[c1]أيها المواطنون:[/c] يا أهل الإسكندرية الأمجاد.. أحب أن أقول لكم ونحن نحتفل اليوم بعيد الجلاء.. بعيد الحرية.. بعيد الاستقلال، أحب أن أقول لكم - أيها الإخوان - أحب أن أتكلم معكم عن الماضى وعن كفاح الماضى.. أحب أن أعود إلى الماضى البعيد. أيها المواطنون: أحب أن أتكلم معكم كلاماً هادئاً، [c1](ثم يوجه كلامه بحدة إلى الذين يهتفون قائلاً باستنكار)[/c] كفانا هتافاً - أيها الإخوان - فقد هتفنا فى الماضى فماذا كانت النتيجة؟ هل سنعود إلى التراقص مرة أخرى وإلى التهليل؟! هل سنعود إلى التهريج؟! إنى لا أريد منكم أن تقرنوا اسم جمال بهذه الطريقة، إننا إذا كنا نتكلم معكم اليوم فإنما نتكلم لنسير إلى الأمام بجد وبعزم، لا بتهريج ولا بهتاف، ولا يريد جمال مطلقاً أن تهتفوا باسمه، إننا نريد أن نعمل لنبنى هذا الوطن بناءً حراً سليماً أبياً، ولم يبن هذا الوطن فى الماضى بالهتاف، وإن الهتاف لجمال لن يبنى هذا الوطن، ولكنا - يا إخوانى- سنتقدم وسنعمل.. سنعمل للمبادئ.. وسنعمل للمبادئ، وسنعمل للمثل العليا؛ بهذا سنبنى هذا الوطن، وأرجوكم أن تصغوا إلى. وأنا إذا كنت أتكلم معكم اليوم فى الاحتفال بهذه الاتفاقية، وفى الاحتفال بهذا الجلاء، وفى الاحتفال بهذه الحرية؛ فإنما أريد أن أذكركم بالماضى وبكفاح الماضى.. بكفاحكم أنتم وبكفاح آبائكم وبكفاح أجدادكم، أريد أن أقول لكم لقد بدأت كفاحى وأنا شاب صغير، من هذا الميدان، ففى سنة 30 .. في سنة 1930 رجت وأنا شاب صغير بين أبناء الإسكندرية أنادى بالحرية وأنادى بالكرامة لأول مرة فى حياتى، وكان هذا - يا إخوانى - أول ما بدأت الكفاح من هذا الميدان. وأنا إذ أتواجد بينكم اليوم لا أستطيع أن أعبر عن سعادتى، ولا أستطيع أن أعبر عن شكرى لله حينما أتواجد فى هذا الميدان وأحتفل معكم أنتم يا أبناء الإسكندرية، يا من كافحتم فى الماضى، ويا من كافح آباؤكم، ويا من كافح أجدادكم، ويا من استشهد إخوان لكم فى الماضى، ويا من استشهد آباؤكم. أحتفل معكم اليوم بعيد الجلاء وبعيد الحرية، بعيد العزة وبعيد الكرامة. [c1](سُمع صوت تصفيق من الجماهير، ثم دوت ثمانى رصاصات متتالية تجاه الرئيس، وبعد فترة من الفوضى يجىء صوت الرئيس: يوجه خطابه للجماهير قائلاً:) [/c]فليبقَ كلٌّ فى مكانه.. أيها الرجال: فليبقَ كلٌ فى مكانه.. أيها الرجال: فليبقَ كلٌ فى مكانه.. أيها الأحرار: فليبقَ كلٌ فى مكانه.. دمي فداء لكم.. حياتى فداء لكم.. دمي فداء مصر.. حياتى فداء مصر. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار: دمي فداء لكم.. حياتى فداء مصر.. هذا جمال عبد الناصر يتكلم إليكم - بعون الله - بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا عليه وعلى حياته.. حياتى فداء لكم، ودمى فداء لكم. أنا جمال عبد الناصر.. منكم ولكم.. دمى منكم ودمى لكم، وسأعيش حتى أموت مكافحاً فى سبيلكم وعاملاً من أجلكم.. من أجل حريتكم.. ومن أجل كرامتكم.. ومن أجل عزتكم. أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار: [c1]( يوجه كلمة "اوعى" لأحد زملائه الذين يحاولون منعه من الاستمرار فى الحديث حرصاً عليه ثم يواصل:) [/c]أيها الرجال .. أيها الأحرار: [c1]( ثم يقول لزملائه "سيبونى"). [/c]أيها الرجال: فليقتلونى.. فليقتلونى.. فقد وضعت فيكم العزة.. فليقتلونى.. فقد وضعت فيكم الكرامة.. فليقتلونى.. فقد أنبت فى هذا الوطن الحرية والعزة والكرامة من أجل مصر ومن أجل حرية مصر؛ من أجلكم ومن أجل أبنائكم ومن أجل أحفادكم.يا أهل مصر.. يا أبناء مصر قمت من أجلكم .. وسأموت فى سبيلكم .. فى سبيل حريتكم، وفى سبيل عزتكم، وفى سبيل كرامتكم. يا أهل مصر.. أيها الأعزاء.. أيها الكرماء:أنا فداء لكم، وسأموت من أجلكم.. سأموت من أجلكم.. سأموت من أجلكم. [c1]( يسمع صخب هادر.. الجماهير تريد أن تطمئن على الرئيس فيخرج إليها ويستكمل حديثه إليهم قائلاً:) [/c]أيها المواطنون: إذا مات جمال عبد الناصر فأنا الآن أموت وأنا مطمئن؛ فكلكم جمال عبد الناصر.. كلكم جمال عبد الناصر.. كلكم جمال عبد الناصر؛ تدافعون عن العزة، وتدافعون عن الحرية، وتدافعون عن الكرامة.والسلام عليكم ورحمة الله.
|
فكر
نص خطاب الرئيس جمال عبدالناصر قبل وأثناء محاولة اغتياله على يد ( المجاهد الإخواني ) محمود عبداللطيف فى ميدان المنشية بالإسكندرية بمناسبة عيد الجلاء صباح الأربعاء 27 أكتوبر1954م تنفيذاً لتكليف من الجهاز الخاص لتنظيم الإخوان المسلمين
أخبار متعلقة