اليوم الثاني عشر من ربيع أول يحتفل أكثر من مليار مسلم بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم .. وهي مناسبة عظيمة يحتفل بها المسلمون، لأن الله سبحانه وتعالى أرسل رسالته الى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغها الى الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، فمن اراد الإسلام له ديناً فالله مجيب، ومن أراد غير ذلك فالله غني عن العالمين.والحديث عن ذكرى المولد النبوي الشريف، يتوجب ـ باعتقادي ـ ان ينعرج الى الواقع الذي نعيشه ـ نحن المسلمين ـ اليوم.. واقع يعرفه الجميع ويسكت عنه الجميع.. ويكفي الصور اليومية التي نشاهدها عبر الفضائيات من فلسطين والعراق وافغانستان وغيرها من الدول الإسلامية والعربية، صور ذبح وقتل المسلمين من قبل مسلمين مثلهم، سواء كانوا سنة أو شيعة، او خلافه من مذاهب خرج السواد منها اليوم ليطغى على بياضها الذي قرأنا عنه في كتب التاريخ الإسلامي القديم.هذا الواقع المؤلم.. وأقسم انه من صناعتنا نحن العرب المسلمين.. اننا نصلي لله وهذا واجب مقدس علينا، ولكن يمارس البعض منا بعد ذلك أبشع صور الكفر والمحرمات.. نقتل بعضنا البعض، ننتهك اعراض بعضنا البعض، نكذب على بعضنا البعض، نسرق بعضنا البعض، وكأن والعياذ بالله، ديننا الإسلامي الحنيف قد علمنا ذلك!!والحال، فإننا لو قرأنا جيداً سيرة النبي الطاهر، عليه أفضل الصلاة والسلام، وما حمله من رسالة الله الى البشرية .. وقبل ذلك قرأنا جيداً القرآن الكريم، وأدركنا المعاني والدروس التي يعلمنا الله في حياتنا ومعاملاتنا بيننا البين، ومع الآخرين .. لادركنا دون عناء اننا أمة أسأنا الى ديننا، والى معانيه المنفتحة، وليس المغلقة والمتطرفة، التي ينتج عنها الإرهاب.لنتأمل اليوم ـ ونحن في ذكرى المولد النبوي الشريف ـ ماذا نعمل ـ نحن المسلمين ـ بأنفسنا، صدقوني.. وليغفر لي الله ان كنت اخطئ في ذلك، اننا نفعل ما يبعدنا عن الله، وليس الى مايقربنا اليه.بالأمس وانا اتصفح عدداً من الصحف والمجلات المصرية، التي لا تفارق مكتبة غرفة نومي المتواضعة اطلعت على أخبار لحوادث يشيب منها الطفل الرضيع: ابن يقتل أمه لانه يريد منها فلوساً لممارسة فعل الحرام، ابن يضرب أباه، أب يبيع بعض أولاده اما لحاجته للمال أو لخسرانه في القمار!! وخبر آخر قرأته للأسف الشديد قبل يومين محاولة أب مخمور اغتصاب ابنته!!.. يا هول ما تجرى من افعال نحن المسلمين أبطالها.. نسأل: هل علمنا ديننا الحنيف ورسولنا الطاهر كل ذلك؟!.. هل ما يجري من فعل الغش وغياب الضمائر في التعامل مع قوت الناس، وصحتهم وتعليمهم وتربيتهم هو ما تعلمناه من ديننا الإسلامي الذي يتباهى الغرب غير المسلمين به؟! هل كانت سيرة نبينا العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام تسير على هذا النحو؟!.. لا والله رسولنا كان قدوة في الاخلاق، والسيرة الحميدة والتعامل مع الآخرين، حتى مع أعدائه، واقصد أعداء الإسلام.لذلك علينا العودة الى ديننا الحنيف، ونقاوة معانيه.. فالاسلام لا يحرم ما يحرمه اليوم المتطرفون الدجالون.. الإسلام لا يدعو الى ممارسة هذا الاضطهاد الذي يمارسه جماعة الدجل والكذب ضد المرأة، وحرمانها من حقها في الحياة!! الحب ليس حراماً فرسولنا (محمد) دعا اليه.. وسماع الموسيقى ليس حراماً .. ومشاهدة الأفلام ليس حراماً.. والتعليم المختلط ليس حراماً.. هكذا يعلمنا ديننا، وتعلمناه من سيرة الرسول الطاهر صلى الله عليه وسلم .. فما يحدث اليوم فرض أهواء الدجالين، الذين لا دخل لهم بالإسلام .. ولا بالرسول .. أعمالهم شيطانية، وشواهد أفعالهم تؤكد ذلك، وأشعر بالتقزز حين أعيد الذهن الى تذكرها، أو مشاهدتها.. حتى لا أشعر انني أعيش في (زريبة) حيوانات .. وليست حديقة يسكنها ناس مؤمنون بصدق .. بالله وبالرسول واليوم الآخر..والله من وراء القصد.
أخبار متعلقة