باريس / متابعات :صدر مؤخرا عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المؤسسة العربية الأوروبية للنشر (باريس)، ودار الأهالي للنشر والتوزيع (دمشق) كتاب"الهجرة.. إشكاليات وتحديات".يشرّح الكتاب الهجرة إلى أوروبا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً وحتى نفسياً.. ويتناول نتائج الهجرة إلى فرنسا "نموذجاً" التي عاد ملفها للواجهة الفرنسية من جديد، خاصة منذ وصول نيكولا ساركوزي لسدة قصر الإليزيه، وصارت أولى أولويات حكومته الحالية وبرنامجه الانتخابي والرئاسي .والكاتبة فيوليت داغر المختصة في علم النفس، والناشطة في حقوق الإنسان تحدثت في الكتاب - وفق وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" - عن ظاهرة الهجرة مدعمة بالتواريخ والأرقام، وأعطت رأيها في مسألة المد والجزر الذي تعرفه الهجرة من خلال تعداد المهاجرين، وخاصة خلال العقدين الأخيرين للألفية الثانية.تعطي الكاتبة داغر رؤية للتحولات الاجتماعية في أوربا بعد نهاية الحرب الباردة، لتعود إلى حركة الهجرات في السنوات العشر التي تلت الحرب العالمية الثانية، وتصل إلى مسألة إدماج المهاجرين التي باتت اليوم الشغل الشاغل لغالبية دول أوربا، ثم واصلت الحديث عن اللاجئين وقضية اللجوء التي أصبحت شائكة فعلاً وممارسة، وهي تراها عويصة للحل في ظل توسعها، وتعرضت لحقوق المهاجرين والانتهاك الصارخ لحقوقهم واستغلالهم وسوء المعاملة التي يتعرضون لها، لتسوق الهاجس الآخر الذي يؤرق الجميع والمتمثل في (الهجرة السرية)، حيث تحدثت عن قوارب الموت التي تعصف بالشباب، وفصلت في أسبابها وقدمت إحصائيات عنها من خلال تقارير دولية مختلفة، وهنا أجابت عن سؤال طرحته كعنوان فرعي بارز: لماذا يفرون من بلدانهم؟ والذي أرجعته من خلال إجابته للأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة والأمنية المتردية، والانتهاكات الخطيرة والكبيرة لحقوق الإنسان، كما تناولت موضوع مكافحة الهجرة السرية والتي تسلحت لها المجموعة الأوربية بعتاد قانوني وتنظيمي ضخم وصار يكلفها إمكانيات مادية هائلة.وتحت عنوان: "فرنسا بلد هجرات" افتتحت الكاتبة هذا الفصل بتعريفات تعرضت فيها لحركة الهجرة لفرنسا وما رافقتها من ظواهر وما طبعها من سمات، لتعود بلمحة تاريخية إلى ماضي فرنسا الغابر وكيفية تشكل هذا البلد، الذي كان سكانه الأوائل مهاجرين قدموا من القارة الإفريقية، فبعد الثورة الصناعية تحدثت عن النصف الأول للقرن العشرين، حيث سجلت الكاتبة فيه تراجعا في حركة توافد الهجرات بفعل الأزمة الاقتصادية، بعد الحربين العالميتين عاد قسم من الأجانب لبلدانهم، وكانت الحاجة ماسة لليد العاملة الأجنبية على عكس ماهي عليه الآن، لتعرض إلي قرار إغلاق الحدود الذي اتخذته فرنسا عام 1974 بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالغرب، لتزيد في تشريحها للقضية في إعطاء رؤية للقوانين الناظمة والتشريعات التي جاءت بها فرنسا لتنظيم الهجرة ومعظمها اتخذت منذ السبعينات، لتعطي أرقاما وسمات عن النمو الديمجرافي في فرنسا والمهاجرين.من النقاط المثيرة بالكتاب ما ذكرته الكاتبة عن توجهات ساركوزي الذي ظل يريد بناء إسلام لفرنسا وليس الاعتراف بالإسلام في فرنسا، وتناولت هاجس "الإسلاموفوبيا" الذي آثار الكثير من الجدل في أوساط المثقفين الفرنسيين وعامة الناس.كما تحدثت - وفقا لنفس المصدر - عن أبناء المهاجرين، وهجرة الأهل وتأثيراتها على تشكل شخصية الأبناء، ثم المرجعيات والعوامل التي تعمل على إدماجهم في النسيج الاجتماعي الغربي عموماً، إلى جانب رؤية عن مراحل الأبناء بدأ بالطفولة ومنعطفاتها، لتصل إلى المراهقة وتفسيراتها وما تقتضيه هذه المرحلة الحاسمة والشديدة الحساسية في حياة الإنسان في جانبها التربوي والاجتماعي والأخلاقي.
أخبار متعلقة