شخصيات خالدة
الحسن بن يسار أبو سعيد البصري . ولد قبل سنتين من وفاة عمر بن الخطاب في وادي القرن في الحجاز ، وتربى في بيت أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.حفظ القرآن ولم يبلغ سن الرابعة عشرة ، وجالس كبار الصحابة ، وكان ولعاً بأمير المؤمنين علي (رضي اللع عنه). فقد عشق فيه صلابته في الدين واحسانه في العبادة وزهده في الدنيا ، وقوته في الفصاحة والبيان. كما جالس الصحابة الأوائل وتعلم منهم ونقل عنهم.في سنة 37 للهجرة ، انتقل إلى البصرة واستمع للفقهاء فيها من الصحابة والعلماء.نشأ في الحجاز بمكان يسمى وادي القرن ، وحضر الجمعة مع عثمان بن عفان - زضى الله عنه ـ وسمعه يخطب، وشهد يوم استشهاده (يوم تسلل عليه القتلة الدار)، وكان عمره أربعة عشرة سنة.وفي سنة 37 ه ، انتق إلى البصرة ، فكانت مرحلة التلقي والتعليم ، حيث استمع إلى الصحابة الذين استقروا في البصرة لمدة ست سنواتفي سنة43هـ ، عمل كاتباً في غزوة لأمير خراسان الربيع بن زياد ، لمدة عشر سنوات.رجع من الغزو واستقر في البصرة حيث أصبح أشهر علماء عصره ومفتي البصرة حتى وفاته.رحل للجهاد ضمن جيوش الثفور في اراضي خراسان وغيرها وعاد بعد عشر سنين متفرغا للعلم والتحصيل حتى اصبح اشهر علماءعصره وتولى الافتاء في البصرة حتى وفاته في رجب من العام 110للهجرة. وكان جامعا وعالما فقهيا وفصحيا وقد برع في الوعظ والتفسير براعة معترف بها عند واساط العلماء وقد عاش الحسن دنياه غير ابه بها غير مكترث لها لايشغله زخرفها والايغويه مالها فكان نعم العبد الصالح حليف الخوف والحزن اليف الهم والشجن عديم النوم والوسن فقيها زاهدا مشمرا عابدا وفي هذا يقول: ان المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا وينقلب باليقين في الحزن ويكفيه مايكفي العنيزة الكف من التمر والشربة من الماء عاش الحسن رحمه الله الشطر الأكبر من حياته في دولة بني أمية، وكان موقفه متحفظاً على الأحداث السياسية، وخاصة ما جرّ إلى الفتنة وسفك الدماء، حيث لم يخرج مع أي ثورة مسلحة ولو كانت باسم الإسلام، وكان يرى أن الخروج يؤدي إلى الفوضى والاضطراب، وفوضى ساعة يرتكب فيها من المظالم ما لا يرتكب في استبداد سنين، ويؤدي الخروج إلى طمع الأعداء في المسلمين، ولأن الناس يخرجون من يد ظالم إلى ظالم، وإن شق على دراية إصلاح الحاكم فما زال لإصلاح المحكومين مُيسراً. أما إن كان الحاكم ورعاً مطبقاً لأحكام الله مثل عُمر بن عبد العزيز، فإن الحسن ينصح له، ويقبل القضاء في عهده ليعينه على أداء مهمته.كتب الحسن إلى عُمر بن عبد العزيز ينصحه فقال: «فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد أئتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فنبذ المال وشرد العيال، فأفقر أهله وبدد ماله».ولقد عنف الحسن البصري طلبة العلم الشرعي الذين يجعلون علمهم وسيلة للاستجداء فقال لهم: «والله لو زهدتم فيما عندهم، لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم، فزهدوا فيكم».توفي الحسن رحمه الله عشية يوم الخميس في أول رجب سنة عشر ومائة وعاش ثمان وثمانين سنة، وكانت جنازته مشهودة، صلى عليه المسلمون عقب صلاة الجمعة بالبصرة.