اقواس
- الكتاب الذي تحدث عنه أبوالطيب المتنبي رحمة الله عليه، كان ولايزال هو الأصل ومادونه يكون تقليداً ولا يرقى إلى تسميته بـ(كتاب) لأنه صار سلعة مقلدة وفي متناول أي إنسان يمكن له أن يؤلف أو يعد أي شيء ليسميه كتاباً من باب المجاز ،وهو بعيد كل البعد عما ذهب إليه المتنبي قائلاً :( ....وخير جليس في الأنام كتابُ)- اليوم نرى غثاء الكتب ،بما ليس فيه فائدة تذكر اللهم من الناحية المادية وحتى أن البعض لايحترم قراءه ولانفسه عندما يكتب (تأليف فلان بن فلان)وهو مجرد إعداد أو اختيار ولذلك تفقد بعض الكتب قيمتها من خلال موضوعاتها المهلهلة بحسب من يدعون أنهم مؤلفون ،وهو ما يجعلنا نتحرى الكتاب الذي يعتبر إلى الآن من الدرر النادرة.- وا لكتاب لسيبويه بأجزائه الأربعة مأثرة لغوية أعجزت اللغويين في زماننا اليوم والعقد الفريد لابن عبدربه موسوعة متكاملة بأجزائه الستة الفنية والأدبية والتاريخية والاجتماعية ...إلخ.. و((الأغاني)) لأبي الفرج الأصفهاني وليس ((الأصبهاني)) كما يكتبها البعض خطأ بأجزائه الأربعة والعشرين تحفة نادرة اقتناها الخليفة الأندلسي الحكم بن عبد الرحمن الثالث(الناصر) كأصل ،وتم نقلها على الخيول من بغداد إلى قرطبة سراً وأطلع عليها حاجبه اليماني (محمد بن أبي عامر المعافري) مزهواً بحصوله على النسخة الأصلية التي ربما نسخ المؤلف منها فيما بعد نسخاً عديدة..- المهم أننا في هذا الزمان عشنا وشفنا كتيبات لأناس ،لا هم لهم إلا الإصدار والإشهار ،وهو بئس المطلب ،فالتاريخ سيلعننا إزاء هذا الإهمال ،عندما تأتي أجيال قادمة لترى هذا التراث المغشوش بدل ذلك التراث الأصيل الذي ظل لقرون يقاوم الطمس والتحريف والإلغاء .- اليوم نحن في محنه اسمها ( النت ) بدل الكتاب ،والغالبية يلجأ إلى النت ليستخرج معلومات معينة ،جاهزة ومبوبة ،ليغير فيها ويبدل ويطبع كتيباً يحمل اسمه في حين لو ناقشته بجدية حول فلسفة ومحتوى الكتاب ...وغير ذلك لألجم فوهُ واعتجم ودارت به الدنيا ..لأنه مجرد (سارق مهره)..وهي مهمة الجهات المعنية بالكتب والتأليف والنشر ..لأن تفاقم هذه القضية سوف يجعلنا نفقد ما تبقى من جواهر ونفائس الأدب وكتب الخالدين في وطننا والعالم فهل وعينا أهمية مقولة المتنبي سالفة الذكر؟