الرياض / متابعات :دعا فقيه وداعية إسلامي سعودي إلى تقليل تدريس المناهج الدينية في السعودية وتعديل محتوى ما يتم تدريسه من الفقه، قائلا "إننا لا نريد إنتاج مجتمع (طالباني) أو (رهباني) أو مجتمع متدين مائة في المائة، ولا نريد كثرة من المشايخ والقراء، بل مجتمعا إسلاميا مدنيا".جاء ذلك في سياق انتفادات لاذعة وجهها الباحث الفقهي السعودي الشيخ موسى آل عبد العزيز لحركة (حماس) الفلسطينية، مشيرا الى أنها تسعى إلى سفك دماء الفلسطينيين ، واتهمها بأنها قتلت عمليا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، معتبرا أنها تسعى حاليا إلى فصل الضفة الغربية عن غزة للحصول على دويلة صغيرة. ونقل الموقع الأليكتروني لقناة ( العربية ) الفضائية على الانترنت عن الشيغ موسى آل عبدالعزيز قوله : " لا أؤيد التطبيع مع إسرائيل ولكنني أشير إلى ما كان عليه الرسول الكريم فهذا هو المطلوب فقهيا، فالأمة العربية ليس لها قوة معنوية أو مادية لمجابهة إسرائيل فهل نزج بالناس للمهالك؟" .واضاف قائلا : "حركة حماس بدأت بالجهاد ضد الإسرائيليين وانتهت باستهداف الفلسطينيين، وهذه هي الفكرة الدموية للجهاد عند الخوارج وهي تكفير المسلمين ثم ذبحهم، ففكرة الجهاد حزبية إخوانية دموية القصد منها الوصول للسلطة ولو كان على الدماء" بحسب تعبيره .واعتبر الشيخ موسى أيضا أن "أبا مصعب الزرقاوي الذي قتل أخيرا بالعراق من الخوارج الذين يجب دفنهم في مقابر غير المسلمين بمكان منعزل، وقال إن من يكفر الزرقاوي له وجهة نظر قوية فهو من الخوارج والمفضل دفنه في مكان معزول.".وهاجم آل عبدالعزيز مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، مشيرا إلى أنه أخذ عليه أنه لم يتحدث في قضايا التكفير وتحذير المسلمين من سفك الدماء ونبذ الإرهاب وتسمية الأسباب بأشيائها، ورأى أن المجمع أصبح عصبيا وحزبيا لا يتناول إلا فروع القضايا.واتهم من وصفهم بالتكفيريين في المملكة العربية السعودية بشن حملات شرسة ضده وعمليات تحريف لآرائه مرجعا أسباب ذلك إلى الانتقادات التي وجهها لهم وتحذيره الناس منهم، مشيرا إلى أن رسالته في الحياة تتمحور حول انتقاد التكفيريين وتوجيههم والرد عليهم.وأشار الشيخ موسى إلى الجدل القائم حاليا بينه وبين المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حول حج الأفراد، مشيرا إلى أنه قدم الدليل على حجته وأنه ينتظر رد المفتي على ذلك.وأرجع انتشار الفكر الإرهابي التكفيري بالسعودية إلى تيارات السروريين والإخوان المسلمين ورأى أن هذه التيارات هي المسئولة عن الأحداث التي أصابت المسلمين. وقال:"السروريون هم من أجنحة الإخوان المسلمين المنهجية، أما السلفية التي ندعو إليها فهي مع المرأة في استحقاقاتها المدنية وحرية المرأة في التجارة وفتح المنزل وقيادة السيارة وقد قدمت الدليل على ذلك ولكن وفق الضوابط الإسلامية" . وردا ً على سؤال من قناة ( العربية ) حول النقد الذي وجهه عبر قناة (الحرة) الأمريكية للمؤسسات الدينية والمناهج التعليمية في السعودية ، ومطالبته بالغاء تدريس مادة الفقه في المراحل الدراسية، قال الشيخ موسى إن نقده للمؤسسات الدينية ليس هجوما بل تقويم، مشيرا الى انه طرح ما رآه مناسبا ويخدم المناهج الدينية .واستطرد قائلا : "نحن لا نريد أن ننتج مجتمعا (طالبانيا) أو رهبانيا أو مجتمعا متدينا مائة في المائة، وهذا لم يحدث في أي عصر من العصور ومن المفترض تقليل المناهج الدينية وليس المواد الدينية لأنه من الضروري أن يدرس الناس الأركان الخمسة من توحيد وصلاة وصيام ، ورغم أن الزكاة والحج ضرورتان لكنهما للمستطيع، كما أن كثرة القراء والمشايخ ليس مطلوبا، وكذلك المناهج الدينية، فنحن لا نريد جامعات أو مدارس تنتج أفراخا في الدين يقولون مالايعلمون".واوضح آل عبدالعزيز أنه ليس ضد تدريس مادة الفقه في المراحل التعليمية ولكنه ضد ما يدرس بمادة الفقه، وتساءل مستغربا : "لماذا ندرس للناس ما هو ليس واجبا أصلا ولا مطلوبا؟، فكيف ندرس الأطفال مسائل فقهية في أحكام الطلاق والتكفير؟". وقال : "نحن لا نريد مجتمعا إرهابيا ورهبانيا نريد مجتمعا إسلاميا مدنيا والدراسة بهذه الطريقة تنتج جيلا لا يفقه" .ويعد الشيخ موسى آل عبدالعزيز أحد الباحثين الفقهيين في السعودية إضافة إلى تخرجه من كلية الشريعة، ويعتبر نفسه أحد تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن باز ، كما ان له آراء ناقدة لتيار الإخوان المسلمين وللسروريين وللحركة القطبية، ويتهمه أعداؤه في الساحات الإلكترونية بأنه من أتباع المذهب (الجامي)، وهو أحد الذين أثاروا الجدل بآرائهم على الساحة السعودية، خاصة فيما يخص زيارة قبر الرسول، وحج الافراد وموقفه المساند لليبرالية. وحول رأيه في مسألة حج الإفراد شدد الشيخ موسى آل عبدالعزيز على أن حج الإفراد بالصفة المتداولة بين الناس ليس له أصل، مشيرا إلى أنه يملك الأدلة والحجج على ذلك مشددا على أنه يرى أن السعي بين الصفا والمروة للمعتمر فقط.وعن اختلافات الفتاوى وما يتضمنه ذلك من إثارة البلبلة بين الناس أشار آل عبدالعزيز إلى سيطرة الفتوى غير العلمية، مبينا أن الأعوام ستفرق بين الفتاوي عن طريق الأجيال المتجددة، حيث أن الله سينصر الدليل وأهل الدليل أما المقلدون والعصبيون فستذهب فتواهم جفاء.واعتبر الشيخ موسى القرار الذي اتخذه وزير العمل السعودي غازي القصيبي الخاص بتأنيث محلات بيع الملابس النسائية قرارا شرعيا، مشيرا إلى أن قرار المفتي العام بعدم جواز ذلك ليس من الصواب. وانتقل للحديث عن الأحزاب والتيارات الإسلامية قائلا (( إنها بما فيها القطبية طرحت معنى العلمانية بأنها هي التي تنفي الإله وبالتالي هي كافرة وملحدة، وهذا قياس غير صحيح، فهناك من العلمانية من لا تنفي وجود الله)) . ويضيف (( أما الليبراليون السعوديون فهم دعاة لتنشيط المدنية بما لا تخالف الشريعة ومكفروهم هم من أحدثوا البلبلة في المناهج الفقهية، مثل تصنيف المجتمع ما بين مسلم وعلماني وليبرالي، وبالنسبة لي فإن العرب من الليبراليين الذين يتمسكون بإسلامهم ليسوا بكفار )) . مشيرا ً الى (( أن فئة التكفيريين هي من تشن الحملات، وهؤلاء إما قطبيون لأنني انتقدت سيد قطب والتيار السروري، وأشرت إلى انتشارهم في السعودية وقدمت أكثر من مرة البيان والدليل على وجودهم، أو سروريون وهؤلاء السروريون هم من أجنحة الإخوان المسلمين المنهجية )) .
فقيه وداعية إسلامي سعودي يدعو إلى تقليل المناهج الدينية لمنع إنتاج طالبان جديدة
أخبار متعلقة