شرطي عراقي يتفقد حطام سيارة دمرت اثر انفجار قنبلة في وسط العاصمة بغداد يوم أمس.
بغداد/14 أكتوبر (رويترز): قال مسئولون عراقيون إن هجوما انتحاريا أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل عند مكتب تابع لوزارة الداخلية في بغداد يوم أمس في أحدث هجوم يثير شكوكا حول قدرة العراق على الحفاظ على الأمن قبل أسابيع من الانتخابات الوطنية.وجاء التفجير بعد يوم من مهاجمة انتحاريين استخدموا سيارات فان وسيارات ذات دفع رباعي لثلاثة فنادق في بغداد ما أسفر عن سقوط 36 قتيلا على الأقل. وكان هناك فندقان يرتادهما غربيون وإعلاميون.وقال مسئول في وزارة الداخلية ان الكثير من القتلى أو المصابين في تفجير يوم الثلاثاء من الشرطة بعد أن فجر انتحاري السيارة التي كان يستقلها خارج مكتب للطب الشرعي. وأصيب في الهجوم 80 شخصا.وتزيد هذه التفجيرات التي قوضت توقفا مؤقتا للهجمات الكبرى التي تستهدف المباني الحكومية وغيرها من الاهداف الامنية الذي استمر سبعة أسابيع من التوترات قبل الانتخابات البرلمانية التي تجرى في السابع من مارس القادم.وهي تمثل ضربة لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي يسعى للحصول على فترة ثانية وساسة اخرين يأملون في أن يرجع اليهم الناخبون الفضل في الحد من وتيرة العنف في العراق على مدى العامين المنصرمين.وأضاف اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم العمليات الامنية في بغداد ان عدد قتلى تفجير يوم الثلاثاء تسعة مضيفا أن 68 أصيبوا. وذكر مسؤول في وزارة الصحة الاعداد نفسها.وترد تقارير مختلفة بصورة كبيرة عن أعداد القتلى بعد التفجيرات التي تقع في العراق.وهرعت سيارات الاسعاف وقوات الاطفاء لمكان الحادث. وقال مصور لرويترز ان المبنى التابع لوزارة الداخلية -الذي تحيط به مطاعم ومتاجر- تكبد أكبر تلفيات.وأضاف حسن السعيدي وهو صاحب متجر لاصلاح السيارات يقع قرب مكان الانفجار “ سمعت الكثير من الانفجارات سابقا.. لكني لم أسمع مثل هذا الانفجار.. كان قويا جدا.”وأضاف “شاهدت ما يقارب خمس سيارات بالقرب من الانفجار احترقت بالكامل.. كان بداخلها أشخاص وأنا متأكد أن قسما منهم ماتوا وآخرون منهم جرحوا.”وكان حيدر الجوراني وهو نائب بالبرلمان العراقي يمر بجوار المبنى عندما وقع الانفجار ونقل الى مستشفى بعد اصابته في الرأس. وقال مسؤول برلماني ان الاصابة ليست خطيرة.وكان اللواء الموسوي قال قبل التفجير الذي وقع أمس ان المسؤولين شددوا الاجراءات الامنية بعد التفجيرات التي استهدفت الفنادق وشكلوا لجنة لمعرفة أساليب المسلحين وأسلحتهم.وأضاف “لاننا ما زلنا في حالة حرب نحن نتوقع وقوع مثل هذه الهجمات الارهابية.”ومضى يقول “ما زال تنظيم القاعدة والمجموعات الاخرى قادرة على تنفيذ أعمال ارهابية هنا وهناك كلما اتيحت لها بعض الثغرات الامنية والفجوات.”وأضاف الجنرال راي أوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق إن تنظيم القاعدة يشن الآن عددا أقل من الهجمات لكنه يركز العنف على زعزعة ثقة العراقيين في الدولة.وأضاف “نجحنا بمرور الوقت في الحد من قدرتهم على مواصلة تمرد طويل المدى لذلك فإنهم انتقلوا حاليا إلى شن هجمات إرهابية واضحة داخل العراق للمساس بشرعية الحكومة.”وتابع أنه يتوقع المزيد من الهجمات الكبيرة قبل الانتخابات البرلمانية.وأصبحت القوات الأمريكية تقوم بدور أقل بشكل متزايد مسلمة الأمور الأمنية للقوات المحلية بينما تستعد لوقف العمليات القتالية بنهاية أغسطس ثم تنسحب بشكل كامل بنهاية 2011 .وينظر لقوات الأمن العراقية -التي تعين إعادة تشكيلها من الصفر بسبب القرار الأمريكي بحل القوات بعد الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 - على أنها أكثر قدرة ونظاما عما كانت عليه في فترة سابقة لكنها ما زالت تفتقر إلى المعدات والتدريبات الكافية في بعض المناطق.ويعتقد الكثير من العراقيين أن قوات الشرطة والجيش العراقية مقصرة على أقل تقدير بل ربما تكون متواطئة في الهجمات جيدة التنظيم التي استهدفت بغداد خلال الأشهر الستة الماضية مثل التفجيرات التي وقعت في الثامن من ديسمبر كانون الأول والتي أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل.وتعتمد قوات الأمن العراقية بشدة على معدات مثيرة للجدل للكشف عن المفرقعات والتي اشترتها بكلفة كبيرة ويقول مسئولون بريطانيون وبعض المسئولين العراقيين إنها عديمة الفائدة.