إغلاق مكتب هيئة العلماء ببغداد
بغداد/ 14 أكتوبر/ من بول تيت :قال الجيش الأمريكي أمس الأربعاء ان ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في حادثين منفصلين في شمال العراق، بينما حذر زعماء عراقيون من أن الصراع الطائفي مازال يشكل خطرا كبيرا رغم تحسن الوضع الأمني. وفي بغداد قالت الشرطة العراقية ان قنبلة مزروعة في الطريق انفجرت أمس الأربعاء خارج المنطقة الخضراء المحصنة تحصينا شديدا، التي تضم السفارة الأمريكية وبعض الوزارات العراقية مما أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثلاثة آخرين. وهز الانفجار وسط بغداد ورج المباني داخل المنطقة الخضراء ووقع على مقربة من نقطة تفتيش تخضع لحراسة مشددة حيث يصطف كل صباح مئات العراقيين الذين يعملون في المنطقة الخضراء المترامية الأطراف. وكان الانفجار من أشد الانفجارات التي سمعت في بغداد منذ أسابيع بعد ان انحسر العنف بدرجة كبيرة في العاصمة العراقية في الأشهر الأخيرة في أعقاب زيادة كبيرة للقوات الأمريكية هذا العام. وبعد ساعات اجتمع زعماء عراقيون في مؤتمر عن الأعمار في المنطقة الخضراء في مكان لا يبعد كثيرا عن مكان الانفجار وحذروا من ان الأموال وحدها لن تحل مشاكل العراق. وصرح طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وهو سني بأن العراق لم يتكبد فقط دمارا ماديا في الصراع الطائفي الذي دفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية. وقال أمام المؤتمر ان الدمار الأكبر حدث في "النسيج الاجتماعي" وذكر ان هذا سيظل العقبة الرئيسية على طريق الأمن والاستقرار. وكان انفجار امس ومقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة الذي رفع الخسائر في الأرواح في عام كان الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأمريكية في حرب العراق بمثابة تذكرة بأن مشاكل العراق مازالت بعيدة عن الحل. وبمقتل الجنود الثلاثة يرتفع إلى 3863 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق وذلك وفق ما أورده موقع مستقل على شبكة الانترنت يتتبع الخسائر في صفوف المدنيين والعسكريين بالعراق. في سياق متصل قالت مصادر الشرطة إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب ستة آخرون عندما هاجم انتحاري يرتدي سترة ناسفة تجمعا لشيوخ عشيرة عربية سنية جنوبي بغداد أمس الأربعاء. وذكر مصدر بالشرطة أن المهاجم تسلل إلى اجتماع لزعماء عشيرة الكرداني في الإسكندرية وهي بلدة ذات أغلبية سنية تقع في منطقة تعرف باسم "مثلث الموت" على بعد 40 كيلومترا جنوبي العاصمة العراقية.، ولم يعرف على الفور ما إذا كان أي من القتيلين من زعماء العشيرة. وقال مصدر آخر من الشرطة في الإسكندرية إن سيارة ملغومة انفجرت أيضا خارج الاجتماع غير أنه لم يتسن الحصول على مزيد من التفاصيل. في غضون ذلك قالت هيئة علماء المسلمين أمس الأربعاء إن قوة مسلحة من حراس رئيس ديوان الوقف السني قامت "باعتداء معد له" عندما دخل مسلحون مقر الهيئة بالقوة وسيطروا عليه وطردوا الموظفين العاملين وأغلقوا الإذاعة الناطقة باسم الهيئة. وقال بيان صادر عن الهيئة "في اعتداء معد له على المقر العام في بغداد لهيئة علماء المسلمين في العراق قامت أمس (الأربعاء) قوة من حرس السيد أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني الحالي بدخول مقر الهيئة بالقوة." وأضاف البيان ان القوة المسلحة قامت "بتبليغ موظفي الهيئة بإغلاق مقر الهيئة بأمر السيد احمد عبد الغفور وضرورة إخلائها قبل الساعة الثانية عشر من ظهر أمس وإيقاف بث إذاعة أم القرى وإخلاء المبنى من أثاثه وعائدياته." ويقع مقر الهيئة في جامع أم القرى في منطقة الغزالية غرب بغداد وتبث الهيئة من الجامع إذاعتها المعروفة بأم القرى. وكان مقر الهيئة قد تعرض في الماضي للعديد من عمليات المداهمة من قبل قوات أمريكية وعراقية أسفرت في بعض منها عن اعتقال عدد من العاملين فيه. وتعتبر الهيئة التي تأسست في الثاني عشر من ابريل من العام 2003 المرجع الديني للسنة العرب في العراق.