المالكي يدعو التوافق إلى الاحتكام للقانون وإلغاء مقاطعتهم للحكومة
بغداد/ 14 أكتوبر/رويترز:قال الجيش الأمريكي أمس السبت إن قواته قتلت يوم الجمعة رجلا مصريا يعتقد أنه عضو كبير بتنظيم القاعدة في العراق .وذكر الجيش في بيان أن المعلومات أشارت إلى أن أبو عبد الرحمن المصري كان يعمل بشكل مباشر لحساب أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في العراق.وتلقى على عاتق تنظيم القاعدة السني المسؤولية عن كثير من الأعمال الدموية التي وضعت البلاد على شفا حرب أهلية.وقال الجيش الأمريكي إن أبو عبد الرحمن قتل بين بغداد ومدينة الفلوجة السنية غربي العاصمة، وأضاف أن الرجل كان "مسؤولا عن المشاركة في محاكم إرهابية وفي إصدار فتاوى" وأنه قاتل القوات الأمريكية في معركتين كبيرتين بالفلوجة عام 2004م.وكثيرا ما يعلن مسؤولون عراقيون وأمريكيون اعتقال أو قتل شخصيات بارزة من القاعدة لكن الجماعة لا تزال تتمتع بالقوة في المناطق السنية.ويقول مسؤولون عسكريون إن المتشددين الأجانب ومعظمهم من دول عربية هم العقول المدبرة لأنشطة القاعدة في العراق وهم المسؤولون عن العديد من الهجمات الأكثر دموية.وأعلن الجيش عن مقتل اثنين من الأجانب يشتبه في انتمائهما للقاعدة الأسبوع الماضي وقال إنهما كانا يحاولان تعزيز وجود الجماعة في شمال البلاد.ويشارك عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين والعراقيين في حملة ضد القاعدة في بغداد وحولها تشمل أهدافها الحد من تفجيرات السيارات الملغومة التي تتسبب في مقتل آلاف العراقيين. من جهة أخرى قتلت القوات الأمريكية ما يقدر بنحو 26 متشددا واعتقلت 17 آخرين خلال معارك ضارية في حي مدينة الصدر صباح أمس السبت في واحد من أعنف الاشتباكات في الحي الشيعي الفقير منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003م.وقال سكان الحي الواقع بشرق بغداد وهو من معاقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وميليشا جيش المهدي الموالية له إن المعارك استمرت ست ساعات وشملت إطلاق صواريخ من طائرات هليكوبتر.وأفاد الجيش الأمريكي في بيان أن القوات الأمريكية نفذت عمليتين منفصلتين في حي الصدر استهدفتا متشددين يشتبه في أنهم مرتبطون "بشبكات إرهاب إيرانية" وأنهم مسؤولون عن إدخال أسلحة إيرانية إلى العراق.
وجاء في بيان الجيش الأمريكي "قتلت قوات التحالف ما يقدر بنحو 26 إرهابيا واعتقلت 17 شخصا يشتبه في أنهم إرهابيون ينتمون لخلية سرية خلال العمليتين."وذكر شاهد في مستشفى بمدينة الصدر أن تسعة مدنيين أصيبوا. وقال آخرون إن عدة سيارات أحرقت وأصروا على أن جميع من قتلوا في الاشتباكات مدنيون.وشن الجيش الأمريكي عملية كبيرة حول العاصمة لتفكيك شبكات المتشددين وطرد أفراد الجماعات السنية المسلحة والقاعدة.ويدعم هذه العمليات نحو 28 ألف جندي أمريكي إضافي أمر الرئيس جورج بوش بإرسالهم للمشاركة في الحملة الأمنية الجديدة.إلى ذلك قال الجيش الأمريكي أمس السبت إنه عثر على ما يتراوح بين 35 و40 جثة في مقبرة جماعية جنوبي الفلوجة في محافظة الانبار التي يغلب عليها السنة في العراق، وقال مصدر في مستشفى بالفلوجة إنه تم استخراج 35 جثة ويجري حاليا أخذ بصمات أصابع أيديهم لتحديد هويتهم، وأضاف الجيش أن عمليات القتل وقعت حديثا نسبيا وأن الجثث مقيدة وبها أثار طلقات رصاص.وقال ان المقبرة الجماعية اكتشفت في وقت متأخر يوم الجمعة على بعد حوالي 35 كيلومترا جنوبي مدينة الفلوجة اثر معلومات قدمها ساكن محلي.وأوضح الجيش أنه تم تطويق المكان لإجراء فحوص أكثر دقة.في سياق أخر قال مصدر في الجيش العراقي إن انتحاريا يرتدي زي شرطي قتل ستة أشخاص على الأقل امس السبت حينما فجر نفسه خارج مركز للالتحاق بالشرطة شمال شرقي بغداد، وأضاف أن 30 شخصا أصيبوا حينما فجر منفذ الهجوم العبوة التي كانت معه بجوار طابور من الأشخاص الذين كانوا بصدد الدخول لمركز الالتحاق بالشرطة. سياسياً قال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة العراقية أمس السبت ان نوري المالكي طالب قادة وأعضاء جبهة التوافق إلى الاحتكام للقانون والقضاء في حل مشكلة وزير الثقافة ودعا المالكي الجبهة إلى إنهاء مقاطعتها لجلسات الحكومة.وقال بيان رئيس الحكومة ان القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية تتحمل "مسؤولية تاريخية في التصدي للمخاطر التي تواجه العراق وشعبه."وأضاف "أن التعاون والتكاتف والتسامي على بعض القضايا التفصيلية أو الجزئية هو الخيار الوحيد الذي يمكننا من تحقيق الانتصار النهائي على تنظيم القاعدة الإرهابي والصداميين والميليشيات وجميع الخارجين عن القانون."وقال المالكي "نؤكد للأخوة قادة جبهة التوافق أن الحوار وحده كفيل بحل أية مشكلة حدثت أو ستحدث في المستقبل وأن الاحتكام الى القانون هو السبيل الأمثل لتجاوز كل ما يعترض تجربتنا الفتية التي تتطلب منّا جميعاً أن نضع المصالح العليا للبلاد فوق كل الاعتبارات."وكانت جبهة التوافق العراقية البرلمانية (سنية) أعلنت يوم الجمعة تعليق مشاركتها في الحكومة التي يرأسها المالكي احتجاجا ضد الممارسات التي اتخذت السلطات ضد وزير الثقافة واحد أعضاء الجبهة اسعد الهاشمي.وكانت قوات أمن عراقية قد داهمت منزل الهاشمي قبل عدة أيام بهدف القبض عليه قالت السلطات العراقية ان العملية نفذت على خلفية اتهامات بمقتل نجلي أحد أعضاء البرلمان وهو مثال الالوسي في العام 2005م.وقال بيان المالكي ان قضية الهاشمي "ليست مشكلة سياسية... إنما هي قضية قضائية بحتة وهي تقع في دائرة الحق الشخصي للنائب مثال الالوسي ... الذي فقد اثنين من أبنائه في عملية إرهابية نتفق على إدانتها وضرورة التحقيق فيها."