقتنا أن قطر ستكون أقل الاحتمالات لأي عدوان، فإننا يجب أن نكون أكثر احترافية في هذا الموضوع، في قطر تم تأهيل الجانب الأمني والاستفادة من الخبرات الأجنبية، واعتماد التأمين لمواجهة هذه الظروف، فجهزت ألعاب 2006م ، على المستوى العالمي في خطة الأمن والسلام".واعتبر أن مردود الخبرات الأجنبية كان إيجابيا جدا في قطر في مختلف الميادين: "اليوم نرى جيلا واعدا في قطر يعمل في الرياضة باحترافية عالية يؤكد استفادة الكوادر البشرية من هذه الألعاب، ونشاهد لجانا عملت في أولمبيادي سيدني وأثينا وفي بطولة بوسان ستعمل على إنجاح ألعاب الدوحة، فتأهيل كوادر قطرية محترفة هو جزء من الاستثمار لهذه الألعاب".وتطرق الفهد أيضا الى: "عودة المشاركة العراقية الى الألعاب الآسيوية مع إعداد المجلس الأولمبي برنامجا كاملا للعراق ولبنان وأفغانستان وتيمور الشرقية بناء على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي للجان الأولمبية لاستضافة رياضيي هذه الدول في معسكرات إعدادية". وختم الفهد بالحديث عن الألعاب الخليجية قائلا: "أتمنى إقامة هذه الألعاب رغم ازدحام الرزنامة الرياضية الآسيوية، لكنها يجب أن تكون واقعا، فبعد نجاح كأس الخليج في بناء المنشآت وجيل خليجي في كرة القدم، اعتقد بأن المعادلة ستمتد الى العاب أخرى قد تكون ذات فائدة على الدول الخليجية في المناسبات القارية والعالمية، وعزاؤنا الآن أن تكون دورة ألعاب غرب آسيا بديلا للألعاب الخليجية وأتمنى أن تكون بنظام المداورة".