غضون
* في مرار كثيرة كان قياديون في الحزب الحاكم يكررون القول إن أحزاب المشترك التي تتحدث في العلن أن مطالبها اقتصادية وتتعلق بتحسين ظروف الحياة بالنسبة للمواطنين، هي في الخفاء، ومن خلال جلسات الحوار واللقاءات الرسمية والعابرة، تركز مطالبها حول مسائل انتخابية وترتيب أوضاع ولم تطرح قضايا اقتصادية ولو لمرة واحدة.. بالنسبة لي لا آخذ دائماً ما يقوله قادة المؤتمر مأخذ الجد.. خاصة في هذا الجو الوخم الذي تكثر فيه المكايدات والمزايدات.. لكني لاحظت أن ما يقولونه فيه كثير من المصداقية.. والغريب أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك هي التي تتكفل بتقديم دليل مصداقية ما يقوله القياديون في الحزب الحاكم..* خذوا مثلاً “الرؤية” التي أعلنتها أحزاب اللقاء المشترك مؤخراً.. أعلنتها على الملأ، ومن سوء تدبيرها أنها لم تقدر أن الذين سيقرؤون “الرؤية” فيهم كثر “زكى الله عقولهم” ولديهم موهبة الشك والفحص والنقد وإخراج الشعرة من بين العجين..* تقول لك أحزاب المشترك.. الدنيا “مش هي سوى” فهناك أزمة اقتصادية.. هناك أزمة سياسية.. لدينا مشكلة الإرهاب.. هناك مشكلة صعدة.. هناك “القضية الجنوبية”.. فكيف تقوم السلطة وحزبها الحاكم بالتحضير لإجراء انتخابات في ظل هذا الوضع.. نحن لن نشارك..وبعدين عندما يأتون “يتراءون” عن الحل يقولون لك: الحل حسب هذه “الرؤية” الطويلة العريضة هو عدلوا قانون الانتخابات.. نشتي نصف اللجنة العليا للانتخابات.. نشتي نغير النظام الانتخابي من نظام الدائرة إلى نظام القائمة النسبية.. إذاً هذه هي مطالبهم الحقيقية..يعني أن قضيتهم الأساسية في الأولى والعقبى هي الانتخابات.. فلا اقتصاد ولا ناس ولا قضايا مواطنين.. وبذلك أعطوا مصداقية لما قالته قيادات المؤتمر.. لكن بأثر رجعي..* من منا لا يحب أن يرى تجربتنا الديمقراطية تجربة منتجة.. أي تأتي بحزب إلى الحكم وفي المرة التالية أو الثالثة تحول المعارض إلى حاكم والحاكم إلى معارض.. كلنا نرغب في ذلك.. وأزعم أن الرئيس/ علي عبدالله صالح سيترك السلطة ذات يوم وهو غير راض تماماً عن التجربة التي رعاها إذا لم تحقق تداولاً سلمياً للسلطة عن طريق الانتخابات، لكن حسبه وحسبنا أن أحزاب المعارضة هي التي تخذل الجميع.. فلا هي بالتي تقدم نفسها كمعارضة حقيقية ولا هي بالتي تظهر جديتها في أن تكون في الحكم.. تريد أن تكون عواناً بين ذلك لأن أصحابها لهم مآرب أخرى.