عدن / نعمة عيسى :عقد صباح أمس في قاعة المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث لقاء موسع ضم عدداً من منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والإعلامية تم فيه الوقوف أمام تشهده المعالم الأثرية من عبث ومساس يضر بها، حيث تم التركيز على آخر نماذج هذا العبث والذي يتمثل بما تقوم به إدارة التربية والتعليم في محافظة عدن من مساس بأحد المعالم التاريخية لمدينة (كريتر) المتمثل بـ مبنى مدرسة البادري.حيث طالب المشاركون في هذا اللقاء جهات الاختصاص المسؤولة في محافظة عدن وفي مقدمتهم الأخ الدكتور / عدنان الجفري محافظ محافظة عدن والأمين العام للمجلس المحلي الأخ / عبدالكريم شائف بوقف هذا العبث والمساس بالمعالم التاريخية.وقد وجه المشاركون في هذا اللقاء نداء لكل منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية وفيما يلي نص النداء:تعيش عدن أزمة عامة في التعامل مع معالمها التاريخية والطبيعية، إذ تتعرض هذه المدينة للكثير من أساليب الهدم والتغيير لمعالمها، الأمر الذي يفقدها ملامحها الجميلة وشواهدها التاريخية الدالة على قدم هذه المدينة وحضريتها.ولا يغيب عن الأذهان أننا منذ عام 2005م ونحن في الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار نتنادى من أجل إعلان عدن محمية تاريخية، وذلك انطلاقاً من أسس تاريخية لا يجهلها الجميع بأن عدن هي من أقدم المدن العربية على وجه التاريخ. كما أن الشواهد الماثلة على وجه هذه المدينة دليل آخر على ذلك. ولا نبتعد كثيراً إذا ما أعدنا إلى الأذهان ما تكتنزه هذه المدينة من معالم طبيعية وبيئية هي في الأصل هبة الله لهذه المدينة التي توصف بأنها مدينة البحر والجبل.ومما يضيف إلى عراقة هذه المدينة ما أضافته إليها أساليب التمدن والتحديث التي اجتاحت المدينة في عقود القرن العشرين. ما جعلها ترتقي إلى مصاف القمة بين مدن شبه الجزيرة العربية في الإدارة والتعليم والتخطيط الحضري ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن الشواهد التاريخية والطبيعية والحضرية ما زالت ماثلة بين ظهرانينا بحيث يجب القول إن لهذه المدينة علينا حق المحافظة عليها وصون معالمها واستثمارها وإعادة توظيفها بما يخدم حركة التنمية والاستثمار وعلى مدى السنين ترتفع الأصوات مستنكرة أساليب الهدم والتغيير لمعالم المدينة وشواهدها بل وأمتد الأمر إلى درجة إحاطة هذه المعالم بأنواع من السلوك العشوائي المتمثل في البناء غير المدروس على جبال المدينة وفي أزقتها بل وبجوار هذه المعالم الأمر الذي يعتبر انتهاكاً لجمالياتها وتعطيلاً لدورها وعرقلة لوظيفتها الاستثمارية.وهذا الأمر لا يقتصر على مدينة عدن القديمة التي تتداعى الأوساط الرسمية وشبه الرسمية لإعلانها محمية تاريخية، بل إنه امتد إلى باقي مدن هذه المحافظة، حيث تحتضن أرضها عدداً كبيراً من معالمها التاريخية والطبيعية والحضرية.ووجه المجتمعون نداء مطالبين بسرعة التدخل لاتخاذ الإجراءات بشأن وضع الضمانات اللازمة من أجل صون التراث الثقافي والطبيعي والحضري لعدن، وذلك من خلال حماية الحق التاريخي وذلك في المحافظة على معالمها واستثمارها والتعريف بالمعالم التاريخية والطبيعية والمباني والمنازل ذات النمط المتميز وتحديد محارم مناسبة لهذه المعالم سعياً لمنع العشوائية من حولها وتفصيل القوانين المتعلقة بتراخيص البناء والهدم والتغيير للمواقع التاريخية والمباني الشخصية ذات القيمة التراثية. وإصدار الضوابط واللوائح والنظم ذات العلاقة وإبلاغ مكاتب التربية والأراضي والمساحة والتخطيط الحضري الاستثماري والأوقاف والمياه والمالية وكل الجهات ذات العلاقة بالمعالم بعدم التصرف بمواقعها لأغراض التوسع والتأهيل. كما دعوا المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث والتاريخ والآثار وفي مقدمتها منظمة (اليونسكو) للتفاعل مع النداء وإعطاء الاهتمام المناسب للدعوة إلى إعلان عدن محمية تاريخية كضمان أكيد لحماية معالم عدن ومورد صحيح في العملية التنموية والإنسانية والاستثمارية.وناشدوا خلال النداء الأدباء والكتاب والصحفيين والإعلاميين والمحامين والأكاديميين وعموم المثقفين اليمنيين إلى التفاعل والوقوف أمام هذا المساس بالتاريخ والآثار والتراث الإنساني والمعالم الطبيعية.
دعوة إلى حماية المعالم التاريخية والتراثية والمواقع الطبيعية لمدينة عدن
أخبار متعلقة