صفحة خاصة بالذكرى السادسة لرحيل الشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار
حسين المحضارصانع النوحالحضرمي لأن حسين ابوبكر المحضار هو صانع الفرح الحضرمي فإن ذكرى رحيله السادسة تتحول كالعادة كل عام الى مهرجان للفرح والغناء والشعر والمساجلات الادبية .. تسهر الشحر والمكلا حتى الصباح كل عام في مهرجان ذكرى رحيل عملاق حضرموت ونبض قلوب وأفراح الحضارم .يقول صديقي الاعلامي البارز ( فضل النقيب) كلاماً جميلاً عن حسين المحضار .. يتحول ابن النقيب الى عاشق محضاري وهو يتحدث عن هذا العملاق : المحضار ..دوحة عصافير ومجمع أنسام ومصنع للاشعار الرقيقة والحكمة الدارجة واللعب مع عواطف الحبيب .. والتلاعب بها !! .. إنه أشبه بالقط حين يستعرض مهارات يديه وعينيه وجسمه اللدن وذاكرته المطبوعة على الصيد !!وعندما يقرأ فضل النقيب الدهشة على ملامحك من وصفه للمحضار .. يضيف: ولكن المحضار قط من نوع جميل .. يحبك القصص من الذاكرة الشعبية ويلمع العامية لتخطف ببريقها أبصار الفصحى .. وقبل هذا وذاك يكتب الرجل وهو يغني .. ! أو يغني وهو يكتب !! الايقاع أولاً ، والايقاع أخيراً !!وبين هذين العمودين ينسج الشعر من اللحمة والسدى .. ويحبكه ليصبح ( معوزاً جميلاً) .. صناعة حضرمية طالما اشتهر بها الوادي الذي يصيغ خناجر الفضة وقلائد الذهب وأجسام السفن الماخرة للعباب !!إذن .. فهذا يعني يافضل إن داخل الحبكة تجد العواطف مكانها .. فتتسع للسمراء والخضراء والبيضاء والمتمنعة والمتسامحة والبدوية والحضرية للسهر تحت القمر وصيد الغزلان ومقارعة الوعول .. هذا يعني أن تقاليد ولغة السمر في وادي حضرموت ألتقت أنهارها في سد المحضار !!يضيف النقيب : لذلك تجد المحضار دائماً يحمحم ، شأن المياه المسجونة !!.. ولكنه يجد قنوات التفريغ الذاهبة الى النماء والخضرة والحياة ،وما أكثر العصافير في ذلك الوادي المليء بالحياة والفقير بمقوماتها !!.. ومابين الامتلاء والفقر قصص مذهلة من النجاح والكفاح الذي امتد في أعماق آسيا الى الهند واندونيسيا وفي شرق أفريقيا وفي امتدادات جزيرة العرب .المحضار .. شجرة مثمرة لم يأت شعر المحضار من الثقافة الدينية ولامن الوجاهة الرسمية وإن كان وثيق الصلة بكليهما ، ولكنه منذ نبض الناس الحقيقيين .. فهو يتعامل مع الحلم وليس مع المثال .. إنه يتنفس الحواري والهزائم التي تهز البشر العاديين ، والاحلام التي تحفز استمرارهم في الحياة واستخدامهم لقواهم الحيوية ..المحضار .. شجرة مثمرة تأكل منها الطيور ، ويستظل بها المارة .. تشحب حين الجفاف ، وتمتلئ بعصائر الحياة في موسم الامطار .. ويمكن لمسها باليد والتأرجح بين فروعها المثقلة .. إنها شيء حقيقي كما هي الحياة !!المحرر