حفريات جديدة خطيرة تستهدف المسجد الأقصى المبارك
فلسطين المحتلة / وكالات :أكد نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأخير لن يجري حوارا جديدا مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل خلال الزيارة التي سيقوم بها عباس إلى العاصمة السورية قريبا.لكن عمرو لم ينف في ذات الوقت إمكانية عقد لقاء بين الرجلين، وأضاف “إذا جاء مشعل للسلام وتم النقاش سيكون فقط استقبالا وحديثا حول خلاصات الحوارات الدائرة الآن والتي جرت”، وقال إن عباس ينتظر ما ستؤول إليه مباحثات الحوار الوطني.وجدد المسؤول الفلسطيني على أن قرار الذهاب إلى الانتخابات المبكرة هو قرار سياسي لا رجعة عنه، مشيرا إلى أن الترتيبات بهذا الشأن ستقوم بها لجنة الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي المتعلق بها، والمتوقع أن يصدر حال فشلت مباحثات الحوار الوطني في التوصل لصيغة تقضي بتشكيل حكومة وحدة تضمن رفع الحصار.وحسب عمرو فإن عباس سيزور دمشق أولا قبل أن يتوجه إلى بيروت لإجراء مباحثات مع المسؤولين في البلدين تتناول الأوضاع بالأراضي الفلسطينية.وبدوره رحب الرئيس اللبناني إميل لحود بزيارة عباس للبنان، وعبر عن أمله بأن تعزز التحرك لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يرتكز على ضمان حق العودة للفلسطينيين إلى أراضيهم وعدم توطينهم بالدول التي تستضيفهم وفي مقدمتها لبنان.وفي إطار السعي لوضع حد لحالة الفلتان الأمني الداخلي عين محمود عباس، بموجب مرسوم رئاسي، العميد ماجد فرج مديرا عاما للاستخبارات العسكرية بالضفة الغربية والعميد ذياب الحمدوني (أبو الفتح) قائدا لقوات الأمن الوطني بالضفة الغربية.وقال فرج إن المرسوم صدر الثلاثاء, وإن ترتيبات استلام مهامه الجديدة ستجري اليوم. وقد شغل الرجل في السابق منصب مدير جهاز الأمن الوقائي بالخليل وبيت لحم والقدس وأريحا. أما أبو الفتح فكان قائدا للأمن الوطني في جنين شمال الضفة.وقد أحيل قائد الأمن الوطني السابق نضال العسولي إلى التقاعد. وكانت مصادر بديوان الرئاسة أعلنت قبل عدة أيام أن عباس بصدد اتخاذ سلسلة خطوات وإجراءات داخلية لوقف حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح المتفشية بالشارع الفلسطيني، ولإصلاح المؤسسة الأمنية الفلسطينية.وتتزامن هذه التطورات مع الجدل المستعر بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس بشأن أنفاق تحت الأرض شمال القطاع قالت فتح إن حماس حفرتها لاغتيال شخصيات فلسطينية، بينما تقول الأخيرة إن الهدف منها هو صد الاجتياحات الإسرائيلية المتوقعة.في سياق اخر ومنذ احتلال مدينة القدس وتوحيدها من قبل السلطات الإسرائيلية عام 1967 تنشط مصلحة الآثار والحفريات الإسرائيلية في كل شبر من أراضي ومؤسسات ومنازل وشوارع القدس القديمة، محاولة بكل السبل بالترغيب أحيانا وبالترهيب أحيانا أخرى الكشف عن الكنوز الأثرية في مدينة القدس. وقد أدى نهم وجشع هذه المؤسسة إلى تفجير أزمات عديدة أدت إلى إراقة الدماء، كما في المسجد المرواني وكما في حوادث كثيرة تتصل بباب المغاربة وغيرها من الآثار الإسلامية القديمة. وقد قضى في حادثة النفق المشهورة أكثر من 40 شهيدا فلسطينيا، وتسبب الحادث في إحداث شرخ كبير في العلاقات العربية الإسرائيلية وألقى بظلال الكراهية والحقد بين سكان المدينة من يهود ومسلمين. هذا الشهر أيضا اكتشفت أغرب حادثة سطو على الآثار التاريخية في مدينة القدس وبتخطيط مسبق يهدف إلى الوصول إلى أساسات الحرم القدسي الشريف.القصة أن مصلحة الآثار استطاعت عن طريق السماسرة شراء دكان صغير لا تزيد مساحته عن مترين عرضا ومترين طولا من مواطن يدعى أبو عبد الخطيب من سكان منطقة رأس العمود ودفعت له مبلغ 60 ألف دولار، يقع في شارع الواد مقابل مطعم البراق بالقرب من حائط المبكى. وعلى الفور بدأت آلة النبش والتنقيب الإسرائيلية فعالياتها المشبوهة، حيث يدور العمل ويتم الحفر بصورة سرية بعد أن يغلق باب الدكان، ومن ثم يقوم قسم الحفريات بعمله في سرعة وبشكل متواصل بحيث بدأت الحفريات من شارع الواد وامتدت باتجاه باب السلسلة وصولا إلى أبواب الحرم القدسي الشريف. والغريب أن هذا العدوان الصريح يتم في وضح النهار ودون أن يعلم أي شخص من سكان المنطقة، كما أنه يبنى فوقه “بيت كنسيت” أي بيت للصلاة اليهودية. ويشير مراقبون إلى أن هذه ليست حادثة فردية، ويؤكدون أن هناك العديد من الحفريات التي تتم بهذا الأسلوب مستغلة تدهور الأوضاع الاقتصادية والحصار المضروب على السكان والمقدسيين ما يعرضهم للابتزاز والسرقة. وفي ضوء ذلك، عقب رئيس جمعية الأقصى في فلسطين الشيخ كامل الريان بالقول إن هذا الاكتشاف ما هو إلا حلقة من سلسلة الانتهاكات المتواصلة التي تقوم بها دولة إسرائيل وبعض عصاباتها، وتكمن خطورة هذه الأعمال في أنها تمس بصورة مباشرة بالمسجد الأقصى وحرمته وتعرضه للخطر. وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة لما يترتب عن هذه النشاطات من انعكاسات وأفعال عدوانية خطيرة.وحث الشيخ الريان قيادات العالم العربي والإسلامي على مواجهة هذه النشاطات الإسرائيلية، ودعاهم إلى التصدي لها بكل حزم وإصرار ودون أي تردد، كما طالب القيادات السياسية والدينية في الوسط العربي بأن تضع هذا الموضوع على سلم أولوياتها، لأن المسجد الأقصى له شأن عظيم في قلوبنا وعقيدتنا. من ناحية أخرى وصف الشيخ خالد مهنا من الحركة الإسلامية نشاطات الحفريات بالمؤامرة بكل ما في الكلمة من معان وظلال، معتبرا ذلك مؤامرة جديدة قديمة مبرمجة سياسيا ودينيا ضد المسجد الأقصى خاصة والقدس الشريف عامة. وقال مهنا إنه من المؤسف إلى حد الألم والحزن العميق أن يشارك في هذه المؤامرة بعض أبناء جلدتنا من المنتفعين. ودعا المواطنين العرب إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد ولا يتركوا الأقصى ينزف أكثر مما نزف. وأكد أن الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ إبراهيم صرصور لا تغفل لحظة واحدة عن كل عدوان مبيت للأقصى، وهي تجعل من نفسها درعا لحماية الأقصى وتفتديه بكل ما تملك.وأعلن الشيخ مهنا عن وجود فعاليات وتحركات ونشاطات على مدار الساعة، حيث تتم دراسة كل الخطوات بعمق وبروح مبادرة وذلك للكشف عن أي عدوان على المسجد الأقصى.