نص
لا...لن أطيل الحديث عن سالومي، عن الهرّة القمحيّة اللّون، الشّقراء الرّوح كرغوة البيرة المهرّبة من سبتة، المسافرة كبطاقات الميلاد إلى خراب سدوم، حيث انقطعت أخبارها وضاع أثرها كمصباح علاء الدين، كقافلة علي بابا، كقصيدتي التي تتردّد في الدّخول إلى فردوس الميديا حيث تسريحة الشّعراء لا تختلف كثيرا عن ابتسامة نجوم الأغلفة يغنّون لمراهقات الصّف الثّاني في مدرسة:American Beauty، سالومي: جبل الشهوة المتمدّد على كتل الإسمنت، على إسفلت طنجة الصّلب الصّلب الصّلب كذاكرتي... تعرف... الحديث عن النّساء دائما مكرّر لكنه ضروريّ كحقن المورفين، كأغنية Joaquin Sabina الأخيرة(هل سمعتها !؟)، كديوان بابلو نيرودا الذي بحثنا عنه معا في: Librairie des Colonne دونما جدوى، لأن طنجة كانت دائما ما تعاند سالومي في قراءة قصيدة حـبّ لبابلو نيرودا، تعاند سالومي في الحبّ، تولم ليلها رجالا عابرين تخونهم عند الصّباح، و تترك أسرّتـهـم فارغة إلاّ من هبوب عطرها الرخيص و رائحة إبطيها القويّة، كان عليك أن ترى سالومي، أن تحبّها ببنطال الرّعاة الممزّق عند الرّكب، بذيل الفرس الجامح كريح الشرقيّ، كان عليك أن تحبّها مثل مردة القصيدة الذين يخطؤون في تقدير قيمة ملابس ال hip hop المقدسة... ولا يميزون بين فصول السنة، لا يحفظون أسماء الشوارع... ويضلّون الطريق دائما إلى café de paris حيث يشربون قهوة الصّباح كلّ يوم !! نعم...الحديث عن سالو... يؤشّر على الجراحات الطازجة... على ندب الحـبّ... على اللّحم الحـيّ لكارلو جولياني، على الرّصاص الحيّ المشحون في جمجمة كارلو جولياني، على البلدوزر الذي محق فراشات راشيل كوري البلّورية، (هل خرجت عن الموضوع؟) لا... لم أبتعد كثيرا، لأن سالومي (أقصد المرأة الحديدية) كانت تحبّ كارلو جولياني، ملامحها تشبه روح راشيل كوري الناضجة كالخريف، لا...أنا لن أتوقف... لأني لم أحدثك بعد عن سالومي، لم أحكي لك كيف كانت تصنع لفائف الحشيش، كيف كانت تشرب البيرة وتحكي عن ثورة ماي 68 بدون ملل أو أمل.دعني أحكي لك كيف كنت أحبّها في السّر، كيف كانت تحبّني في السّر، كيف كانت تسألني عن حبيباتي، و كيف لم أسألها عن عُنّـة الرّجال العابرين الذين تتقن خيانتهم عند الصباح وتورثهم أسرّة فارغة إلا من المحارم الورقيّة والواقي الذّكريّ المتقطّر كدموعها، لم أحك لك بعد عن سالو...، عن الشفاه المحروقة بتبغ gitanes، عن الشعارات المرفوعة في مظاهرات الأناركيين في برشلونة، عن وقفات الإحتجاج مع الحركات النّسوية، لم أحك بعد عن...، عن سمكة القرش الفالتة، عن الكوكب الغاضب على المنظومة الشّمسية، عن لفائف الماريجوانا في مقهى الحافة، لم أحك بعد حكاية الأميرة التي لا تبدأ أبداً ب (كان يا ما كان...).