فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: أعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة بقيام قواته بقتل فلسطيني وإصابة اثنين بجراح أثناء اقتحام خان يونس بجنوب قطاع غزة. وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ان الجنود الإسرائيليين فتحوا النار على مجموعة من المسلحين خلال عملية توغل قاموا بها في القطاع. سياسيا تتوجه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للشرق الأوسط في مطلع الأسبوع القادم لمعرفة ما يمكن إحرازه من تقدم في مساعي السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش المتوقعة في مايو القادم. ولم يحقق بوش الكثير بعد مرور أربعة أشهر على الإعلان في أنابوليس بولاية ماريلاند عن استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسعي للتوصل إلى اتفاق بشأن دولة فلسطينية قبل أن يترك بوش منصبه في بداية العام القادم. وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن بوش دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن لإجراء محادثات في أوائل مايو في علامة على ما يبدو على أن الرئيس الأمريكي يريد تسريع وتيرة التحركات الدبلوماسية. وبدأت مفاوضات دبلوماسية بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وكذلك بين مرؤسيهما لكنها لم تتمخض عن شيء ملموس يشير إلى حدوث تقدم. كما لم يتحقق تقدم كبير في مسعى مواز لدفع الطرفين لاتخاذ خطوات ملموسة على الأرض لجعل إسرائيل أكثر أمنا ولتخفيف الكثير عن كاهل الفلسطينيين الذي يعانون من مئات من نقاط التفتيش وحواجز الطرق وغيرها من الحواجز في الضفة الغربية. ويحجب هذه الجهود كلها الانقسام في صفوف الفلسطينيين بين حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة بالعنف في العام الماضي والتي تعلن رسميا التزامها بالسعي للقضاء على إسرائيل. وقالت رايس منذ أسبوعين إن إسرائيل والفلسطينيين «لم يبذلا تقريبا ما يكفي» لتنفيذ خطة «خارطة الطريق» التي قدمت في عام 2003 لتحقيق السلام والتي تطالب إسرائيل بوقف كل النشاط الاستيطاني وتفكيك مواقع يهودية في الضفة الغربية وتطالب الفلسطينيين بكبح جماح النشطاء. وقال مسئول كبير في حكومة بوش «أحد الأمور التي ستسعى رايس لاستكشافها... ما هو التقدم الذي يمكن إحرازه وما هو تحديدا التقدم الملحوظ الذي يمكن إحرازه» في الأسابيع الستة التي تسبق زيارة بوش المتوقعة لإسرائيل بمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على قيامها. وتغادر رايس واشنطن اليوم الجمعة متوجهة لإسرائيل حيث ستجتمع مع أولمرت ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وتنوي أيضا الاجتماع مع عباس في الأردن. وباراك الذي حاول إنجاز اتفاق للسلام عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2000 لكنه فشل عامل مهم في تحديد أي تقدم يمكن تحقيقه على الأرض نظرا لنفوذه فيما يتعلق بانتشار القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية هذا الأسبوع إنها ستسمح بنشر ما يصل إلى 600 من أفراد قوة الأمن الفلسطينية الذين تم تدريبهم في الأردن في جنين وهي مدينة في الضفة الغربية تعتبرها إسرائيل منذ فترة طويلة مركزا لنشاط النشطاء الفلسطينيين. وكانت القوات الفلسطينية بدأت أصلا في نشر دوريات في بلدات الضفة الغربية وقطاع غزة بموجب اتفاقية أوسلو للسلام في عام 1993 لكنها أجبرت على الانسحاب من الشوارع بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية العنيفة في عام 2000 عندما استعادت القوات الإسرائيلية السيطرة الأمنية على المدن الفلسطينية. وفي نوفمبر الماضي أعيد نشر القوات الفلسطينية في مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية في إطار خطة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لفرض القانون. وقال المسئول الأمريكي الكبير «أجرت الوزيرة (رايس) عددا من المحادثات مع باراك... بشأن ضرورة السماح بانتشار هؤلاء الرجال (و) ضرورة معالجة مسألتي التنقل وحرية الوصول.»، ومضى يقول «أحد الحوارات الأهم التي ستجريها هو الحوار مع باراك بشأن التقدم الذي سنشهده هناك.»، وأضاف «إذا كانت نابلس لم تعد استثناء وإذا نشرت قوات (فلسطينية) في جنين واتفق الجميع... على أنه ناجح فمن الواضح على ما اعتقد أنه سيكون لدينا خطة لنشر قوات في المستقبل.» إلا أنه أشار إلى أنه من المرجح إحراز تقدم ضئيل في المدى القصير فيما يتعلق بتخفيف شبكة نقاط التفتيش الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تعد مصدرا لسخط عميق في أوساط الفلسطينيين ولها تأثير يصيب الاقتصاد الفلسطيني بالشلل. وأضاف المسئول «باراك قلق للغاية من هذا وكذلك الوزيرة (رايس) لأنه إذا حدث خطأ وجرى تنفيذ تفجير انتحاري كبير فإن عقارب الساعة في الواقع تعود للوراء.» واستطرد قائلا «لذا فإنه لا أحد يضغط على الإسرائيليين لتحمل مخاطر غير ضرورية. كل ما نطالب به هو إعادة تقييم... والسؤال حقا هو كم منها (نقاط التفتيش هذه) يمكن إزالتها بسهولة أو تقييد تأثيرها.» وقال دبلوماسي عربي كبير إنه لا بد أن يظهر مسعى السلام الذي يقوم به بوش بعض العلامات على التقدم قريبا وإلا سيفقد كلا الطرفين الحماس.، وأضاف الدبلوماسي «كي يكون لأنابوليس مصداقية من أي نوع يتعين علينا أن نقدم بحلول مايو بعض الأدلة الإيجابية على إحراز تقدم في كل من القضايا السياسية وكذلك في القضايا المتعلقة بالحياة اليومية... وإلا فإن الناس ستبدأ في فقدان الأمل في العملية.»