أهل التبت ينظمون احتجاجا بالهند ويطالبون بالتحقيق مع بكين
في الهند منع التظاهر المؤيد للتبت
بكين/14 أكتوبر/ كريس باكلي وليندزاي بيك: اتهمت الصين أمس الثلاثاء الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت بتنظيم أحداث الشغب التي أودت بحياة عشرات في الإقليم الواقع في الهيمالايا بغرض تخريب الدورة الاولمبية التي تجري في البلاد في أغسطس. ونفى الدالاي لاما الذي يعيش في المنفى في الهند التهمة وتعهد بالتنحي عن منصبه إذا خرج العنف في التبت عن نطاق السيطرة. وقالت حكومة التبت في المنفى من مقر الدالاي لاما عند سفح الهيمالايا في الهند أنها تعتقد ان عدد القتلى بلغ الآن 99 شخصا خلال الاشتباكات التي جرت بين السلطات الصينية والتبتيين على مدار الأسبوع من بينهم 19 قتيلا سقطوا أمس الثلاثاء فقط. ودافع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو أمس الثلاثاء عن حملة بلاده في لاسا عاصمة الإقليم ومنطقتين مجاورتين امتدت إليهما الاضطرابات في مطلع الأسبوع. وقال وين في مؤتمر صحفي «هناك أدلة كثيرة تثبت ان هذا الحادث نظمته ودبرته وحرضت عليه بطانة الدلاي.، «هذا كله يكشف أن المزاعم المستمرة لبطانة الدلاي بأنهم لا يسعون إلى الاستقلال بل الحوار السلمي ليست سوى أكاذيب.» ونفى الدالاي لاما الذي فر إلى المنفى في الهند عام 1959 الاتهامات الصينية بأنه حرض على الشغب في التبت. وتفجرت احتجاجات مؤيدة للاستقلال يقودها رهبان بوذيون هي الأكبر منذ عقدين في لاسا عاصمة التبت يوم الجمعة الماضي وانتشرت إلى منطقتين صينيتين مجاورتين يسكنها تبتيون. وتحولت بعض الاحتجاجات إلى أعمال عنف ألقت بظلال سلبية على الصين التي تسعى جاهدة لتحسين صورتها مع استعدادها لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية في أغسطس القادم. وطالب الدالاي لاما بالتحقيق في الحملة الصينية على المحتجين في التبت وما إذا كانت تصل إلى حد «إبادة ثقافة» التبت.، وذهب متحدث باسم الخارجية الصينية في وقت لاحق إلى المطالبة بمحاكمة الزعيم الروحي للتبت. وحين طلب من كين جانج المتحدث باسم الخارجية الصينية التعليق على تصريح الدالاي لاما قال «في الحقيقة ما يجب ان ينشغل به المجتمع الدولي ويسأل عنه هو ما هو بالتحديد الدور الذي لعبه (الدالاي لاما) في هذا الحادث الخطير للعنف الإجرامي والذي شمل القتال والتحطيم والسلب والنهب.، «الذي يجب ان يحاكم ويخضع للتحقيق هو الدالاي لاما نفسه.» وقال الدالاي لاما الحاصل على جائزة نوبل للسلام في مؤتمر صحفي في دهارامسالا في شمال الهند «إذا خرجت الأمور عن نطاق السيطرة سيكون الخيار الوحيد المتاح أمامي هو الاستقالة الكاملة.» وصرح تنزين تاكلها المتحدث باسم الدالاي لاما بأن أعمال الشغب بدأت بحادثة أو اثنتين وأضاف «بسبب التكنولوجيا وتناقل الكلام انتشر الخبر سريعا. كان هذا عفويا بدرجة كبيرة.» ويقول الدالاي لاما دوما انه لا يريد استقلال التبت عن الصين بل حكما ذاتيا في إطار الصين التي أرسلت قوات إلى الإقليم عام 1950 . وتقول السلطات الصينية ان قوات الأمن تحلت بضبط النفس ردا على عمليات السلب والنهب التي جرت في لاسا واستخدمت أسلحة غير فتاكة وان 13 «مدنيا بريئا» فقط ماتوا. وقال رئيس الوزراء الصيني ان المحتجين «كانوا يودون التحريض على تخريب الألعاب الاولمبية لتحقيق أغراضهم غير المعلنة.» ودعت دول غربية بكين إلى ضبط النفس لكن البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية صرح الاثنين بأنه لم تصدر دعوات من الحكومات لمقاطعة دورة بكين الاولمبية هذا العام. وقال روج في ترينيداد «لم تصدر على الإطلاق دعوات للمقاطعة.. ولم تطالب حكومات بذلك ونشجع بقوة موقف الاتحاد الأوروبي وجميع الحكومات الكبرى التي قالت فيما يشبه الإجماع ان المقاطعة ليست حلا.»، لكن هانز جيرت بوتيرينج رئيس البرلمان الأوروبي حث السياسيين على التفكير في مقاطعة الدورة الاولمبية في بكين احتجاجا على حملتها على المتظاهرين في التبت. وقال للإذاعة الألمانية أمس الثلاثاء ان السياسيين الذين يعتزمون حضور حفل افتتاح الدورة في أغسطس عليهم ان يعيدوا التفكير في ذلك.، وأضاف «من السابق لأوانه معرفة كيف ستتطور الأمور لكن على المرء ان يبقي كل الخيارات مفتوحة.» وهاجم بوتيرينج الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي تتزعمه انجيلا ميركل المستشارة الألمانية رد فعل الصين على الاحتجاجات التي قادها الرهبان في التبت. وقال «لا نستطيع ان نوافق على ما يحدث في التبت. وعلى الصينيين ان يدركوا ذلك.» وفي تايوان التي تعتبرها بكين إقليما منشقا قال أمس المرشح الرئاسي ما ينج جيو وهو من الحزب الوطني المعارض الذي يفضل دوما علاقات أفضل مع الصين انه قد يفكر في مقاطعة الدورة الاولمبية في بكين إذا فاز في انتخابات الرئاسة التي تجري السبت القادم. وقال للصحفيين «إذا واصل الشيوعيون الصينيون قمع شعب التبت واستمر الموقف في التبت في التدهور وإذا انتخبت رئيسا لن استبعد عدم إرسال فريق إلى دورة بكين الاولمبية لعام 2008 .» وقد تجمع أكثر من 2000 من أهل التبت الذين جاءوا من أنحاء شمال شرق الهند امس الثلاثاء في أكبر اجتماع حاشد في المنطقة منذ سنوات وطالبوا الأمم المتحدة بالتحقيق في تقارير عن قتل محتجين في الصين. ولوح المحتجون الذين يتزعمهم مئات الرهبان البوذيين بأعلام إقليم التبت وساروا في شوارع سيليجوري وهم يرددون عبارة «نريد العدالة ونريد الحرية». وقال داوا جيالبو الذي يدير مكتبة لثقافة التبت في قرية سالوجارا الهندية وساعد في تنظيم الاحتجاج «الأمم المتحدة تشاهد ما يحدث في التبت لكنها لا تفعل شيئا.» وقال «إننا نطالب الأمم المتحدة بضرورة ان يكون هناك تحقيق.» وحمل نساء يرتدين زي التبت التقليدي ورجال يرتدون شارات كتب عليها «التبت حرة» ورسموا على وجوههم أعلام إقليم التبت لافتات تطالب الصين بالإفراج عن المحتجين داخل التبت ووقف «الابادة الجماعية» لشعبهم ومنحهم الاستقلال. وقال منظمون ان أهل التبت تجمعوا عند معبد كالا تشاكرا على مشارف سيليجوري قادمين من أماكن مختلفة للاجئين في أربع ولايات هندية.