مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الفلوجة والمالكي يمدد الطوارئ
بغداد/وكالات:قالت الحكومة العراقية إنها قد تستحدث علما جديدا للعراق ليحل محل العلم الحالي الذي يرفضه الأكراد ويعتبرونه رمزا للاضطهاد في ظل حكم الرئيس المخلوع صدام حسين آملة أن ينزع ذلك فتيل جدل حاد أثار تهديدات من جانب الأكراد بالانفصال. وقد يعرض العلم الجديد على البرلمان اليوم الثلاثاء 5-9-2006. وبعد أن حظر رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني رفع العلم العراقي ورد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ذلك بحدة قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة إنه يفهم موقف الأكراد وأن تصميم علم جديد له أولوية أكبر في الوقت الحالي. وقال إنه بسبب تلك القضايا ستكون هناك بعض الأولويات من أجل الدفع باتجاه إقرار علم جديد. وأضاف أن ذلك لم يكن أمرا ملحا ولكنه بات الآن أكثر الحاحا. وقال عضو كردي بالبرلمان العراقي إن حزبه يسعى لتقديم اقتراح خلال أول جلسة للبرلمان بعد العطلة الصيفية يدعو إلى استحداث علم ونشيد وطني جديدين. وألقى الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي أيضا بثقله وراء التغيير فيما يبدو حيث وصف العلم الحالي بأنه "علم صدامي" ملطخ بدماء مئات الآلاف. ودافع الدباغ عن البيان الذي أصدره رئيس الوزراء مؤخرا والذي قال إن العلم العراقي الحالي يجب أن يرفع في جميع أنحاء العراق وأشار ضمنا إلى أن العلم الكردي الذي يرفع في المنطقة الكردية بشمال البلاد ليس له وضع رسمي. غير أنه قال إن الحكومة تتفهم حساسية الأكراد لأنهم تعرضوا للقتل في ظل العلم الحالي. وحظر البرزاني رفع العلم العراقي في المنطقة الكردية التي يسكنها نحو خمسة ملايين من بين سكان العراق البالغ عددهم نحو 26 مليون نسمة بسبب ارتباطه بحكم حزب البعث المنحل الذي كان يقوده صدام حسين وبسبب مقتل الآلاف في حملة الانفال عام 1988. ووصف البرزاني العلم العراقي الحالي بانه "علم البعث والانفال والقصف الكيمياوي والمقابر الجماعية وتجفيف الاهوار وتدمير العراق باكمله" مكررا تحذيره من أن الأكراد قد يختارون الاستقلال يوما ما.ودافع طالباني عن البرزاني وأيد يما يبدو تصميما جديدا من جانب البرلمان. وقال إن العلم العراقي الذي سيصدق عليه البرلمان العراقي وفقا للدستور سيكون علما مقدسا ومبجلا يقبله الجميع وسيرفع ويرفرف فوق رؤوس العراقيين وفوق قمم جبال كردستان. وقال نوزت صالح رفعت عضو البرلمان عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الطالباني انهم يطالبون بتغيير العلم ويسعون إلى تغييره حتى يكون جميع العراقيين متحدين. وأضاف أن ذلك لا يعني أن الأكراد يريدون الانفصال. وتابع أن حزبه سيطلب خلال جلسة البرلمان اليوم الثلاثاء استحداث علم ونشيد وطني جديدين. وعبر بعض أعضاء البرلمان الآخرين عن تأييدهم لذلك. والعلم الحالي المكون من ثلاثة ألوان هي الأحمر والأبيض والأسود في وضع أفقي وبوسطه صف من ثلاثة نجوم هو علم صممه البعثيون وتم تبنيه بعد الانقلاب الذي وقع في عام 1963 وصيغ على غرار أعلام دول عربية أخرى. وحل العلم الحالي محل علم آخر كان يحمل قرص الشمس الذي يرمز للأكراد. وبعد غزو الكويت في عام 1990 أضاف صدام عبارة "الله أكبر" إلى العلم بخط يده. ومنذ سقوط نظامه تحمل الأعلام الجديدة الكلمتين بخط طباعي. وفي ظل سلطة الاحتلال الأمريكي في عام 2004 صمم علم جديد لكن لم يتم اعتماده قط وكان ابيض اللون وبه شريطان باللونين الأزرق والأصفر مع هلال. وقال البعض إنه يذكرهم بالعلم الإسرائيلي. ورغم أنه ربما لا يكون خلافا جوهريا إلا أن رمزية النزاع تكشف عن وجود احتكاك بين العرب والاكراد يهدد وحدة العراق اضافة الصدع بين السنة والشيعة. على صعيد اعترف الجيش الأميركي في العراق أمس بمقتل ثلاثة من جنوده بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم جنوب مدينة الفلوجة غرب بغداد أمس الاول, وذلك بينما سقط مزيد من العراقيين بين قتيل وجريح في سلسلة مواجهات وتفجيرات خلال الساعات القليلة الماضية, رغم قرار البرلمان مد العمل بحالة الطوارئ.وفي وقت سابق أعلن الجيش الأميركي أن ثلاثة من جنوده قتلوا في العراق، ليرتفع إلى عشرة عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.كما أعلن الجيش البريطاني مقتل اثنين من جنوده وجرح آخر في هجوم بعبوة ناسفة استهدف قافلة عسكرية في منطقة الدير التابعة لمحافظة البصرة جنوبي العراق، ليرتفع إلى 117 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا منذ غزو العراق في مارس عام 2003.وفي هذا الإطار قتل خمسة من عناصر الشرطة وجرح مدني في هجوم شنه مسلحون بصواريخ وأسلحة خفيفة استهدف دورية للشرطة غرب مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد.كما قتل اثنان وأصيب آخران من زوار الشيعة بالقرب من الدورة جنوبي بغداد, عندما هاجمهم مسلحون مجهولون أثناء توجههم مشيا على الأقدام إلى كربلاء بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي.على صعيد آخر وافق البرلمان العراقي أمس الثلاثاء على طلب رئيس الحكومة بتمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر واحد اعتبارا من الأول من الشهر الجاري.ومع بداية أعمال البرلمان العراقي في دورته التشريعية الجديدة بعد توقف لمدة شهر واحد قرأ محمود المشهداني رئيس البرلمان طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المقدم إلى البرلمان والقاضي بتمديد حالة الطوارئ المعلنة في البلاد كافة عدا إقليم كردستان.وصوت أعضاء البرلمان بالأغلبية حيث وافق على القرار 161 عضوا من مجموع 180 حضروا الجلسة فيما عارضه 19 عضوا.واعترض عدد من نواب البرلمان على عدم قيام رئيس المجلس بفسح المجال أمام عدد من الأعضاء الذين طالبوا بمناقشة جدوى وأهمية تمديد القانون, واعترض نواب آخرون على نتيجة التصويت حيث اعتبر عدد من النواب أن نتيجة التصويت بقبول تمديد القانون غير صحيحة حيث يشترط الدستور العراقي فيما يتعلق بتمديد هذا القانون الحصول على أغلبية الثلثين.وقررت رئاسة البرلمان قبول نتيجة التصويت وتمديد القانون لهذا الشهر "على أن يخضع طلب التمديد القادم إلى النقاش".في سياق اخر أعلن في بغداد أمس ان الف شخصية عراقية ستشارك في مؤتمر موسع يعقد منتصف الشهر الحالي في العاصمة العراقية لبحث اليات تحقيق المصالحة الوطنية وتقديم خيارات متعددة لصناع القرار لمعالجة الازمات السياسية والإجتماعية فيما تم الاتفاق على نقل القيادة العسكرية للقوات العراقية من المتعددة الجنسيات الى الدفاع العراقية بعد حل الخلافات التي اجلت هذا الامر الاسبوع الماضي .. بينما اشار رئيس مفوضية الانتخابات حسين الهنداوي الى ان مجلس النواب هو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد موعد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة. وقال وزير الدولة لشؤون منظمات المجتمع المدني عادل الأسدي ان أكثر من 1000 شخصية تمثل مؤسسات المجتمع المدني العراقية ستشارك في مؤتمر دعم مبادرة المصالحة والحوار الوطني منتصف الشهر الحالي. واضاف ان المؤتمريعد أضخم تجمع لهذه المؤسسات في إطار دعمها لمبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي في حزيران (يونيو) الماضي ضمن المؤتمرات الأربعة الداعمة لهذه المباردة التي بدأت بعقد مؤتمر العشائر العراقية ويتبعه مؤتمران آخران للقوى السياسية والدينية بعد مؤتمر مؤسسات المجتمع المدني.