فيما البنتاجون يؤكد أن العراق سيشهد لحظة حاسمة
البصرة/ وكالات: قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس أمس الجمعة إن العراق يشهد "لحظة حاسمة" وقال القائد العسكري الامريكي في العراق انه لن تتخذ قرارات بشأن خفض أعداد القوات الامريكية قبل "أواخر الصيف".وفي مؤتمر صحفي مشترك مع جيتس في البصرة قال الجنرال جورج كيسي ان المهمة الرئيسية لقوات اضافية قوامها 20 الف جندي سيرسلها الرئيس الامريكي جورج بوش في الاشهر المقبلة هي مساعدة القوات العراقية على تأمين بغداد.ويحضر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لشن حملة أمنية كبيرة في العاصمة يعتبرها الكثيرون محاولة أخيرة لاحتواء العنف الطائفي الذي يدفع العراق إلى شفا حرب أهلية.وقال جيتس "أيا كان الرأي في كيفية الوصول الى هذه النقطة هنا في العراق عند هذه اللحظة الحاسمة هناك اتفاق واسع النطاق على أن الفشل سيكون بمثابة كارثة للمصالح القومية للولايات المتحدة ولدول أخرى كذلك."وأضاف "بالنظر للمخاطر الفشل ليس خيارا مطروحا."وقال كيسي ان بغداد لن تتمتع بالامان بين ليلة وضحاها. وعبر عن أمله في تحقيق تقدم تدريجي خلال ما بين 60 و90 يوما لكنه قال ان الناس في بغداد قد لا يشعرون بالامان قبل أواخر الصيف وعندئذ قد ينظر القادة في ما اذا كان يمكن للولايات المتحدة البدء في تخفيض عدد القوات.وأضاف "اعتقد ان التوقعات هي أواخر الصيف... سنبدأ في التفكير في الامر قبل ذلك لكن النتائج التي ستدفعنا لاتخاذ مثل هذه القرارات لن تظهر قبل اواخر الصيف."ووصل جيتس البصرة في زيارة لم يعلن عنها من قبل في اطار جولة شملت افغانستان والسعودية. وهذه هي ثاني زيارة يقوم بها للعراق في شهر.وعين جيتس وزيرا للدفاع بعد استقالة دونالد رامسفيلد من المنصب في نوفمبر وسط تصاعد جدل عام بشأن الصراع في العراق.وتعرضت خطط بوش لارسال المزيد من القوات لانتقادات عنيفة من جانب الكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون وأظهرت استطلاعات رأي تنامي الضغوط لسحب القوات الامريكية.واجتمع جيتس وكيسي كذلك مع قادة القوات البريطانية التي تتولى الأمن في جنوب البلاد. على صعيد اخر قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان اكثر من 70% من ضحايا العنف في العراق خلال عام 2006 كانوا من الشيعة.واقر طالباني مع ذلك في حديث الى صحيفة الحياة الصادرة في لندن ان ميليشيات طائفية اخترقت اجهزة الامن العراقية ولكنه اكد ان الحكومة العراقية عازمة على ان "تضرب اي قوة تتجاوز القانون سواء كانت شيعية ام سنية".واضاف طالباني انه ليست هناك "حرب ضد السنة" كما يقول "بعض المتطرفين السنة الذين يعيشون في الخارج من امثال الشيخ الضاري" في اشارة الى رئيس هيئة علماء المسلمين (واسعة النفوذ في الاوساط السنية) حارث الضاري.وتابع "الحقيقة ان الذين يقتلون في العراق هم من السنة والشيعة ولدي ارقام".واستطرد مؤكدا انه منذ "1/1/2006 الى 20/11/2006 بلغ عدد القتلى 20101 قتيلا من بينهم 15522 من الشيعة اي 77% بينما بلغ عدد الشهداء السنة 2138 اي 11% وعدد مجهولي الهوية من كرد ومسيحيين ومسلمين حوالي 2441 اي 12%".واصدرت بعثة الامم المتحدة في العراق الثلاثاء تقريرا افاد بمقتل 34452 شخصا في اعمال عنف عام 2006 "طبقا للمعلومات التي حصلت عليها البعثة من وزارتي الداخلية والصحة".واحتجت الحكومة العراقية على هذه الارقام. وقال المتحدث باسمها علي الدباغ "الحكومة تعبر عن اسفها لعدم التزام التقرير بالمعايير الدولية والحيادية المفروض ان تلتزم بها هذه المنظمة".ولكن الدباغ لم يذكر تقديرا لعدد ضحايا العنف مؤكدا انه "ليس لدينا حصيلة بسبب عدم قدرتنا على جمعها نتيجة الظروف الامنية".وفي اكتوبر الماضي قال المجلة الطبية البريطانية المتخصصة لانست ان عدد القتلى منذ الغزو الاميركي في مارس 2003 حتى يوليو 2006 بلغ 650 الفا من بينهم 600 الف قتلوا في اعمال عنف اي ما يقرب من 7% من السكان الذكور البالغين في العراق الذي يبلغ اجمالي عدد سكانه 27 مليون نسمة.واكدت الاداراة الاميركية والحكومة العراقية ان هذه الدراسة "لا تتمتع بالمصداقية".واعتبر الرئيس العراقي ان اعدام صدام حسين خلق "جوا آخر" في العراق يفتح الطريق لتطورات ايجابية من بينها "تصفية موضوع اجتثات البعث".وقال "بعد اعدام صدام اعتقد بوجود جو اخر لدى الطرفين" موضحا ان "الوهم الذي كان لدى الطرف البعثي انهم سيعودون الى الحكم انتهى اذ كان هناك وهم بان صدام قد يتعاون مع الاميركيين وبالتالي سيعيدونه مرة اخرى الى الحكم او ان دولا عربية ستضغط (في هذا الاتجاه) وهذا الوهم انتهى".وتابع "من جانب اخر الذين عانوا من جرائم صدام حسين شعروا بانهم اخذوا جزءا من حقهم فليس لهم الحق الان في المغالاة في هذا الاتجاه لذلك اعتقد بوجود مجال لتصفية موضوع اجتثات البعث".وكان الحاكم المدني الاميركي السابق للعراق بول بريمر اصدر بعد شهرين من سقوط نظام صدام ما يعرف بقانون اجتثاث البعث الذي ادى الى تطهير مؤسسات الدولة من اكثر من 30 الفا من اعضاء حزب البعث كما تم حل جيش صدام الذي كان يضم اكثر من 800 الف عسكري.واوضح الرئيس العراقي انه علم باعدام صدام حسين "من الاذاعة" وانه يعارض "استمرار الاعدامات في العراق" كونه "لا يوافق على احكام الاعدام" من حيث المبدا.في غضون ذلك اعلن الجيش الاميركي ان مفرزة من قوات عراقية خاصة اعتقلت فجر الجمعة قياديا في جيش المهدي مقربا من "ابو درع" لكن مصادر امنية عراقية واخرى في التيار الصدري اكدت اعتقال عبد الهادي الدراجي مسؤول الاعلام في التيار والمقرب من الصدر.واضاف بيان ان الشخص المعتقل "مسؤول اللجنة الشرعية في مجموعة مسلحة متورطة في عمليات خطف منظمة وتعذيب وقتل عراقيين ابرياء" مشيرا الى اعتقاله في منطقة البلديات (شرق بغداد).واكد البيان الاميركي ان "المشتبه به متورط في اغتيال عدد من المسؤولين العراقيين الامنيين والحكوميين كما انه قريب من ابو درع وغيره من قادة فرق الموت".وابو درع متهم بالتورط في اعمال قتل مذهبية الطابع.وختم البيان مؤكدا اعتقال "شخصين للاستجواب".وكثيرا ما يصدر الجيش الاميركي بيانات حول حملات دهم واعتقال تشنها قوة عراقية خاصة في مدينة الصدر او قربها.وقد دافعت الحكومة العراقية أمس عن اعتقال المسؤول الإعلامي في التيار الصدري الشيخ عبد الهادي الدراجي واعتبرت أنه غير موجه إلى الصدريين كتيار سياسي.وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ إن ثمة شبهات أمنية حول الدراجي استلزمت اعتقاله، مضيفا أن سراحه سيطلق إذا لم يثبت التحقيق معه أي تهمة. وأكد أن الاعتقال غير موجه إلى الصدريين كتيار سياسي.وفي تصريحات ذات صلة بحملة المالكي تعهد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بعدم مقاومة خطة رئيس الوزراء نوري المالكي الأمنية التي تتضمن نزع سلاح المليشيات الشيعية والمسلحين السنة في مسعى لوقف العنف الدموي والاقتتال المذهبي المتواصل.وأكد الصدر -في مقابلة مع صحيفة ريبوبلكا الإيطالية- الأنباء التي أعلنها المالكي عن اعتقال أربعمائة من أعضاء جيش المهدي الموالي للتيار الصدري، مضيفا أن الحملة تستهدفه أيضا وهو ما دفعه إلى نقل أسرته إلى مكان وصفه بالآمن.وقال مقتدى إن القرآن الكريم "ينهانا على القتل خلال شهر محرم"، مضيفا "فليقتلونا فتلك أفضل ميتة للمؤمنين الصادقين والجنة ستكون بانتظارهم". وتعهد بأن يقوم التيار الصدري بالرد بعد شهر محرم.واعتبر أن الحملة على تياره تستهدف الإسلام "وما نحن إلا عتبة" وتعهد بعدم التخلي عن المقاومة.وذهب الزعيم الشيعي إلى القول إن أنصاره في العراق كثر "ويمثلون الأكثرية التي لاتريد أن يتحول العراق إلى دولة علمانية وعبد للقوى الغربية".وقال إنه لهذا السبب نقل أسرته إلى مكان آمن وإنه هو نفسه في حالة تنقل دائم حيث لا يعلم إلا عدد قليل من أعوانه مكان وجوده.