في محاضرة بمنتدى السعيد للدكتور نزار غانم
تعز / متابعة/ عبدالله الضراسيشهدت أروقة منتدى السعيد بمؤسسة السعيد للثقافة والعلوم صبيحة الخميس الموافق الخامس عشر من شهر مايو الجاري وضمن فعاليات منتدى السعيد لكل يوم خميس ثقافي فعالية ثقافية وفنية بحثية للباحث الأستاذ دكتور نزار محمد غانم حول الرقصات اليمنية الافريكانية كمشهد بحثي ودلالي (غاص) الباحث بمعية أدواته البحثية والمنهجية للوقوف أمام فضاءات هذه العملية البحثية الفنية الموسيقية حيث (يحسب) له إمتشاق ظهر هذه المفردة المصطلحاتية (اليمنية الافريكانية) للخروج بآفاق بحثية على فحص هذه العملية البحثية، ولهذا راح يعدد دروب هذه العملية البحثية لرواد منتدى السعيد وفي مقدمتهم (مؤرخ) اللحظة السعيدية المبدع الأستاذ فيصل سعيد للثقافة والعلوم وكذا المهتمون بهذا الشأن البحثي الإبداعي.[c1]مستهل الفعالية [/c]وفي البدء وكعادة حديث الاستهلال الصباحي الثقافي لمنتدى السعيد الثقافي مع كل صباح لمثل هذا اليوم حيث لاتكتمل (طقوس) هذا اليوم الصباحي التعزي الثقافي الجميل إلا بحديث الأستاذ القدير فيصل سعيد فارع حيث قال بهذا الصدد:- «أسعدتم صباحاً ومع هذا الصباح التعزي الثقافي الجميل ومن مقام حضره منتدى السعيد الثقافي الممتد من روائح وعبق ودفء اللحظة المؤسس لمشروع ثقافي جمالي أكدت مثل هذه الصباحات الثقافية لمؤسسة السعيد للثقافة والعلوم إننا نتوخى الهامش الثقافي الإبداعي كتأكيد أن ثمة فضاءات ثقافية إنسانية خرجت ولا زالت تخرج من (جلباب) هذه المجموعة السعيدية لعكس مدى حضور هذا الهامش الثقافي الإبداعي والذي يسير متوازياً إلى جوانب رحلة الخير والعمل لمجموعة رجل الخير والإحسان الراحل الكبير الحاج هائل سعيد أنعم وما هذه الفعالية البحثية المتألقة لأحد أبناء شجرة الغانم العريقة حول بحثه وكتابه الموسوم بالرقصات اليمنية / الافريكانية إلا تأكيد أن منظومة العملية البحثية متكاملة لأن اليمن (ولادة) بمثل هذه العطاءات ومنتدى السعيد الثقافي كحاضن لمنظومة العملية الإبداعية وقف ولا زال أمام مروعة البحث لتقديم قراءات ممتدة ومشرعة على كل مسارات العملية الإبداعية الإنسانية يمنية وعربية ودولية وهو في الأخير جزء من رسالة منتدى السعيد الثقافي الإبداعي.[c1]إدارة الفعالية [/c]أفتتح وأدار الفعالية للدكتور نزار غانم حول بحثه الرقصات اليمنية الافريكانية الأديب الأستاذ محمد الفتيح والذي أدار الفعالية بكل تألق واقتدار وهو من جيل مشهدنا الإبداعي المخضرم...[c1]مداخلة الدكتور نزار غانم[/c]في البدء أحس بسعادة كبيرة أن أتواجد اليوم وفي مثل هذا اليوم الصباحي الثقافي التعزي السعيدي والذي أصبح يوماً مميزاً في مشهد هذه المدينة اليمنية الحالمة والذي أحتضن منظومة ثقافية إبداعية أعطت لهذا المنتدى الثقافي الريادة الثقافية اليمنية على صعيد مشهده الإبداعي وتؤكد مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم أنها بامتلاكها لهذا المنتدى المتميز إنما تعكس احتضان (وعائها) الثقافي لأبعاد وأهداف ثقافية لم تصل إلى (مداراتها) أية حضور ثقافي سواء رسمي أو أهلي...[c1]عبقرية مكان عدن المثاقفة [/c]وعودة لمستهل (مفاصل) حديثنا حول الرقصات اليمنية / الافريكانية كمصطلح دلالي نفتخر أنها تأتي لنا من سياق رحلة بحثية شكلت وتشكل إحدى (جذور) البحث عن هوية عبقرية عدن اليمنية على هوامش المثاقفة، لأنه عندما نريد البحث عن جذور وهوية هذه العملية الفنية البحثية لا يمكن الاقتراب من مداراتها دون (التوقف) لمعرفة بشائر العولمة وثورة المواصلات والاتصالات والتي أكدت مدى عبقرية مكاننا كحلقة متصلة مهمة في منظومة حركة المثاقفة والمتداخل الديمغرافي يوم (كنا) المحطة المهمة والأهم في طريق حركة التجارة العالمية البحرية وكنا نقطة إلتقاء الشرق بالغرب وهي مفردات حكاية من سفر المشهد التاريخي لمكانة اليمن من خارطة العلاقات التجارية الدولية البحرية، حيث وصل الأمر كذلك (بإستئناس) الجمل كوسيلة مواصلات على هامش سفر مشهد التجارة الدولية البرية (الرحلات الشتائية وكذا الصيفية) خاصة وأن (أجدادنا) كانوا قد فطنوا التحكم على طريق تجارب العرب البحرية خاصة فضاءات مشهد (العولمة الأول) حينما تداخلت الديمغرافية مع التجارة الواسعة المدى ومن (جبة) هذه الفضاءات التاريخية تشكل (منطوق) الرقصات والتشكيل الحركي كإحدى مخرجات هذه المرحلة..حيث (أنتصبت) هذه المعادلة الإنسانية الإبداعية من خلال (حقبة) مشهد الأواصر الأفريقية على هامش معالم وعلائم العالم القديم خاصة وأن ثمة (مرضية) تاريخية وبيئية أكدت أن المعالم الحضارية الإنسانية التاريخية (تخرج) من متون (الأنهار والسدود) وهي مهد العروبة لعالمنا القديم..ومثال بيئوي على ذلكم المنطوق هو (بحر قلزم) أو ما عرف فيما بعد وحتى الآن بالبحر الأحمر ..وكان كذلك من (مخرجات) هذه العملية التاريخية الإنسانية البيئوية أنها أعادت إنتاج مكونها الأثني والإنساني فلكلورية رقصة عرفت (بالليوه) والتي تواجدت في جزيرة (زنجبار في تنزانيا) حيث حدثنا (المنطوق التاريخي) أن أحد السلاطين (نفي) إلى جزيرة زنجبار في تنزانيا (بر الزنج) في إشارة حثية تاريخية إلى إفريقية الرقصة..بينما أديبنا الكبير الراحل القاص والروائي الأستاذ حسين سالم باصديق وفي إشارة بحثية عرف بها ضمن جهوده البحثية الأدبية، إلى مفردة رقصة (الليوه) ليست (أعجمية) وهي كلمة مركبة من شقين (الليلة واه) والشق الثاني (واه) بمعنى إيش أي (الليلة أيش) وهي (تخريجات) لا تقل أهمية ويقصد بها عملية (الانتشاء) في أوقات الأماسي..وحول طقوس رقصة الليواه فإن معالمها في زنجبار يتم بطريقة مختلطة (رجال + نساء) عكس مايحصل في رقصة (الليواه) بعدن، أي أن الوعي الجمعي لتداخل مثل هذه الرقصات اليمنية / الافريكانية تم (إعادة إنتاجها) وفق معالم اللحظة اليمنية تظاهرة يمانية ذكورية وهي عاكسة بذلك مناخات البيئة اليمنية هنا ومناخ البيئة الأفريقية هناك كمساحات قائمة على تداخل الرجال والنساء في حراك رقصة الليواه عاكسة بيئة تداخل الرجال والنساء في بيئة لا تحرم مثل هذا التداخل..ومع هذا فإنها أي رقصة الليواه امتدت إلى مواقع أخرى مثل عُمان وجنوب العراق كخط ساحلي احتضن منظومة فنون غجرية لكونها مدينة ساحلية تداخلت فيها آثار إنسانية كمنطقة تواصل بحري وعرفت مع طقوس هذه الرقصة (آلة النفخ والمزمار المزدوج)..كذلك (تقفز) إلى الذاكرة التراثية بهذا الصدد (الطمبرة) كمعادل تراثي ساحلي ومعه تتنوع اللهجات ومفاصلها التراثية بهذا الصدد حيث نجد في (تهامة) طقوس الزار كما هو حال العملية الرقصية بإيران وكما هو الحال بتقاليد مهرجان البلدة المكلاوي، كحالة فلكلورية ساحلية عرفتها هذه الموانئ القابلة للتأثير والتأثر كما هو الحال بالحديدة وعدن والمخأ..ويتواصل منطوق البيئة الساحلية يحدثنا حول (تلامح) وتفاعل مشاهد رقصية وهناك كمثال لما يحصل في مهرجان المكلا الصيفي التراثي (البلدة) يذكرنا بالمشهد الصيفي الفلكلوري الإفريقي برقصة (البامبيلا) وهي رقصة يؤديها الرجل الأفريقي وفوق جسمه (أشجار البالم) حيث تستمر وعلى إيقاع ونغم موسيقى (خماسي)..وثمة مشهد رقصاتي يمني / أفريقي عرف في حضرموت برقصة (زامل المماليك) وهي عروض رقصية تؤدى أثناء خروج (السلطان الكثيري) لصلاة الجمعة..وهي ملامح رقصية حضرمية / أفريقية وهي كلها تأتي متناغمة من مشهد الافرو يمنية أو مكانية أفريقيانية الرقصات الشعبية كمصطلح لي شرف (دخوله) سفر المشهد الإبداعي لم يتات إلا بعد رحلة بحثية مضنية.ويمكن القول أيضاً بهذا الصدد أن رقصة زامل المماليك بالدولة الكثيرية الحضرمية قبل أكثر من نصف قرن وآلات الطمبرة والسميسمية (الخماسية) ماهي إلا إحدى تخريجات علم موسيقى الشعوب وكذا مصطلح رقصات الأفريقيانية جاءت صلاحية بحثية مضنية لـ 73 مصدراً بحثياً وصل بي الأمر إلى أنني وجدت أن المصادر تجاوزت مساحة بحث الكتاب وهي (ظاهرة منهاجية) تحسب لي ويؤكدها علم مناهج البحث بأنه كل ما كثرت مصادر بحثك وتنوعت عربية وأجنبية كان ذلك دليل عمق ومصداقية العملية البحثية عن صاحب البحث.وفي الأخير يمكن الابحار أزاء هذه القضية الإبداعية الفلكلورية والحديث لساعات مطولة وهذا ماجعلني (أتجاوز) حديثي لأكثر من ساعتين ونصف بينما من المعروف أن زمن فعالية كل خميس لاتتجاوز ساعة واحده لاقول ختاماً بأن استراتيجية تواصلنا الإبداعية من الفن وبعده الجمالي ممتد من كل أطرافنا العربية (السودان + مورتانيا واليمن (المثاقفة) لتغدو علائم مثل الختان وأغاني العادات والتقاليد وأغاني الجدات التراثية علائم اطرافية تثاقفت أكثر وأكثر وجعلت موانئنا العربية ساحة للمثاقفة لهذا التداخل فيما بيننا وشائج موسيقية وفنية وغرس قيم لم تقدر عليها السياسة لأن علم جمال الموسيقى كان أبلغ أثراً من أفريقيا إلى الخليج وعدن وتهامة..[c1]خاتمة الفتيح[/c]أستاذنا الأديب الكبير المخضرم وصاحب الابتسامة الجميلة مثلما أفتتح وادار الفعالية باقتدار اختتمها قائلاً: «يمكن القول إن فعالية دكتور نزار غانم أطول فعالية ثقافية شهدها منتدى السعيد الثقافي لاكثر من ساعتين ونصف» بينما ماهو مقرر لمثل فعالية الخميس الثقافي ساعة واحدة فقط لأنه قدم لنا (إبحار ثقافي) ممتع لم يتمكن مع عشرات الدبلماسيين من عمله في فتح قنوات ثقافية يمنية أفريقية كما هو حاصل مع أبحار دكتورنا نزار غانم وحسورة الافريقانية الممتعة والمبدعة وتطوافة الببلوجرافي في هذه الفعالية».