صنعاء / سبأ/ عصام البحيريعكست مشاعر الألم وأجواء الحزن التي خيمت على اليمن قيادة وحكومة وشعبا برحيل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة عمق المشاعر الأخوية الحميمة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين اليمني والكويتي منذ الأزل ومدى مشاعر التقدير والاحترام التي يكنها الشعب اليمني وقيادته لهذا الزعيم العربي الكبير الذي تعدت إنجازاته الرائدة وطنه الأم لتمتد إلى محيطة الأقليمي والدولي .وإذا كانت الجمهورية اليمنية قد أستقبلت هذا النبأ الفاجعة مثلما استقبلته دولة الكويت الشقيقة ذاتها و سارعت بإصدار بيان نعي للفقيد الكبير الذي أعتبرت رحيلة خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية وأثنت على إنجازاته الكبيرة في وطنه الأم وأدواره القومية المشرفة إضافة إلى أعلانها الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وما أعقب ذلك من قيام كبار المسئولين في الدولة والحكومة بإرسال برقيات التعازي والمواساة إلى نظرائهم في الكويت بهذا المصاب الجلل .. إلا أن زيارة فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم للكويت على رأس وفد رفيع المستوى لتقديم واجب العزاء باسم الجمهورية اليمنية قيادة وحكومة وشعباً إلى دولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً في وفاة سمو الشيخ جابر قد حملت في طياتها أبعاد بالغة الدلالة على مدى مشاعر الحزن العميقة التي تعتصر قلوب اليمنيين وحرص فخامة الأخ الرئيس على أن يكون بجانب الأشقاء في مثل هذه الأوقات العصيبة لمواساتهم والتخفيف من مصابهم الكبير إنطلافا من واجب الأخوة والروابط التاريخية العميقة التي جمعت اليمن والكويت منذ الاف السنين فضلا عن العلاقات الشخصية المتينة التي ربطت قيادتي البلدين وفي المقدمة فخامة الأخ الرئيس والأمير الراحل طيب الله ثراه .إن الإنسان اليمني مازال يحتفظ ويخلد في ذاكرته العديد من المواقف القومية المشرفة التي سجلتها دولة الكويت وقيادتها ممثلة بسمو الأمير الراحل طيب الله ثراه وفي طليعة ذلك وقوفها إلى جانب اليمن وشعبه في السراء والضراء خلال العقود الأربعة المنصرمة بدءا من مطلع الستينات أي بعد نجاح الثورة اليمنية المباركة في الـ26 من سبتمبر الخالدة 1962 حيث كانت الكويت ليس من أوائل الدول العربية التي سارعت في تأييدها والاعتراف بنظامها الجمهوري فحسب بل من أوائل الدول التي باشرت وأستمرت في تقديم كافة الدعم السياسي والمادي بسخاء لهذه الجمهورية الفتية حتى قوت وشب عودها كما مثلت زيارة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح امير دولة الكويت الراحل إلى صنعاء وعدن عام 1981 م والتي تعتبر أول زيارة لأمير كويتي إلى اليمن نقطة تحول هامة في تاريخ علاقات البلدين .. وأعطت دفعة قوية لفتح آفاقا رحبة من التعاون والشراكة بين شعبيهما .. كما أنعكس ذلك في تنامي الدعم الكويتي لجهود التنمية في اليمن بشطرية من خلال القروض الميسرة، والمساعدات المجانية، سواء المقدمة من الحكومة الكويتية مباشرة أو عبر الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي وعبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والتي كان لها أثر كبير في انشاء الكثير من المشاريع الإنمائية والخدمية وتعزيز مسيرة التنمية في اليمن .والمتتبع لتاريخ العلاقات اليمنية الكويتية سيجد العديد من المحطات المضيئة والبارزة تتصدرها الجهود الحثيثة والمساعي النبيلة التي قام بها سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح للتقريب بين وجهات نظر قيادتي شطري اليمن سابقا سعيا نحو إعادة تحقيق وحدة اليمن ابتداء من مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية المنعقد في القاهرة في 1 سبتمبر 1972م، الذي اتخذ قرارا بتشكيل لجنة عربية للمصالحة بين شطري اليمن، حيث كانت دولة الكويت من ضمن الدول الفاعلة في اللجنة التي ترأسها الامين العام المساعد للجامعة العربية محمد اليافي، من خلال قيام وفد كويتي برئاسة وزير الخارجية في سبتمبر 1972م بزيارة الى كل من صنعاء وعدن، هدفت الى إزالة سوء الفهم وتسوية ألازمة الناشبة حينها بين الشطرين وإيجاد الحلول المناسبة لإزالة حالة التوتر على الحدود مرورا بإستضافة الكويت ورعاية أميرها الراحل الكبير خلال الفترة 28-30 مارس 1979م مؤتمر القمة بين الرئيسين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح اسماعيل ، بهدف المضي قدما في مشروع إعادة الوحدة اليمنية، حيث تمخض عن تلك القمة أول اتفاقية وحدوية وقع عليها رئيسا البلدين في ارض دولة الكويت والتي أعتبرت من اللبنات القوية التي عززت الخطوات الوحدوية وصولا إلى تحقيق هذا المنجز اليمني والعربي العظيم بإعلان قيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو1990م .وظلت علاقات البلدين تعيش في عصرها الذهبي حتى بداية التسعينات من القرن المنصرم جراء حالة الإنقسام والتشتت التي شهدتها المنطقة العربية بفعل الأثار السلبية للإحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت في 2 من اغسطس 1990م، الذي مثل فاجعة أليمة للأمة العربية والإسلامية على السواء، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على العلاقات العربية العربية ووتسبب في انقسام الدول العربية الى فريقين، رغم أتفاقها جميعا على رفض وإدانة الإحتلال العراقي لدولة الكويت الشقيقة ومطالبة القوات العراقية الغازية بسرعة الإنسحاب .بيد أن تلك الأثار التي مثلت سحابة صيف خيمت على علاقات البلدين لم تدم طويلا وسرعان ما أنقشعت غمتها ليبدأ عهد جديد من التعاون الأخوي البناء والمثمر بين البلدين والشعبين الشقيقين يستند إلى أسس قوية ومتينة من الروابط التاريخية التي تجمع شعبي اليمن والكويت على مر العصور وحقب التاريخ الإنساني.. يؤكد ذلك الحاضر المزدهر لهذه العلاقات والمستقبل المشرق الذي تنتظر, في ظل ما تحظى به من رعاية وإهتمام من قيادتي البلدين والحرص المشترك تنمية وتوسيع التعاون الأخوي بما يحقق كافة التطلعات المنشودة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين سواء في الإطار الثنائي أو على مستوى المنظمات والهيئات الخليجية والأطر والتجمعات العربية والإقليمية والدولية .
اليمن والكويت .. علاقات أزلية متينة وآفاق رحبة للشراكة
أخبار متعلقة