نائب الرئيس الأمريكي يعلن ان واشنطن ستكمل المهمة في العراق
واشنطن/14 أكتوبر/ جيف ماسون وتبسم زكريا: قالت المترشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون إن حرب العراق ربما تكلف الأمريكيين تريليون دولار وتزيد العبء على الاقتصاد الأمريكي الراكد وذلك في معرض تبرير حجتها لسحب فوري للقوات الأمريكية من حرب «لا يمكننا الفوز بها.» ويوافق هذا الأسبوع الذكرى السنوية الخامسة للغزو الأمريكي للعراق لكن المخاوف الاقتصادية تنافس الحرب على الاستحواذ بالاهتمام كأكبر قضية تواجه الناخبين في الولايات المتحدة عندما يختارون رئيسهم المقبل في نوفمبر تشرين الثاني. ووجهت سيدة أمريكا الأولى السابقة التي تحاول إقناع الأمريكيين بأن لديها اتجاهاً جاداً ورزيناً في السياسة الخارجية الانتقادت إلي منافسيها السناتور الديمقراطي باراك اوباما والسناتور الجمهوري جون مكين. وأشارت كلينتون العضوة بمجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك إلى انه في الوقت الذي كان فيه اوباما يصر على انه سيسحب القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا من توليه السلطة فإن مستشارته السابقة للسياسة الخارجية سامانتا باور قالت انه ربما لا يهفي بتعهده. وقالت كلينتون «في الأوقات المتقلبة لا يمكننا تحمل قيادة متقلبة.» واستقالت باور بعدما نقلت عنها صحيفة بريطانية وصفها كلينتون بأنها «وحش». ورد اوباما الذي عادة ما يوبخ كلينتون لتصويتها لصالح مشروع قرار في مجلس الشيوخ في 2002 أعطى تفويضا بالحرب قائلا «أنها حرب حمقاء وذلك هو سبب معارضتي لها في 2002 والسبب في أنني سأنهيها في 2009.» وبدأ اوباما الذي يتفوق على كلينتون في عدد المندوبين ومع اقتراب موعد سباق بنسلفانيا المهم في 22 أبريل أسبوعا ثانيا على التوالي من الدفاع. ومن المقرر ان يلقي اوباما خطابا عن العراق في فلادلفيا في محاولة لإنهاء الأسئلة بشأن واعظه في شيكاجو جيريمي رايت وهو أمريكي من أصل إفريقي تتخلل خطبه أحيانا عبارات مناهضة للولايات المتحدة. وأثار مكين الذي انتزع ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة انتقادا حادا من كلينتون حتى أثناء تفقده مناطق في العراق في إطار جولة في الشرق الأوسط وأوروبا هذا الأسبوع يأمل في ان تذكر الأمريكيين بأوراق اعتماده فيما يتعلق بالأمن القومي. واتهمته كلينتون بالانضمام إلى جورج بوش في الضغط من اجل سياسة «ابق في المسار» التي من شأنها ان تبقي القوات الأمريكية في العراق لمائة عام. وقالت «يريد كلاهما إبقاء الولايات المتحدة على صلة بحرب أهلية في دولة أخرى ..حرب لا يمكننا الفوز فيها... تلك بإيجاز سياسة بوش/مكين للعراق... لا تتعلم من أخطائك بل كررها.»، وأضافت كلينتون ان السياسة الأمريكية بشأن العراق عند متفرق طرق وإن الحرب أضعفت القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية وألحقت الضرر بالأمن القومي الأمريكي وأزهقت أرواح نحو أربعة آلاف أمريكي وخلفت آلاف الجرحى. وقالت كلينتون «أمننا الاقتصادي في خطر. وبالأخذ في الاعتبار التكاليف على المدى الطويل لإبدال المعدات وتوفير الرعاية الطبية للقوات والمزايا لأسر الناجين فان الحرب في العراق يمكن ان تتكلف ما يزيد على تريليون دولار.» وأضافت إنها إذا انتخبت فستجتمع بالمستشارين العسكريين وتطلب منهم وضع خطة لسحب القوات الأمريكية خلال 60 يوما من توليها السلطة في يناير المقبل. إلى ذلك قال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أمس الثلاثاء ان الولايات المتحدة تعتزم استكمال المهمة في العراق ولن تسمح بأن يصبح هذا البلد نقطة انطلاق لشن مزيد من الهجمات الإرهابية على الأمريكيين. وقال تشيني أمام نحو 3000 جندي أمريكي في قاعدة بلد الجوية التي تبعد 70 كيلومترا شمالي بغداد «جميع الأمريكيين يمكنهم ان يثقوا في إننا نعتزم استكمال المهمة حتى لا يتعين على جيل آخر من الأمريكيين ان يعود إلى هنا ليقوم بها من جديد.» والحرب في العراق التي تدخل عامها السادس هذا الأسبوع لا تتمتع بشعبية في الولايات المتحدة وأسهمت في تدهور شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش. والعراق قضية مهمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية. ويخوض المرشحان اللذان يتنافسان على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية وهما هيلاري كلينتون وباراك اوباما حملتيهما على أساس إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن بينما يؤيد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين الإبقاء على عدد كبير من القوات في العراق إلى ان يصبح هذا البلد أكثر استقرارا. ووصف تشيني الذي يزور العراق لتقييم النجاحات التي حققها إرسال قوات أمريكية إضافية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 بأنه «مسعى ناجح» ووعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدعم الولايات المتحدة الراسخ. وقال تشيني وهو من مهندسي الغزو في عام 2003 للجنود في بلد «ليس لدينا نية للتخلي عن أصدقائنا أو السماح لهذا البلد الذي تبلغ مساحته 170 ألف كيلومتر مربع ان يصبح نقطة انطلاق لشن مزيد من الهجمات ضد الأمريكيين.» وسافر تشيني جوا في وقت لاحق إلى اربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي لإجراء محادثات مع الزعيم الكردي مسعود البرزاني الذي يعرقل نوابه الأكراد في البرلمان تمرير قانون بشأن اقتسام موارد العراق النفطية الهائلة. وترى واشنطن ان قانون النفط أساسي لتعزيز المصالحة الوطنية لكن القانون تعثر وسط جدل بشأن ما إذا كانت الحكومة المركزية أو السلطات الإقليمية يجب ان تسيطر على إنتاج أو التنقيب عن حقول النفط. وقال تشيني «نحن بالتأكيد نعول على قيادة الرئيس البرزاني لمساعدتنا في التوصل إلى علاقة إستراتيجية جديدة بين الولايات المتحدة والعراق وتمرير بنود أساسية في التشريع الوطني في الأشهر القادمة.» ويقوم تشيني بجولة في الشرق الأوسط بسبب القلق المتزايد من ارتفاع أسعار النفط والسعي الى تحقيق تقدم في عملية صنع السلام الإسرائيلية الفلسطينية والحصول على دعم بشأن العراق. ومن المقرر ان يطير إلى سلطنة عمان في وقت لاحق. وقالت ميجان ميتشيل وهي متحدثة باسم تشيني للصحفيين الذين يرافقونه ان القوات الأمريكية في القاعدة شنت هجوما وقائيا ضد المناطق التي يعتقد ان «العدو موجود بها». وقال تشيني الذي تناول الإفطار مع الجنود الأمريكيين للصحفيين انه لم يبلغه أحد عن سبب الضوضاء. وقال «لم يأت أحد مسرعا ليوقظني.» وتقع القاعدة الجوية في بلد في وسط محافظة صلاح الدين وهي من أربع محافظات شمالية شنت فيها القوات الأمريكية والعراقية سلسلة هجمات استهدفت مقاتلي تنظيم القاعدة السني في العراق.