باريس / وكالات :هتف ما يزيد عن ألف طالب تشادي بشعارات مناوئة لفرنسا وقذفوا مركبات المواطنين الغربيين بالحجارة في العاصمة التشادية نجامينا مطالبين بمحاكمة المتهمين باختطاف الأطفال في قضية "آرش دو زوي"، في الوقت الذي رفض فيه القاضي طلب محامي الدفاع عن المتهمين إطلاق سراحهم بكفالة.واضطرت الشرطة إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع واستخدام الهُريّ لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا التجمهر أمام مبنى السفارة الفرنسية لإدانة ما وصفوه بتدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في شؤون تشاد الداخلية.وألقى المتظاهرون الحجارة على المركبات التي يقودها أشخاص بيض البشرة أو تحمل لوحة دبلوماسية كما قاموا بتهديد الصحفيين الأجانب.في هذه الأثناء صرح محامون عن المتهمين الستة –الذين أدينوا بمحاولة اختطاف 103 أطفال أفارقة تتراوح أعمارهم بين سنة وعشرة سنوات- بأن القاضي التشادي رفض طلب إطلاق سراحهم بكفالة، ويواجه المتهمون في حال إدانتهم أحكاما بالسجن مدة تتراوح بين خمسة أعوام وعشرين عاما.وكان الغضب قد اندلع في تشاد منذ زيارة ساركوزي لنجامينا بداية هذا الشهر حيث عاد إلى فرنسا مع ثلاثة صحفيين فرنسيين وأربع مضيفات إسبانيات من المتهمين في القضية، ثم عادت المحكمة وأطلقت سراح ثلاثة مضيفين أسبان وقائد الطائرة البلجيكي يوم الجمعة الماضي ليبقى قيد الاعتقال ستة فرنسيين فقط.من جهة أخرى أدانت الحكومة التشادية ما اعتبرته "تصرفات غير مسؤولة" للمتظاهرين، وحثتهم على إنهاء احتجاجهم على الفور، وطلبت من الجهات الأمنية العمل على ضمان سلامة الأجانب في تشاد.كما أصدرت السفارة الفرنسية تحذيرًا لمواطنيها في نجامينا تطالبهم فيه بتوخي الحذر والبقاء في وسط المدينة.ويصر قاضي المحكمة على أن تتم محاكمة المتهمين في تشاد ويرفض نقلها إلى أي دولة أخرى، وذلك في إشارة إلى الرئيس الفرنسي الذي يفضل محاكمة الفرنسيين في فرنسا.وقال وزير العدل التشادي ألبرت باهيمي باداكي إن بإمكان القضاء في تشاد تولي هذه القضية وإنه ما دام "لا يوجد خطر في أن تجرى المحاكمة في آي مكان آخر فإنها ستجرى في تشاد"، مضيفاً أن هذه المظاهرات تعكس ببساطة التأييد الشعبي لعقد هذه المحاكمة في تشاد.وكانت تشاد قد ألقت القبض على 17 أوروبيا يعملون في جمعية خيرية تحمل اسم "آرش دو زوي" قبل إقلاع طائرتهم التي كانت تقل على متنها 103 أطفال لنقلهم إلى أوروبا دون تصريح رسمي من حكومة تشاد. وتقول السلطات التشادية إن الأطفال في معظمهم تشاديون وإنهم ليسوا أيتاماً كما ادعى المتهمون.