ناخبة ومنتخبة، تلعب المرأة اليمنية اليوم دوراً مهماً في مختلف المحافل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية فالمرأة اليوم وزيرة وسفيرة ووكيلة وزارة ومديرة عامة وقاضية (84 قاضية) ومحامية ومحاضرة وأستاذة جامعية.اليوم ونحن نحتفل بذكرى عيد المرأة العالمي نستغرب ممن ينظرون للمرأة كإنسان درجة ثانية .. ونذكرهم بحقيقة أن المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تلد وتربي النصف الآخر فهي الأم وهي الأخت وهي الزوجة فهي - شاء من شاء وأبى من أبى - نصف الحياة والتي لا تكتمل حكمة الخلق إلا بوجودها.يبقى مسار الانتصار لحقوق المرأة في العالم على وجه العموم وفي المجتمعات النامية على وجه الخصوص مساراً شائكاً لا أقول لطبيعة المجتمعات المحافظة ولكن لوجود غلاة من المتدينين والتراثيين الذين يعتبرون آراءهم قرآناً منزلاً وينكرون دور العقل فيقدحون ويشتمون كل من يخالف لهم رأياً بل ويتجاوزون ذلك فيعطون لأنفسهم صفة الربوبية فنراهم في خطبهم وفتاواهم يصنفون ويوزعون صكوك الإيمان ودعاوى الكفر.وتبقى حقيقة وخصوصية حالة المرأة في المجتمعات النامية في أنه وكما يدعي الكل امتلاك الحقيقة يدعي الكل إنصاف المرأة ويدعي الكل أيضاً مناصرة حقوقها وبين الكل والكل المضاد تضيع المرأة وتضيع حقوقها.وها نحن اليوم وفي ساحتنا اليمنية نشهد صراعاً محتدماً في جولة جديدة من جولات الصراع الأزلي بين دعاة التنوير والمدنية ودعاة الرجعية والتقليدية العمياء تخوضها اليوم قيادات نسائية إلى جانب نخبة من رجالات الصحافة والسياسة والثقافة والإعلام حول قضية تزويج الصغيرات التي لابد فيها أن ينتصر دعاة التنوير.فالقانون والدستور لا يعطي أن الشخصية القانونية ولا البطاقة الشخصية ولا الانتخابية ولا حتى رخصة القيادة للمرأة إلا في سن الثامنة عشرة، وهذه جميعاً أمور وإن كانت مهمة إلا أنها فرعية فكيف بهذا العرف القانوني أن ينتهك في أمر مصيري مثل الزواج.
كلام في عيدها
أخبار متعلقة