(دان...دان...دان) إصدار جديد للشاعر الشعبي حسين عبد الله باحارثة
عرض/ محمد حسين بيحاني : عن مطابع (( جميل باناصر الحديثة)) بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية صدر ديوان جديد من الشعر الشعبي اليمني للشاعر حسين عبد الله باحارثة بعنوان( دان .دان. دان) ويقع الديوان في (130) صفحة من القطع المتوسط ويحوي (31) قصيدة من شعر الدان الحضرمي والشعر الشعبي الغنائي تتصدرها مقدمة كتبها الأستاذ الدكتور/ عبد المطلب جبر، أستاذ اللغة العربية في جامعة عدن وقد خرج الديوان بطبعة أنيقة ومتن من الورق الصقيل وغلاف أنيق. وفي مقدمة د.عبد المطلب جبر نقرأ :ليس هذا التقديم تعريفاً بالشاعر أو بشعره فدواوينه الستة التي أصدرها منذ عام 1988م تكفي للوقوف على تجربته وهو بديوانه هذا يمنحنا متسعاً لاستجلاء أبعاد تجربته الشعرية وتطورها وهو يرسخ بعنوان هذا الديوان دلالة الانتماء إلى (الدان) شعراً وغناء (دان.دان.دان) وقد أفرد لهذا الانتماء أربعة من عناوين دواوينه السابقة (دان.دان.دان) يؤكد بضاهرة الفصل الالحاح على الانتماء والاستمرار في مواصلة تراث جيل شعراء حضرموت العظام : كندي ومستور والعيدروس بلوعل وسليمان بن عون وحداد والمحضار ، مع خصوصية تعبيرية للشاعر باحارثة بما كان مردها يقتضيه التطور لأي فن ، لتجربة الشاعر وثراء محصوله اللغوي وتوظيف ذلك في الأداء الشعري . وهناك تيار سؤال المستوى اللغوي التعبيري لشعر العامية وخصوصية المستوى فيه مع ميراثنا الشعري اليمني .. وشعر حضرموت على وجه الخصوص . أن بعض الدراسات اللغوية تجدد ثلاثة مستويات للعامية : عامية المثقفين وعامية المتنورين وعامية الأميين . ويمكن دراسة شعر العامية في بلادنا . ضمن هذه المستويات ، وشعر با حارثة غير موغل في عاميته إلى درجة الاستغلاق لقاريء غير حضرمي ، لكنها عامية متنيرة تداخلت فيها مخزونات الذاكرة ومعطيات التجربة وكذلك مقتضيات الغناء تفصح عن ذلك قصائد الديوان. فظاهرتا التنويع النغمي والتصميم البنائي كانتا جزءا من الوعي الفني للشاعر وهو يصوغ قصائده. وتظل قضية (أداء) القصيدة العامية ذات أهمية قصوى لقاريء الديوان فالنص في الديوان تمثيل كتابي قد يتطابق تماماُ مع الطبيعة الإنشادية والشفوية لشعر العامية اذا أخضعنا الرسم الكتابي لقواعد الإملاء ، الإملاء ليس له قواعد إلا (الاداء )، يضاف إلى كل ذلك الهالة المواكبة لبعض المفردات لايتمثلها الا أولئك الذين شربوا هذا النمط الشعري .إقرا معي قول الشاعر.. الليلة الدنيا (نويره) تختلف عن كل ليلة فيها تلاقينا مع أحبابنا (ياخير ليلة)ياريت نحن نلتقي حتى في الأسبوع ليلةأو:أحبك ياحبيبي حب فاق الوصف والمقياسولو وزعت من عشقي (شوي) لقلوب كل الناسلصار واكلهم زي قيس في الدقة في الإحساسأو:يحب نفسه وعمره ما عشق أو حب و(لدري) إيش خلاني أحبهعديم الود ملوه الحبايب(ومولى الود عند الناس محبوب) أو من قصيدته (المكلا):منازل عشقها أرسخ من الأهرام وأعلىوقلبي ما يطيق (فراقها) حاشا وكلاأنا أن غبت عنها غاب جسمي ليس إلاولا غالي بالقول أن قصيدة الشاعر (عسانا توب) تدل مكابدة لغوية وفنية لإحكام الصنعة الشعرية بالإرتكاز على عموم (القافية الإشتعاقية المجنسة) وهو تقليد شعري راسخ عند شعراء العامية في حضرموت. هذه خواطر عابرة أثارتها قصائد الديوان مصحوبة بأكثر من تساؤل حول قضايا شعر العامية وجماليته التعبيرية والبلاغية.