كرة اليد الافريقية
اذا كان ثمة وصف يمكن أن توصف به الدورة رقم 17 لبطولة أمم إفريقيا لكرة اليد التي تتواصل في تونس إلى غاية العشرين من يناير الجاري، فيمكن أن نقول بأنها بطولة "تعرية" واقع كرة اليد الإفريقية.منتخبات لم تحضر و أخرى جاءت للمشاركة الشرفية و مواجهات تأخرت و أخرى تقدمت في انتظار وصول منتخبات قبل سويعات من انطلاق المباريات في أكبر محفل رياضي على المستوى الأفريقي لرياضة كرة اليد.ما حصل في أمم إفريقيا لليد يدعو الى التفكير الجدي في واقع هذه الرياضة خاصة وان البون بدا شاسعا بينها و بين رياضة كرة القدم التي حققت العديد من النجاحات على مستوى القارة السمراء طوال السنوات الماضية.غيابات عديدة:و شهدت هذه الدورة غياب عديد من المنتخبات الإفريقية على غرار نيجيريا و السينغال و الكامرون التي التحقت متأخرة و تسببت في تأخير مباراتها ضد تونس الى ساعة متأخرة من الليل حتى ان العديدين أكدوا ان حضور المنتخب الكامروني كان لتفادي العقوبات المالية التي ستنجر عن الغياب أكثر منه لخوض المنافسات. وقد انعكست هذه الفوضى حتى على أداء المتابعين من صحافيين و إعلاميين حيث انه لم يعد مفهوما متى تبدأ بعض المباريات و متى ستتأخر.اختلال موازين القوى:من جهة أخرى كشفت بطولة أمم إفريقيا لليد تباين موازين القوى بين المنتخبات المشاركة و خاصة بين مصر و المغرب و تونس من جهة و بقية الدول الإفريقية باستثناء المنتخب الأنغولي للسيدات صاحب اللقب. و قد وصل الفارق في بعض المباريات إلى أكثر من 20 نقطة.و بعد البداية الهزيلة و النسق البطيء للبطولة بسبب ضعف المنتخبات الإفريقية، ينتظر الشارع الرياضي في تونس ان تنطلق البطولة فعليا بداية من اليوم بمقابلتين هامتين ستجمعان تونس و المغرب في المجموعة الثانية و مصر و انغولا في المجوعة الأولى و ذلك من اجل المرتبتين الأولى و الثانية.الأسباب:و تعود اسباب ضعف مستوى كرة اليد الإفريقية حسب متابعين لهذه الرياضة، إلى ضعف الإعتمادات المادية المخصصة لهذه الرياضة في الدول الإفريقية و غياب تقاليد لها مقارنة بكرة القدم, احد الإفارقة الذي تحدثت اليه ايلاف، اكد انه في بعض المدن الإفريقية الكبرى تجد قاعة مخصصة وحيدة و قد لا تجدها. كما ان الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد لا تملك مداخيل من نقل المباريات او الإشهار مثلما هو الشأن بالنسبة لكرة القدم.و اختم بطرفة و هي ان مدرب منتخب الغابون سيدات إلتحق للإشراف على المنتخب الرجالي مباشرة بعد انتهاء مبارات السيدات يعني كما تقول ومضة شانبو الشعر الإشهارية: "اثنان في واحد"َ